إحترام الأب

إحترام الأب
قوله: لا يجزي ولد والدًا يعني: لا يكافئ، الوالد متفضل وصاحب معروف وإحسان للولد، ومهما فعل الولد لو أنفق عليه ما أنفق من الأموال، ولو أنه حمل والده وذهب به وطاف به المناسك، وحج به على أقدامه، وهو على ظهره فإنه لا يكافئ حقه ولا يجزيه في مقابل ما صنع، الوالد هو سبب وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهو أيضاً يقوم بتربيته وتنشئته، التربية بنوعيها:
تربية البدن بما يغذيه به، فالأب ينفق ويكتسب، ويطلب الرزق من أجل هؤلاء الأولاد، ومن المعروف كما يقال: إن المرأة تكون قلقة عادة قبل الزواج، وإذا تزوجت كانت أكثر طمأنينة، هي تقلق قبل الزواج، هل ستتزوج أو لا، ومن ذا الذي سيتزوجها، فإذا تزوجت ذهب ذلك الهاجس والشاغل الذي يشغلها، أما الرجل فإن قلقه يزداد بعد الزواج، كان من قبل هو أمير نفسه، فإذا تزوج صار عنده مسئولية المرأة، وصار عنده مسئولية الأولاد، ولذلك من المعروف أن الرجل يقل إنفاقه ويحاسب أكثر بعد الزواج؛ لأنه يحسب حسابات هؤلاء الأولاد، لا يحتاجون لأحد، لا يفتقرون، لا ينظرون إلى الآخرين بأيديهم شيء وهم ليس في أيديهم، يلبسون دونهم، يركبون دونهم، يسكنون دونهم، فتجد أنه يجمع ويجتهد ولربما يتغرب ويسافر، كل هذا من أجل هؤلاء الأولاد، ولو كان برأسه هو لربما سد جوعته بكسرة من الخبز، ولا يبالي، فالمقصود أنه يربيه بما يغذيه به في بدنه، تربية الأبدان.(1)
إحترام الأب