منوعات

الهلال الأحمر من التطوّع إلى العمل المُنظّم

الرياض/ حمود الضويحي

الهلال الأحمر من التطوّع إلى العمل المُنظّم

بـدأ بالإسـعاف الخيـري 1354هـ ثم جمعية 1383هـ ثم هيئة 1429هـ

يقدم الهلال الأحمر السعودي خدمات جليلة في بلادنا منذ تأسيسه، خاصةً في إسعاف مصابي الحوادث على الطرقات وأماكن العمل في المصانع، وكذلك إسعاف المصابين في منازلهم ونقلهم إلى أقرب مستشفى، ومرَّ الهلال الأحمر في تأسيسه بمراحل كان أولها في عام 1354هـ حيث ولدت فكرة إنشاء الإسعاف الخيري بالمملكة، كأولِ تنظيمٍ حكومي لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية بالمملكة،

ثم إنشاء جمعية باسم جمعية الهلال الأحمر السعودي لها خاصيتها الاعتبارية لمدة غير محدودة، ومركزها الرئيس الرياض، ويشمل نشاطُها جميعَ أنحـاء المملكة ونظامها قائم على أساس اتفاقيات جنيف والمبادئ التي أقرتها مؤتمرات الهلال والصليب الأحمر الدولي، وقد تم افتتاح فروع للجمعية في كافة مدن وبلدان مملكتنا الغالية، وأخيراً تم تطوير هذا القطاع وتحويل مسماه من جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي،

حيث صدر عن مجلس الوزراء في 24 /12 /1429هـ قرار يقضي بتحويل مسمى جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي للمضي في سبيل تحقيق أهدافها، وأدى ذلك إلى التوسع في افتتاح عدد من الفروع في كافة المناطق ودعمها بالآليات والكوادر البشرية المؤهلة.

وأدخلت عملية الإسعاف الطائر عام 1431هـ، ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك- خدمة الإسعاف الطائر التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي، وشاهد في باحة قصر الحكم واحدة من ثلاث طائرات دخلت الخدمة في منطقه الرياض، وتواصل هيئة الهلال الأحمر السعودي تقديم خدماتها من خلال 508 مراكز إسعاف موزعة على مناطق المملكة، وتتيح فرص التطوع لمن يرغب، حيث بلغت إحصائية التطوع لشهر أكتوبر من عام 2023م 4626 متطوعاً منهم 1952 من الذكور، و2674 من الإناث، وبلغ عدد الفرص التطوعية 1299 فرصة، شارك بها 11770 مشاركاً.

فعل الخير

وفي عام 1354هـ ولدت فكرة إنشاء الإسعاف الخيري بالمملكة كأولِ تنظيم حكومي لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية بالمملكة، وجاءت فكرة إنشاء جمعية أهلية من قبل جماعة من المحبين من أعيان مكة وأهلها لفعل الخير لتقديم الإسعافات الأولية والخدمات الصحية، حيث لاحظوا مقدار المعاناة التي يتكبدها الحجاج في أثناء تأديتهم مناسكهم وما يتعرضون له من الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس والإعياء من الأمراض وتقدم غالبية الحجاج بالعمر،

فقد كان المصابون والمرضى ينقلون بواسطة أقاربهم وذويهم بطرق غير صحية إلى مستشفى أجياد، وهو المستشفى الوحيد الذي كان في مكة المكرمة في ذلك الوقت، فكان كل ذلك يزيد من المعاناة وحدوث مضاعفات، فضلاً عن تعريض البعض منهم للوفاة نتيجة تأخرهم في الوصول للمستشفى، وبناء على ذلك جاء المقترح بإنشاء جمعية أهلية تقدم الإسعافات الأولية والخدمات الصحية وتنقل المرضى والمصابين، وقد كان الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- ممن اقترحوا فكرة إنشاء الإسعاف الخيري عندما كان نائباً لوالده الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- في الحجاز، وبعد ذلك رفع الاقتراح إلى المُؤسس، فاستحسن الأمر، وأصدر أمره السامي الكريم بإنشاء أول هيئة مستقلة تقوم على تقديم الخدمة الطبية الإسعافية الطارئة بالمملكة، تحت مسمى جمعية الإسعاف الخيري،

وتقدم الجمعية خدماتها وفق ما ورد في المرسوم الملكي، الإسعافات الطبية السريعة لضحايا الأخطار والجرحى والمصابين بعاهاتٍ أو ضعفٍ أو عجزٍ ينتابهم في الطرق أو في أي جهة كانت، ونقلهم بعد إجراء العلاجات الأولية، وتقديم المساعدة بكل الوسائل الموجودة لديها في حال انتشار الأوبئة أو حلول كارثة كبرى كالحريق وغيرة والتعاون مع مديرية الصحة فيما يتعلق بالأمور الصحية، وتعضيد كل عمل أو هيئة من نوع هذه الجمعية يكون غرضها إنسانياً محضاً، وتقوم الجمعية بأعمالها باسم الإنسانية دون أدنى تدخل في المواضيع السياسية.

