الأستاذ: يحيى بن محمد المخشمي الفيفي
الأستاذ: يحيى بن محمد المخشمي الفيفي
أي حدث جديد يطرأ على الناس، في أي مجتمع من المجتمعات، ولم يكن لهم به سابق معرفة، ينكرونه ولا يتقبلونه بسهولة، (فالناس اعداء لما جهلوا)، بل ويوجدون لأنفسهم الاعذار والتبريرات القادحة، وإن كانت غير صحيحة ولا منطقية،
ويبقى الامر على ذلك لفترة من الصراع والممانعة، إلى أن يثبت لهم خلاف ما اعتقدوا، وهذا هو ما حدث عندما فتحت أول مدرسة ابتدائية بفيفاء، فكثير من الناس نظروا إليها بتوجس وريبة، لكونها لا تنسجم مع النمط الذي الفوه في التعليم من قبل(المعلامة)، القاصرة على تعليم القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة البسيطة، واما هذه المدرسة فهي تحتوي على علوم متعددة، غالبها لأول مرة يسمعون بها، من مقررات المطالعة والحساب والهندسة والعلوم،
ويزيدهم نفرة ما يبثه البعض من انتقادات وتعليقات ساخرة، والتندر بإيراد بعض المفردات المنتقاة من هذه المواد، من مثل (عجن وخبز وزرع وحصد)، وينقدون ما يمارسه الطلاب في حصة الرياضة، ويقولون ما الجدوى من تعليم كل هذا، ويضخمون هذه السلبيات بشكل مبالغ فيه ومنفّر، ويحتقرون من يلحق ابنه بها، مرددين القول أن الكفاية في التعليم، (اجادة قراءة القران الكريم وحفظ بعض سوره).
كان والده متعلما وعلى درجة كبيرة من الوعي، يبحث ويناقش ويسال عن كل ما يتعلق بهذه المدرسة، لذلك ما إن كبر ولديه (عبدالله ويحيى)، حتى بادر بإلحاقهما بهذه المدرسة، رغم بعدها الكبير عن بيتهم، ووجود عقبة كؤود تعترضهم للوصول إليها،
ولكنه اقدم على هذه الخطوة المباركة، ولم يعبئ لما يسمعه من التثبيطات، فكان قدوة تشجع وتبعه إليها كثير من جيرانه وابناء قبيلته، وحطمت حاجز الممانعة لدى كثير من الناس، فكان الاخوان هما الرواد في تجلية الحقيقة، وهتك استار الضبابية التي غلفت بها هذه المدرسة، اقبلوا ينهلون من معين العلم والمعرفة المتاح فيها،
ونالوا قصب السبق في محيطهم، وكان نتيجة ذلك وثمرته، هذا المعلم الناجح والقدوة الصالحة، والاجيال المتعاقبة من الناجحين في كل مجالات الحياة.
أنه الأستاذ يحيى بن محمد المخشمي الفيفي حفظه الله ووفقه.
والده هو الشيخ محمد بن أحمد مفرح يزيد المخشمي الفيفي من عشيرة (آل مفرح) رحمه الله وغفر له، ولد في حوالي عام 1342هـ، وكان اكبر اخوانه، له (اخ وثلاث اخوات) ولذلك حمل العبء الأكبر في الأسرة، وحرص والده على تعليمه، وكان التعليم حينها قاصر على اجادة قراءة القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة، فالحقه بمعلامة الفقيه يحيى بن ساتر المخشمي رحمه الله، في (الثواهر) ببقعة المخشمي والداثري، ثم عند الفقيه حسن بن أحمد ال خفشة الابياتي رحمه الله، في (شيحة) بقعة العذر، الذي اتم عنده ختم القرآن تلاوة، مع حفظ بعض قصار السور،
ثم اكتفى بهذا القدر وقد اصبح المسؤول الاول عن اسرته، لتقدم سن والده وتعثر صحته، ثم ما تلاها من موته رحمه الله، فكان عليه وحده القيام على شؤون البيت، وتحمل عبئ احتياجات الاسرة، والقيام على مزرعتهم، التي كانت هي مصدر رزقهم الوحيدة، اتصف بالتدين وحسن الخلق، مع بشاشة الوجه التي لا تفارقه، والابتسامة التي تجمل محياه، ومحبة الناس والعشرة الطيبة، والحرص على مساعدة الاخرين، جوادا معطاء، لا يرد سائلا ولا محتاجا، كريم وبيته مفتوح لكل وافد، بيت(المشوى)على الطريق السالك من أسفل الغربي إلى سوق النفيعة، ويتحول فنائه إلى محطة راحة معتادة للعابرين، أما في ذهابهم للسوق او الأمارة او المحكمة، وبعضهم لبعد بيوتهم عن السوق، يبيتون لديه الليلة السابقة للسوق(يتروحون)،
لكي تختصر لهم الطريق، ويحضون خلال ليلتهم بكريم ضيافته، كان له اخ وحيد اصغر منه(موسى) رحمه الله، رباه واولاه جل اهتمامه ورعايته، وكفله حتى كبر وقام على تزويجه، وأسكنه في بيت المشوى القديم بجوار بيته، فلما توفي رحمه الله وقد رزق بولدين (ابن وبنت)، تكفل هو برعايتهما وتربيتهما والقيام عليهما.
