
أتيت أهيم أنا بالصباح
و أنظر ما حل فبنا و لاح
رأيت الحمام على شرفتي
و عصفور مر بها و استراح
فناظرت فيه و ثم ابتسمت
وقلت أتى الصبح حل الصباح
منار و نور و أصبوحة
و اشراق فجر أتانا و ضاح
ضياء أضاء لأكواننا
و تغريد طير شدانا و صاح
و أزهار حب لنا فتحت
وإقبال فجر لنا قد أراح
براح و روح لارواحنا
و فتح المغاليق كل الصفاح
و إيقاظ للكل من نومه
و تجديد حلم طغى و أستباح
فهيا بنا للصباح نقوم
نعيش به نستحث الكفاح
و نرنو الى هام هام به
و نعلو و نعلو و نرقا الصراح
و نسمو و نسمو بلا خيبة
و نلبس تاجا وايضا و شاح
و نهدي الى الأم أفضالها
كذا الأب من قام فينا و طاح
و نسعد قلب الجمبع بنا
و نحيا الحياة كمن قد أضاح
نبي الهدي خاتم المرسلين
ومن قد سعى بالدنا للصلاح
لنا راية الدين تسمو بنا
و فينا من الخير ما قد أتاح
لنا الرب سير خطواتنا
و نحن سعينا و جلنا البطاح
و كنا مع العزم ندا لله
و كنا مع الجد دون الكساح
نساير ما جال في فكرنا
و اهدانا رشدا و سن الرماح
و منانا منانا بالأمنيات
لنصعد هاما و نلقى النجاح
و نرفل بالعمر في هيبة
كلا الناس ترنو لنا بإنشراح
و ترفع كفا لنا عاليا
تحية حب و رمز الفلاح
أصبوحتي الحمام على شرفتي


إلى الشاعرة رقيا عبد العزيز العاكش
بعد قراءتي «حمام على شرفتي»
يا رقيا،
همسُ حرفكِ جاءَ كنسمةٍ تمسحُ عن القلبِ غبارَ التعب،
وفي جناحِ الحمامِ الذي أرسلْتِه على شرفتكِ،
رأيتُ سلامًا يشبهكِ… نقيًّا، شفيفًا، ودافئًا كضوء الفجر.
كم يحملُ نصُّكِ من أنوثةٍ متجلية،
ومن حنينٍ يقطرُ من بين السطورِ كعطرٍ قديمٍ يذكّرنا بمن رحلوا وبمن ما زالوا يسكنوننا.
كلماتكِ لا تُقرأ فحسب، بل تُحسُّ،
تسكنُ المتلقي بهدوءٍ منٌ على ضفافِ الروح.
دمتِ كما أنتِ…
شاعرةً تُهدي الحرفَ بياضَه،
وتجعل من الشرفاتِ نوافذَ للسلام.