تعاون وتكامل

وأنشأت في المملكة جمعية باسم جمعية الهلال الأحمر السعودي بموجب المرسوم الملكي رقم 1 في 16 /1 /1383هـ لها خاصيتها الاعتبارية لمدة غير محدودة، ومركزها الرئيس الرياض، ويشمل نشاطُها جميع أنحـاء المملكة، ونظامها قائم على أساس اتفاقيات جنيف والمبادئ التي أقرتها مؤتمرات الهلال والصليب الأحمر الدولي، وفي 24 /12 /1429هـ صدر عن مجلس الوزراء قرار يقضي بتحويل مسمى جمعية الهلال الأحمر السعودي إلى هيئة الهلال الأحمر السعودي، وتقوم الهيئة في سبيل تحقيق أهدافها بالمهام التالية الاستعداد والعمل في زمن السلم والحرب بصفتها مساعدة للإدارات الطبية في القطاعات العسكرية على سبيل التعاون والتكامل لمصلحة جميع -ضحايا الحروب المدنيين والعسكريين في جميع الأحوال المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949م والبروتوكولين الإضافيين لها لعام 1977م، ويشمل ذلك على وجه خاص ما يلي نقل الجرحى والمرضى، وإنشاء وتشغيل مستشفيات الهلال الأحمر السعودي في المواقع التي تحددها القيادة العسكرية، وتوفير وسائل نقل ومساعدة ضحايا الحرب، والتوسط في تبادل المراسلات الخاصة بأسرى وضحايا الحرب، والعمل على توفير وتخزين وسائل ومعدات الإيواء والأدوية وجميع ما يلزم لعلاج المرضى والجرحى والعناية بالأسرى، وتمثيل المملكة أمام الجهات الدولية المختصة بوصفها الجهة الوحيدة التي تمثل الهلال الأحمر في المملكة، وتقديم الخدمات الإسعافية الطبية بوصفها المقدم الرئيس لهذه الخدمة في المملكة، ويشمل ذلك النقل الإسعافي، والخدمات الصحية لمرحلة ما قبل المستشفى للمرضى والمصابين في الحوادث والكوارث، والاستعداد والاستجابة لحالات الكوارث، وكذلك الإسهام في تقديم خدمات الإغاثة داخل المملكة وفقاً للخطة الوطنية المعتمدة المنظمة لذلك، إضافةً الى المساهمة في تقديم الإغاثة السعودية ومساعدة ضحايا الكوارث خارج المملكة.

إسعاف طائر

وضمن العمل على تطوير الخدمات التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر السعودي فقد تم تدشين خدمة الإسعاف الطائر التي تقدم خدماتها لكافة مناطق المملكة، وتعكس إحصائية الإسعاف الجوي لرحلات إنقاذ الحياة خلال شهر نوفمبر 2023م كمثال الجهد الذي تقدمه الهيئة في هذا المجال، حيث بلغ العدد الإجمالي للمرضى المنقولين برحلات إنقاذ الحياة 66 حالة، فيما بلغ العدد الإجمالي للمرضى المنقولين برحلات الإسعاف الجوي 89 حالة، كما تواصل الهيئة خدماتها من خلال المراكز الإسعافية العاملة التابعة لها والبالغة 508 مراكز إسعافياً موزعة على مناطق المملكة، التي تباشر عشرات الآلاف من الحالات الاسعافية في كل شهر في مختلف مناطق مملكتنا الغالية.

خدمة إلكترونية

ومن الخدمات التي تقدمها هيئة الهلال الأحمر السعودي إتاحة الفرصة للمتطوعين، حيث خصصت منصة للتطوع وهي خدمة إلكترونية تقدمها الهيئة والتي توفر بيئة تطوعية محفزة للعمل التطوعي في مجالات هيئة الهلال الأحمر الصحية والإنسانية والإغاثية المختلفة، بالإضافة إلى وضع الخطط والبرامج للنهوض بالعمل التطوعي وتحقيق رؤية المملكة، كما تتيح للأفراد الراغبين بالتطوع تقديم طلبات التطوع للالتحاق بالفرص المتوفرة، والتي تتناسب مع قدراتهم وتوفير برامج تدريبية وتثقيفية لاكتساب مهارات جديدة للتعامل مع الحالات الإنسانية المختلفة، وقد بلغت إحصائية التطوع لشهر أكتوبر من عام 2023م 4626 متطوعاً منهم 1952 من الذكور، و2674 من الاناث، وبلغ عدد الفرص التطوعية 1299 فرصة، شارك بها 11770 مشاركاً، وعدد الساعات المسجلة 84580 ساعة تطوع، والقيمة الاقتصادية بلغت 3611416، وبلغ عدد المسجلين في منصة التطوع في الهيئة 120514 متطوعاً، وتسعى الهيئة إلى الوصول لمليون متطوع لعام 2030م، في سبيل تحقيق رؤية المملكة 2030.

الهلال الأحمر من التطوّع إلى العمل المُنظّم

منوعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى