
ليست من طبع الرجال
الخسة وقلة مروءة
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا انتشرت بين البعض صفة ذميمة وخسيسة ونذالة وحقد وحسد والتعدي على خصوصيات الآخرين وهي تتبع االآخرين وتسجيل محادثاتهم وتصوير صفحاتهم في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة بهدف الوقيعة بهم وأذيتهم كل هذا بسبب الحسد والغيرة والحقد والغل الذي يعشش في صدورهم ،نعوذ بالله منهم.
فبعضهم يتصل بك هاتفيًا ويتحدث معك ويسجل محادثتك معه دون أن تعلم و هذه خيانة المجالس ،
“عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” المجالسُ بالأمانةِ إلَّا ثلاثةَ مجالسَ سفكُ دمٍ حرامٍ أو فرجٌ حرامٌ أو اقتطاعُ مالٍ بغيرِ حقٍّ ” رواه بن حجرالعسقلاني باسناد حسن”انتهى.
وقال “الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: ” الأمانة باب واسعٌ جدًّا، وأصلها أمران: أمانة في حقوق الله: وهي أمانة العبد في عبادات الله عزَّ وجلَّ. وأمانة في حقوق البشر “
“روى ابن أبي الدنيا في ” الصمت ” قال: “…. وأسرَّ معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثًا، فقال لأبيه: [يا أبت، إن أمير المؤمنين أسرَّ إليَّ حديثًا، وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك. قال: فلا تحدثني به؛ فإنَّ من كتم سرَّه كان الخيار له، ومن أفشاه كان الخيار عليه، قال: قلت: يا أبت، وإنَّ هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه؟ قال: لا والله يا بني، ولكن أحبُّ أن لا تذلل لسانك بأحاديث السرِّ. فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته، فقال: يا وليد، أعتقك أخي من رقِّ الخطأ]”انتهى
*و بعضهم يراسلك عبر الواتساب على الخاص و لكنه لغرض في نفسه يقوم بتصويرها وإرسالها في القروبات ويتداولها الناس بل وصول الحقد ببعضهم إلى تركيب كاميرات وتصوير الناس دون علمهم ونشر هذه الصور في القروبات بهدف الاضرار بهم .
وهذا من السعي بين الناس بالنميمة.
وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصْلةٌ منهن كانت فيه خَصْلَةٌ من النفاقِ حتى يدعَها: إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّثَ كذبَ، وإذا عاهدَ غَدرَ، وإذا خاصمَ فجرَ
رواه البخاري] انتهى.
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ” كفى بالمرءِ كذِبًا أن يحدِّثَ بكل ما سمع ” [رواه مسلم].
و كل هذه الصفات الخسيسة والدنيئة بفعل الحسد والحقد والغل
الذي يتغلغل في صدور البعض نعوذ بالله منهم .
ليست من طبع الرجال
بقلم إبراهيم النعمي
إلى الأخ إبراهيم النعمي وفقه الله
قرأت مقالك بعناية، وأعبّر عن إعجابي بطرحك القيم الذي يعكس واقعا مؤسفا في زمننا الحالي ، فما طرحته من قضايا تتعلق بالخسة والنذالة في التعامل بين الناس هو أمر يستحق التأمل والتفكر.
حيث إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم فوائدها الكثيرة، قد أصبحت سلاحا ذو حدين ، فهي تتيح لنا التواصل وتبادل الأفكار، لكنها في الوقت نفسه قد تفتح الأبواب لممارسات سلبية، مثل التجسس على خصوصيات الآخرين ونشر الشائعات .
كما أن حديثك عن الأمانة في المجالس يسلط الضوء على جانب مهم من أخلاق المسلم ، فالأمانة ليست مجرد كلمات تقال، بل هي سلوك يمارس في الحياة اليومية ، فخيانة المجالس وعدم احترام الخصوصيات يعتبر من الصفات التي تتنافى مع القيم الإنسانية.
أوافقك الرأي بأن الحسد والغل هما من أكبر العوائق أمام بناء مجتمع متماسك ، ولذا يجب علينا جميعا أن نتكاتف لنشر قيم التسامح والاحترام، وأن نكون مثالا يحتذى به في الأمانة والنقاء.
في الختام، أدعو الله أن يرزقنا جميعا الأخلاق الحميدة، وأن يبعد عنا كل صفة ذميمة.
مع خالص الشكر والامتنان.