كان حسن المعشر مع كل الناس، بارا بأقاربه واصلا لرحمه، اشتهر بين الناس بصدقه وأمانته، فكان كثير من الناس يضعون اماناتهم لديه، كان يراعي الاخرين ويتفاقد احوال الناس في محيطه، ويقوم برعاية بعض الأسر التي غاب عنها كافلها،
ويقول لا انسى وكثير من زملائي في المدرسة الابتدائية، أنه في كل يوم اثنين، يوم السوق الاسبوعي في سوق النفيعة، المجاور للمدرسة الابتدائية، أنه كان يعطينا جميعا عند الفسحة، وعند خروجنا إلى السوق، بعض النقود، ويقول لنا اشتروا لكم ما تشاؤون، رحمه الله وغفر له وتجاوز عنه.
واما والدته فهي الفاضلة عافية بنت يحيى علي العمري رحمها الله، من اهل الذراع غرب جبل العمريين، البيت الذي ولدت فيه وتربت، وتعلمت من والدها الواعي، كثيرا من المبادئ وما يتعلق بأمور دينها، وحفظت على يديه بعض من سور القران الكريم، وتزوجها في بداية بلوغها الشيخ يحيى بن سلمان المخشمي، ورزقت منه بولدين، وتوفي عنها وتزوجها الشيخ محمد، الذي تكفل بتربية ابنائها من زوجها السابق، ورزق هو منها بأربعة اولاد (ابنين وابنتين)، فكانت لهما اسرة كبيرة قوية متماسكة، تتكون من ستة اولاد، وسابعهم اخوهم الاكبر(ابراهيم)، ولد له من زوجة سابقة، وكانت تولي الجميع جل اهتمامها، وكامل رعايتها وحدبها، وتقوم على كل ما يلزم للأسرة والضيوف، رحمها الله وكتب لها الاجر والمثوبة.
ولد لهذين الفاضلين في عام 1379هـ، في بيتهما (المشوى)، في اطراف قبيلة المخشمي، فوق كرعان، واعلى بقعة السرية في غرب جبل العمريين، ونشاء نشأة طبيعية في اسرة متكاتفة، يشارك مع بقية افراد الاسرة في القيام بما يناسب سنة من المهام، من مثل رعي بعض الاغنام القليلة، وبعض الاعمال البسيطة في البيت وفي المزرعة، وهي نوع من التربية، اكتسب من خلالها بعض الخبرات، واتقن بعض المهارات، في الحرث والزراعة وخلافها، مما جعل منه عنصرا ايجابيا منسجما داخل الاسرة، في حياة طبيعية متوازنة سعيدة، خالية من كل العقد والاعتلالات، وبقيت له منهجا سار عليه طوال حياته، وموروثا ينقله ويبثه بين ابنائه واحفاده، لتتواصل الحياة في قوة ومحبة وألفة.
تعليمه :
ما إن ميز قليلا، ولم تكن في القرب منهم مدرسة يستطيع الوصول إليه، فلا يساعده عمره وبنيته لاجتاز العقبات الشاقة، لكي يصل إلى النفيعة، حيث تقع المدرسة الابتدائية الوحيدة في فيفاء، ولرغبة والده في تعليمه وتهيئته للمدرسة لاحقا، فقد الحقه في الكتاتيب “المعلامة” المتاحة حولهم، والتعليم فيها كان قاصر على قراءة القران الكريم، فدرس في معلامة جامع الدرب (الثاهر)، في وسط بقعة آل حسن قاسم المقابلة لبيتهم،
يسير إليها في خط مستقيم، وكان المعلم فيها الشيخ احسن بن علي احسن آل مشكاع الداثري رحمه الله، واخيه المعلم الشيخ محمد بن علي حفظه الله، وفي هذه المدرسة بدأ تعليمه بإتقان (الأبواب)، وهي التعرف وحفظ الحروف الهجائية، بأشكالها ورسمها ومدودها وحركاتها، من فتح وكسر وضم وتشديد وتنوين وسكون، قراءة وكتابة متقنة، وهي التأسيس والتأصيل للمتعلم المبتدأ،
يتلوها قراءة الفاتحة وما بعدها من سور القرآن القصيرة، ويتدرج تصاعديا إلى أن يختم القرآن، وقد نال من ذلك الكثير حتى أصبح يعتمد على نفسه في القراءة من المصحف مباشرة، وقد استغنى عن هذه المعلامة، ليراجع القراءة على والده في البيت، بعد أن خصص له ولإخوانه وقتاً في كل يوم لقراءة القران.
وما إن كبر قليلا واشتد عوده، واصبحت لديه القدرة على تحمل مشقة الصعود والنزول، الحقه والده بمدرسة فيفاء الابتدائية بالنفيعة، الواقعة بجوار سوق النفيعة، وكان ذلك في عام 1390هـ، وقد بلغ الحادية عشر من عمره، حرصا منه على تعليمه، ولم يلتفت الى نظرة الناس القاصرة لهذه المدرسة،
وفي عدم قناعة الكثيرين منهم بالحاق ابنائهم بها، حيث يرون الاكتفاء في تعليمهم بقراءة القرآن الكريم، ومبادئ القراءة والكتابة، وأنها كافية عن ما سواه من التعليم، وينظر معظم الناس للمستقبل بنظرة قاصرة جدا، لا تتجاوز محيطه والفه البسيط، ولا ترتقي إلى إعدادهم لمستقبل يختلف عن مستقبلهم هم، المستقبل الذي يتطلب التعليم الحديث، وتحصيل الشهادات الدراسية، بل بعضهم كان ينتقدون كثيرا من ما يوجد في مقررات هذه المدارس، وما يمارسه الطلاب في حصص الرياضة والرسم وغيرها، ويعتبرونه نوعا من الفضول والعبث لا موجب له، ولكن كان والده المتعلم الواعي، يحرص كثيرا على تعليم ابنائه وتهيئتهم لمستقبل حياتهم، فلذلك قام بتسجيل يحيى واخيه الاكبر عبدالله في هذه المدرسة،
وكانا بذلك اول الملتحقين بالمدرسة من قبيلة المخشمي، تلاهما غالب ابناء هذه القبيلة وما جاورها، وكانت لديهما الرغبة والتشوق إلى المدرسة، لما يسمعانه عنها من أبناء عمتهما (شقيقة الوالد)، الاستاذين موسى بن محمد الداثري حفظه الله وحسن بن محمد رحمه الله، الذين كانا طالبين فيها من قبلهما بفترة طويلة، فاذا التقيا اثنا تزاور الاسرتين، يسمعان منهما كثيرا من الثناء على المدرسة وعلى المعلمين والمواد التي يدرسونها.
اصطحبهما والدهما في اول يوم لهما إلى المدرسة، وبعد أن اجريت لهما المقابلة الشخصية، للتعرف على مستوياتهما في القراءة والحساب والثقافة العامة، وضع اخوه الأكبر (عبدالله) في الصف الثاني، واما هو فتم قبوله في الصف الأول، والسبب إخفاقه في مادة الحساب، وعدم تمكنه من إجابة سؤال احد المعلمين المصريين، عندما سأله عن (ماذا تعطينا البأرة)، ولم يعرف الاجابة لعدم ادراكه ما هي البأرة، ولم يفهم حينها أنه كان يقصد بها (البقرة).
