
كتب الزوج إلى زوجته السابقة يقول:
“أسعد الله مساءك يا أم فلانا تم بحمد الله توثيق انفصالنا في المحكمة، وسيتواصلون معك لأجل إستلام ورقة الطلاق، أتمنى لك التوفيق في حياتك، واستري ما واجهت مني”! فردت عليه تقول: “لم يواجهني منك إلا الخير والرقي والتفهم والتفاني والتضحية اعتذر لأني لا أستحقك”!.
ومن جميع ماقرأته تعليق الكاتب أدهم الشرقاوي حيث قال: “بعد قراءتي لهذه الرسالة أول شيء سألته لنفسي بعد أن قرأت هذا الكلام: اثنان بهذا النبل لماذا تطلقا؟!”، طبعًا البيوت أسرار لا يعلمها إلا الله ثم أهلها، وطلاق زوجين لا يعني بالضرورة أن أحدهما سيء، يحدث أن لا يتفق الناس على نبلهم.
والشاهد في الموضوع، لماذا علينا بعد كل طلاق أن ترى الردح في مواقع التواصل وأمام الآخرين، ولماذا يجب أن تنفصل العائلات بانفصال زوجين؟ ولماذا على الأولاد أن يكونوا ضحية راشدين لم يتفقا؟!
الحياة الزوجية يجمعها الحُب والاحترام والثقة، وعمادها المودة والرحمة، وأحد أهدافها الإعفاف وسد الاحتياجات الطبيعية وغيرها، والأصل في عقد الزواج التأبيد، لكن إذا استحالة العشرة بين الزوجين يكون الانفصال هو المقدم على الإستمرار، ولا يبيح للرجل تعليق زوجته وتركها متذبذبة، فلا هي أخذت حق الزوجية كاملًا ولا هي خرجت من ذمته فتسعى لحياة كريمة أخرى.
قال الله عزوجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ..
الأصل في الزواج الديمومة، فإذا أنعدمت الحياة بين الزوجين فيحق لكل طرف ترك الآخر دون شروط، متذكرين عبارة “إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”، وهي قاعدة شرعية وأخلاقية عظيمة تأمر الزوج في كيفية التعامل مع الزوجة، وتلزمه إما بإمساك بمعروف ومعاملة حسنة، ومعاشرة تؤدي فيها حقوقها كاملة، أو تسريح بإحسان دون ضرر، فكما تزوجتها بأحسان ثم استحالت العيشه بينكما، مايمنع أن تنتهي علاقتكما بأحسان أيضًا.
ترويقة:
لهذا أقول أن علاقة الرجل بالمرأة كالعصفور، إن أمسكته بإحكام قد يموت، وإن أمسكته بتساهل قد يطير! فقط .. أمسكه بعناية وسيبقى معك للأبد، وهكذا يجب أن يكون تعاملك مع المرأة بداية العلاقة تُظهر المشاعر، وفي نهايتها تُظهر الاخلاق ..
ومن خلال اطلاعي على كثير من قضايا الأسرية والخلافات الزوجية توصلت إلى قاعدة مهمة جدًا وهي: “تحتاج الحياة الزوجية إلى90% عاطفة، وإلى 10% عقل لكي تكون حياة زوجية سعيدة، وتحتاج إلى 90% عقل و 10% عاطفة لكي تستمر، لكن السؤال كيف تتعامل مع هذه القاعدة؟
ومضة:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ …﴾.
كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك



