-A +A
أحمد الشمراني
عرف حاتم الطائي بكرمه حتى ضرب به المثل فقالوا «أكرم من حاتم» تعبيراً عن شدّة الكرم والسخاء، وقالوا أيضاً «كرماً حاتمياً».

ولست بصدد استحضار قصص وروايات حاتم الطائي، فهي بيننا يتداولها الركبان شعراً ونثراً وقصصاً لم تمت، بقدر ما أكتب عن شيخ هو اليوم بيننا أنموذج للكرم الحاتمي، وقيل فيه من الشعر ما ربط اسمه بحاتم الطائي في أكثر من قصيدة.


أحدثكم اليوم عن الشيخ يعن الله بن بركات المنتشري؛ الذي يمثل اليوم في محافظة العرضيات (حاتم) بحق وحقيقة.

يكاد لا يمر يوم إلا ومجلسه عامر بالضيوف، بل إنه في بعض الأيام يستقبل وفوداً دون أن يُظهر لهم غير الحب والتقدير والفرحة والبهجة ويردد بوجه باش «يا هلا ويا مرحبا»، ويضيف بكل صدق «والله إنكم أكرمتوني اليوم».

الكرم عنده فطرة وطبيعة وشهامة ومرجلة، وإن خانتني اللغة أكتفي بوضع اسمه وعندها ستجد نفسك أمام حالة كرم لا كلف أو تكلف حولها.

إذا مر يوم دون أن يكون في مجلسه ضيوف يجمع الأهل والمحبين حتى لا يشعر مجلسه بغربة، وهنا معنى أن تكون كريماً كما أنت.

العم يعن الله بن بركات المنتشري هو حاتم العرضيات وواجهتها، ولا يمكن أن يمر زائر أو عابر طريق دون أن يمر مجلسه الذي يمثل معلماً للمكان وعنواناً لكل زائر.

كريم وفيك من الكرم ما قيل

في كل شعر وكل مدح وقصيدة

يعن الله بن بركات المنتشري يمثّل لنا محل كرم وقبلة كرم، ولا تذكر العرضيات إلا ويتم استحضار اسمه كحالة جديرة بالاهتمام بل والتباهي به كشخصية متفردة.

أخيراً: إذا أردت أن تعرف شجاعة الرجل، فانظر إلى سخائه!

‏يقول الإمام الذهبي: «الشجاعة والسخاء أخَوَان؛ فمن لم يجُد بماله، فلن يجود بنفسه».