يوم المزارع والمدن الصغيرة
“يوم المزارع” الذي تم تطبيقه في مدينة الرياض، وتحديدًا في سوق الشمال، ويُقام كل سبت، حقق نتائج إيجابية مهمة؛ لأنه سهَّل على الكثير من المزارعين تسويق منتجاتهم بأنفسهم بدلاً من الخضوع لسيطرة العمالة في سوق حراج الخضار الذي يتم في الصباح الباكر، وما ينتج عنه من بيع لمنتجاتهم بأباخس الأثمان. وهي فكرة جيدة، تحقق الفائدة للجميع، سواء المستهلك أو المزارع؛ فالمستهلك سيشتري فواكه وخضراوات طازجة من المزارع مباشرة، وبأسعار مناسبة، وكذلك المزارع سيقوم بتسويق منتجاته بالسعر الذي يناسبه دون تدخُّل (الشريطية).
ولنضرب لذلك مثلاً بمدينتَي (الخرج وضرما)، اللتين تعتبران من أهم المدن الزراعية نظرًا لوجود الكثير من المَزارع المنتجة فيهما، وما تحققه من إنتاج كبير، يحتاج لتسويق باستمرار.
تلك المدن لديها فائض من الإنتاج أكبر من حاجة السكان المحليين، بل نستطيع القول إن بإمكانهما تغطية جزء كبير من حاجة العاصمة من الخضراوات والفواكه؛ لذلك لو تم تحديد يوم أو يومين في الأسبوع ليسوِّق المزارعون منتجاتهم بأنفسهم في سوق الخضار في هاتين المدينتين بالتأكيد سنحقق الفائدة المرجوة للجميع، سواء المزارع أو أصحاب المحال أو المستهلك.
وبحكم قرب تلك المدن من الرياض فإن ذلك السوق سيحقق النجاح المطلوب؛ لأن الجميع سيتهافت هناك لشراء ما يحتاجون إليه، خلاف أن العامل النفسي لدى الجميع يفضل الشراء من منتجات المدن الزراعية الصغيرة؛ لأنها أقرب للطازجة من غيرها، وأسعارها مناسبة.
أتمنى من البلديات تعميم تلك الفكرة على أسواق المدن الصغيرة؛ لتعم الفائدة للجميع.