مجتمع سليم خالٍ من العنف
العنف الأسري هو مشكلة اجتماعية خطيرة تؤثر على الكثير من الأسر في جميع أنحاء العالم. يشمل العنف الأسري أي تصرف يؤدي إلى إيذاء جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي لأحد أفراد الأسرة من قبل آخرين في الأسرة ذاتها أو أحد الأقارب، حين قد يستغل أحدهم سلطته على آخرين ولا يفي بواجباته والتزاماته المعنوية والمادية والنفسية والاجتماعية، يمكن أن يكون العنف الأسري نتيجة للتوترات والصراعات العائلية، وقد يكون له تأثير كبير على الضحية وعلى العائلة بأكملها، وقد يؤدي إلى مشكلات مستقبلية للأفراد الذين يتعرضون إلى العنف الأسري، وتستمر دائرة العنف والإيذاء فيفقد المجتمع الأمان والاستقرار.
تعد وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ممثلة بقطاع التنمية والوكالة المختصة داخل الوزارة، صاحبة دور مهم في التعامل مع قضية العنف الأسري ومحاربتها، وقد أنشأت الوزارة الإدارة العامة للحماية الأسرية وهي الجهة التي تعنى بالحماية من العنف الأسري في المملكة العربية السعودية.
واعترافًا بأهمية هذا الموضوع، فقد تم إنشاء مركز متخصص في العنف الأسري، يعد هذا المركز نقطة تحول حاسمة في جهود مكافحة العنف الأسري وتوفير الدعم والاستشارات للأسر المتأثرة، وهو مركز بلاغات العنف الأسري وهو مركز متخصص لتلقي البلاغات الإيذاء والعنف على مستوى المملكة العربية السعودية داخل نطاق الأسرة.
يقدم هذا المركز العديد من الخدمات القيمة التي تهدف إلى مساعدة الضحايا وتقديم الدعم النفسي والقانوني والاجتماعي، يعمل المركز على توفير الاستشارات للضحايا والمعتدين والأسر المعنية بمشكلة العنف الأسري، كما يقدم المركز التوجيه والدعم النفسي للأسر المتأثرة ويعزز الوعي المجتمعي حول هذه المسألة المهمة.
تعد أهمية هذا المركز في توفير الاستشارات للأسر المتضررة من العنف الأسري لا يمكن تجاهلها. فالضحايا يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي وقانوني للتعامل مع تأثيرات العنف الذي تعرضوا له. يمكن للمركز تقديم المشورة اللازمة باستخدام فريق من الخبراء والمستشارين المدربين في مجال العنف الأسري، يتم توفير استشارات فردية وجماعية للضحايا والمعتدين وأفراد الأسرة المعنيين، يتم تقديم النصح والتوجيه فيما يتعلق بالسلامة الشخصية وإدارة الغضب وبناء العلاقات الصحية داخل الأسرة، كما يمكن للمركز أن يساعد في توفير المساعدة القانونية والقضائية للضحايا وتوجيههم إلى المصادر المناسبة للحماية القانونية.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم المركز بتعزيز الوعي المجتمعي بقضية العنف الأسري من خلال حملات توعية وتثقيفية، وورش عمل ومحاضرات توجيهية للمدارس والجامعات والمجتمعات المحلية. يهدف ذلك إلى زيادة المعرفة والتفهم حول العنف الأسري وتعزيز الثقافة السلمية وتحقيق التغيير الإيجابي في السلوكيات العنيفة.
بشكل عام، إنشاء مركز متخصص في العنف الأسري واستشاراته ضرورة ملحة تتصدى لهذه المشكلة الخطيرة والحد من انتشارها، يساهم المركز في توفير الدعم اللازم للضحايا والمعتدين وتقديم الاستشارة والتوجيه في حالات العنف الأسري، بالإضافة إلى ذلك، يعزز المركز الوعي المجتمعي ويعمل على تغيير الثقافة العنيفة من خلال النشاطات التثقيفية والتوعوية، كما أن قنوات التواصل مع المركز توفر الوصول اليسير لها عبر الرقم الموحد 1919 أو البريد الإلكتروني وغيرها من الوسائل التي أعلن عنها في موقع الوزارة.
ومن الجدير بالذكر أن مكافحة العنف الأسري ليست مسؤولية الوزارة وحدها، بل تتطلب تعاوناً مشتركاً بين الوزارة ممثلة بالإدارة العامة للحماية الأسرية ومركز بلاغات العنف الأسري، وكذلك أفراد المجتمع والجمعيات الأهلية المتخصصة في حماية الأفراد من العنف الأسري وكل ما سبق سيرفع الوعي ويقلل من نسب التعرض للعنف الأسري ومخاطره التي تؤثر على المجتمع بأكمله.