لذلك لم يبدأ العام الدراسي إلا وقد اشترى والدهما له ولأخيه مستلزمات الدراسة، واهمها كانت حقيبة الكتب، مصنوعة من القماش الأبيض يعلقها بكتفه، واشترى له مصحفا متوسط الحجم، وارسله به إلى جارهم الشيخ إبراهيم بن عبدالله احسن ال مشكاع لحباكته، والحباكة توثيق الاوراق بخيوط متينة، وتلبيس غلافه بالقماش، مما يبقيه سليماً وقويا ومحفوظا، ولذا بقى معه هذا المصحف طيلة سنوات المرحلة الابتدائية، وإلى نهاية المرحلة المتوسطة، ومع بداية العام الدراسي انضم مع زملائه طلاب الصف الاول الابتدائي،
وكانوا مجموعة يعرف معظمهم من قبل، فمعظمهم من محيط معارفه، ويذكر منهم كل من يحيى بن محمد يحيى العمري، ومحمد بن سلمان يحيى العمري، ويحيى بن شبان العمري، ويحيى بن حسن مفرح العمري، وحسن بن موسى شريف العمري، فاستأنس بهذه الصحبة الطيبة، واختص منهم بزيادة الفة وقرب، زميله حسن بن موسى شريف، لصلة القرابة وعلاقة والديهما الوثيقة،
كانوا يجلسون على حنابل على الارض، فلم يكن حينها في معظم الفصول طاولات للطلاب ولا كراسي، لصعوبة ايصالها حينها إلى المدرسة، حيث لم تشق طرق السيارات بعد ، فيقول أنه لم ينعم بالجلوس على الطاولة والكرسي الا في الصف السادس، بعد أن شارك مع بقية زملائه وإدارة المدرسة، في جلبها على اكتافهم من موقفة (الصوفعة).
سارت معه الامور على خير ما يرام، وانسجم كثيرا مع المدرسة والزملاء والمعلمين، وكانت تضم عددا من المعلمين الاكفاء، الذين تشرف بالدراسة على ايديهم، ممن يولون طلابهم كثيرا من التربية والتقويم، ومن الاهتمام بما ينفعهم ويرفع مستوياتهم، ويخص بالذكر منهم الأستاذ حسين بن جابر الخسافي رحمه الله، وهو اول معلم من ابناء فيفاء في هذه المدرسة، وكان من اوائل طلابها عند افتتاحها في عام 1377هـ، وكان مثالا في الحيوية والنشاط والتفاعل مع الطلاب، يقول عنه(حبب لنا الأنشطة والمشاركات فيها)،
ومن تلك الانشطة، النشاط الرياضي في كرة الطائرة، فقد كان بارعا في هذه اللعبة، وكوّن للمدرسة فريقاً يمثلها، وقد اقيمت فيها مباراة ودية مع مدرسة نيد آبار الابتدائية، ومن المعلمين ايضا الذين كان يعتز بهم ولا ينساهم، معلم اللغة العربية الاستاذ صدقي محمد عبده (مصري)، الذي اقتبس منه محبة واتقان مادة الخط العربي، وهناك غيرهما من معلمي المدرسة، وإنما اختص هاذين لما تركاه في نفسه من أثر.
اقبل على دراسته بكل شغف وجد واجتهاد، ينهل من معين العلم والمعرفة والمهارات، سعيدا بما يحققه من ترق يوما بعد يوم، متفوقا ينجح فيها عاما بعد عام، ويتدرج في صفوفها على مدار سنواتها الست، التي مضت سريعة كالأحلام، إلى أن تخرج من الصف السادس الابتدائي، في نهاية العام الدراسي 1396/1397هـ، وكانت اسماء الطلاب الناجحين حينها تعلن من إذاعة الرياض، حيث سمع اسمه من ضمن هؤلاء الطلاب.
ما إن تخرج من هذه المرحلة، حتى اتجه بكل همة إلى الانتقال إلى المرحلة التالية، وسجل مباشرة في المدرسة المتوسطة الوحيدة في فيفاء، وكانت في نفس الموقع في النفيعة، في مبنى مجاور للسوق، وقريب من مبنى المدرسة الابتدائية، وكانتا هاتين المدرستين أول المدارس في مرحلتيهما تفتحان في فيفاء، بل وفي المناطق الجبلية من جازان كلها، كانت المدرسة المتوسطة حينها بقيادة الاستاذ الشيخ حسن بن فرح الابياتي رحمه الله، الذي انتقل إليها حديثا من مدينة ابها،
وكان في عز شبابه واوج عطائه، شعلة في النشاط والحيوية، وكانت المدرسة تضم نخبة من المعلمين الاكفاء، يذكر منهم على سبيل المثال، معلم اللغة العربية الشاعر الاديب، الاستاذ محمد بن عبدالرحيم عبدالغني (مصري)، تعلم منه الكثير في مادة اللغة العربية، مما جعله يحبها ويحرص على الاستزادة منها، وكذلك الأستاذ محمد عيد (مصري) معلم العلوم، والأستاذ محمد شكري (مصري) معلم التاريخ، وهو وكيل المدرسة، حيث لم يكن حينها في هذه المدرسة معلم سعودي جامعي سوى مديرها رحمه الله.
