مقالات

أعظم شيء في حياتك!!

بقلم : صَالِح الرِّيمِي

لو كان الناس على مستوى واحد في الرزق، أي أن يكون كل الناس أصحاب أموالٍ وغنىً وصحة، لما استمرت الحياة ولما قامت لها قائمة، فالتسوية بالرزق قد يجعل الحياة لا تسير ولا يدور دولابها ..

ولو كان الناس جميعهم أطبَّاء أو مهندسين؛ لما وجدنا من يتخلص من قماماتنا، ولما وجدنا من يخيطُ ثيابنا، ولما وجدنا من يُعلمُ أبناءنا، ولما وجدنا من يحمي ممتلكاتنا؛ فإنما جُعل هذا التفاوت لتسمر الحياة على طبيعتها كما أرادها الله تعالى.

وتفاوت الأرزاق بين الناس في أرزاقهم، ومعايشهم، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وفضل بعضهم على بعض في الرزق هي سنة إلهية لحكمة عظيمة، منها قيام مصالح الحياة بتعاون الأغنياء والفقراء ابتلاءًا، وامتحانًا، واستخراجًا لشكر الشاكرين، وصبر الصابرين ..

وهذه حقيقة كما قال تعالى: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}، وقوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

واختبار الله الناس بالمال والصحة ليقوم الغني بالإنفاق ويصبر الفقير، وهو علامة على أن التفاضل الحقيقي في الآخرة بالتقوى لا بالدنيا، كما أن السعي والكسب أمر واجب مع التسليم بقضاء الله، فمن أعطاه الله شيء من الدنيا هو امتحان له كيف ينفق هذا المال؟.

السؤال الذي يعتريني على الدوام من ظن أن الفقر شأن فردي فقد أغفل الحقيقة الكبرى؟
لأن فقر أحدنا وهو فقر للجميع، وأن جوع إنسان واحدٍ يترك وصمة في ضمير من حوله ..

وليكن العطاء طبعًا لا طارئًا، وليكن للضعفاء في أرزاقنا نصيب، فقد وعد الله من أقرضه قرضًا حسنًا بأن يرده إليه مضاعفًا، فقال: (مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ)، وقال تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾.

ترويقة:
لهذا مهم جدًا لاستمرار الحياة أن نمدّ يد العون للفقراء والمساكين هو إحسان نُسديه انطلاقًا من قيمنا وأخلاقنا، فمن ترك فقيرًا أو محتاجًا يعاني في صمت سمح لنفسه بأن ينطفئ نور الرحمة في قلبه، حين يُخرج الإنسان مما بين يديه ليسدّ رمق أخيه، فإنه بذلك يطهر قلبه قبل أن يملأ يد غيره.

ومضة:
أعظم شيء في حياتك أن تكون سببًا في دفع الجوع وستر العوز وإحياء الأمل لشخص حولك كاد اليأس أن يُطبق عليه.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

بقلم : صَالِح الرِّيمِي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى