
التقدّم في العمر لا يتنافى مع رِقّة المشاعر وعذوبتها، فما زالت القلوب تنبض بأعذب الأنغام وأجملها لمن يعشق ويهوى.
إنّ التقدّم في العمر يُعزّز هذه المشاعر ويقوّيها، بل يزيد من وهجها ونموّها، ويُحقّق الإخلاص والتفاني الناضجين.
الأرواح لا تشيخ، ولا تهرم، ولا تموت؛ حالها كحال المشاعر الراقية التي تبقى حيّة مهما طال الزمن.
لكن حين تُطارد السراب، فلن تصل، وستظلّ تائهًا في صحراء القلوب، تتقلّب بين صخورٍ لا تُحسّ ولا تشعر.
وحتى إن كنت كالجبل صامدًا، سيأتي يومٌ تنحني فيه وتفقد الأمل.
فالجبال في هذا العصر تُشقّ بالأنفاق، والصخور تتفجّر بالمتفجّرات الصناعية، والحال يُشبه الحال…
أحمد محمد كريري