آداب

غَرَام الورد

أبو الهيثم البناء

غَرَام الورد

لَعَلَّكَ لَمْ تَعُدْ كَالأمــسِ

تَعْشَقُنِي وَ تَهْوَانِي

وَلَكِنْ يَاتُرَى هَلْ بِالْـبَسَاطَةِ

تِلْكَ تَنْسَــانِي؟

سُؤَالٌ مُتْعِبٌ لَهِفٌ

دَهَتْنِي مِنْهُ أَزْمـــانِي

يُحَيِّرُنِي ، يُؤَرِّقُنِي

يُهَيِّجُ فِيَّ أَشْجَــانِي

يُرِيْدُ جَوَابَهُ عَجِــلاً

فَلاَ يَنْـفَكُّ يَغْشَــانِي

أَجِبْنِي كَيْ يُفَــارِقَنِي

فَإِنَّ بَقَاهُ أَضْــنَانِي

أُرَاهِنُ أَنَّنِي لاَزلـــتَ

فِي الأَحْلامِ تَلْقَانِي

تُنَاجِيْنِي وَلاَ أَدْرِي

وَتَعْلَمُ جُلَّ أَحْــزَانِي

أُرَاهِنُ أَنَّني بَطَلٌ

بِقِصَّةِ عَيْـشِكِ الآَني

عَظِيْمٌ أَيُّمَا عِظًمٍ

رَقِيْقٌ قَلْبُهُ حًــانِي

فَذَاكَ الدَّوْرُ أُتْقِنُهُ

بِهِ مَاكَانَ أَحْـرَانِي

فَرُغْمَاً عَنْ تَفَرُّقِنَا

وَلاَ نَدْرِي مَنِ الْجَاني

وَرَغْمَاً عَنْ تَبَاعُدِنَا

وَمَا عُدْنَا بِجِيْرَانِ

أَتَرْغَبُ عَنْ مُعَاشَرَتِي؟

وَتَجْنَحُ لاِمْرِيءٍ ثَانِي

فَيَا أُنْشُوْدَةً رَفَضَتْ

بَتَاتَاً كُلَّ أَلْحــانِي

وَيَا أُقْصُوْصَةً جَرَحَتْ

أَحَاسِيْسِي وَ وُجْدَانِي

وَيَا دَرْبَاً أَضَعْتُ لَدَيْـــهِ

أَمْتِعَتِي وَ عِنْوَانِي

وَيَا حُلُمَاً أُقَضُّ بِهِ

وَيَا كَابُوْسَ أَجْـفَانِي

وَيَانَهَرَاً غَرِقْتُ بِهِ

وَمَا إِذْ ذَاكَ أَسْـقَـانِي

وَيَاتُفَّاحَةً سُقِيَتْ

بِكَفِّي وَسْطَ بُسْــتَانِي

فَلَمَّا أَيْنَعَتْ وَغَدَتْ

بِلَوْنٍ أَحْمَرٍ قَـــانِي

جَنَاهَا وَاحِدٌ غَيْرِي

فَصَارَتْ فِي فَمِ الْجَانِي

وَيَاوَطَنَاً سَكَنْتُ بِهِ

وَفِيْهِ نَسِيْتُ أَوْطَانِي

وَكُنْتُ مَلَكْتُهُ زَمَنَاً

فَلَمَّا عَزَّ أَوْطَانِي

أَجِبْنِي ،هَلْ يَزُوْلُ الْحُـــبُّ

بَيْنَ الْحِيْنِ وَالثَّانِي ؟

وَتُمْسِي الذِّكْرَيَاتُ سُدَى

وَيُصْبِحُ عُمْرُهَا فَاني ؟

أُرَاهِنُ أنَّني لاَزلـــتُ

أُذْكَرُ بَعْضَ أَحْيَانِ

نَعَمْ ،لاَزُلْتَ تَذْكُرُنِي

وَلَسْتُ كَأَيِّ إِنْســَـانِ

وَلَكِنْ لَسْتَ مِثْلَ الأَمْــــسِ

تَعْشَقُنِي وَتَهْوَانِي

كَبُرْتَ وَلَمْ أَزَلْ طِفْلاً

قَدِ اْسْتَبْدَلْتُ أَقْرَانِي

لأِرْعَى وَرْدَةً أُخْرَى

وَتَكْبُرُ ثُمَّ تَنْسَانِي

 

غَرَام الورد

أبو الهيثم البناء

‫2 تعليقات

  1. ويا تفاحة سقيت .. بكفي وسط بستاني
    فلما أينعت وغدت.. بلون أحمر قاني
    جناها واحد غيري.. فصارت في فم الجاني
    غاية الإبداع والروعة..استمر على هذا الإبداع فنحن متشوقون للمزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى