أهمية الأمن الفكري (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وأنزل عليه الفرقان مناراً للسالكين، وحجةً على العباد أجمعين، أما بعد:
فهذه حلقات متتابعة -بإذن الله تعالى- لموضوع مهمٌ جداً، يحتاجُه كل أطياف المجتمع، خاصةً من يقع على عاتقهم التعليم والتوجيه والنصح والإرشاد، انتقيتها لكم هنا من كتابي المطبوع في طبعته الأولى عام 1441هـ (أهمية الأمن الفكري).
ولقد كان العمل على هذا الكتاب يفرضُه واجبُ الإخلاص لوطني الغالي، ولولاة أمري -حفظهم الله- ثم العمل التربوي لأبنائنا الطلاب، ولنُبيّن للمجتمع عنوان تقدم الأمم وفخارها، ومبعثُ أمنها واستقرارها، مرهونٌ بسلامة عقول أفرادها، ونزاهة أفكار أبناءها، حيث جاءت الشريعة الإسلامية بحفظ الضرورات الخمس، ومن بينها حفظ العقول والأفكار، كما قال الإمام الغزالي: “مقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم: دينهم، ونفسهم، وعقلهم، ونسلهم، ومالهم”. ([1])
أمننا في سلامة فكرنا:
فضمان سلامة الفكر للإنسان من الانحراف والخروج عن الوسطية والاعتدال في فهمه وتصوره للأمور المحيطة به مقصد سامٍ من مقاصد الشريعة الإسلامية، ولنحذر من التفريط والإفراط في الأمور.
ونحن مدينون لولاة أمورنا بالسمع والطاعة في مكرهنا ومنشطنا ومحبتهم والدعاء لهم بالحفظ والتوفيق والسداد.
فالأمن نعمة عظيمة لا يعرف قدرها ومنزلتها وآثارها إلا من افتقدها، ولو قلب الإنسان النظر في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، لرأى العجب العجاب من خلل الأمن في بعض بلاد المسلمين، لدمعت عيناه حرقة وحزناً على ما يحدث فيها، فصار الواحد منهم لا يأمن على دينه ولا يأمن على ماله، ولا يأمن على دمه، بل ولا يأمن على عرضه، نسأل الله أن يصلح أحوالهم وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمناً.
وكما هو معلومٌ فإن للأمن آثاره العظيمة على البلاد والعباد، وإذا استتب في بلدٍ ما أمن الناس على دينهم وعلى دمائهم وعلى أموالهم، بل وعلى أعراضهم، وبالمقابل إذا اختل الأمن لم يتمكنوا من إظهار شعائر دينهم ولم يأمنوا على أموالهم ودمائهم وأعراضهم.. فالله الله أيها الإخوة المسلمون بالتمسك بهذا الدين العظيم وهذا الدين القويم ليستتب لنا الأمن ولتدوم لنا هذه النعم.. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصادر:
[1]) ـ المستصفى: (174).
أهمية الأمن الفكري (1)