ضمت المدرسة كذلك نخبةً راقية من الطلاب المتفوقين، وكانت شعلة من النشاط والتنافس في كل المجالات، المنهجية وغير المنهجية، تقام فيها العديد من الانشطة والمسابقات المتعددة، حتى أن مديرها الفاضل اقام بجهوده الخاصة، وبمساعدة بعض من الاباء واعيان البلد، ناديا ثقافيا اجتماعيا، بني بجوار المدرسة، كان يمارس فيه الطلاب انشطتهم وهواياتهم المفضلة، وكانت هذه المرحلة بالنسبة له من اجمل مراحل حياته، اكتشف فيها ذاته، وحقق فيها كثيرا من مواهبه، بالإضافة إلى تفوقه في دراسته، والترقى في فصولها، حتى أنها مرت به سنواتها الثلاث سريعة، وتخرج في نهاية العام الدراسي 1399/1400هـ، وقد نال شهادة الكفاءة المتوسطة منها.
ما إن تخرج من هذه المرحلة إلا وقد تفتحت آماله لتحقيق حلمه الوحيد، فلا يتمنى ولا يحلم إلا أن يكون معلما، اضافة إلى احساسه وقد ناهز العشرين، في ان يختصر الطريق ويختزل المسافة، وكانت الفكرة الماثلة في مخيلته، هو التوجه إلى معهد اعداد المعلمين الثانوي، وبالذات وقد رأى قدوات من معارفه سبقته إلى ذلك، فابصر طريقه وحدد مساره واتخذهم له قدوة،
ولم تكن من عقبة تحول بينه وبين بداية هذا المشوار، إلا في كيفية اقناع مدير المدرسة بتسليمه لشهادته، فكان ذلك ضرب من المحال، ويستحيل ان يتجاوب معه بسهولة، ويعود ذلك لحرصه رحمه الله على بقاء الطلاب في هذه المدرسة، وعلى مواصلتهم للدراسة لديه في المرحلة الثانوية المحدثة، وكان احداثها استثناء وبجهوده الخاصة رحمه الله، لنستمع إليه يحكي لنا كيف استطاع اقناعه وحصوله على الشهادة، فيقول (بكرت الى منزل الاستاذ حسن بن فرح رحمه الله، في وسط بقعة العذر،
لكون المدرسة مقفلة مع بداية العطلة الصيفية، للحصل منه على الشهادة وحسن السيرة والسلوك، والتقيت عند باب بيته بزميل آخر له نفس الغاية، فطرقنا عليه الباب اكثر من مرة، مع المناداة الجهورية باسمه، ولكن دون جدوى فلم يجبنا احد، وجلسنا على هذا الحال نرقبه عند الباب، ونكرر الطرق والنداء الى قبيل صلاة الظهر، ثم عدنا الى بيوتنا دون ما نتيجة، وفي اليوم التالي كررنا نفس الامر،
ولكن كذلك لم نجد تجاوبا، وبينما نحن على هذا الحال، إذا اقبلت علينا امرأة كبيرة تقصد هذا البيت، فلما وصلت سألتنا عن سبب جلوسنا، فأخبرناها بما نريده، وأشارت علينا بأن نبتعد عن محيط البيت، ويحسن بنا ان نجلس خلف بيت اشارت إليه في الجوار، وقالت أنه يتعمد أن لا يقابلكم، فإذا لم يعد يراكم فسيخرج، لأنه في العادة يذهب في هذا الوقت الى نيد الدارة، ووعدتنا بأنها اذا رأته يخرج من البيت ستعطينا أشارة، وبالفعل لم نمكث طويلا حتى تلقينا هذه الاشارة، وعندها نزلت وزميلي مسرعين لمقابلته،
وتفاجأ بنا ونحن نسلم عليه، وحينها قال لهما في دهشة (ماذا تريدان)، فأخبرناه باننا نريد شهادتينا، وبقي يتأمل فينا قليلا، ثم طلب منا أن نلحق به إلى البيت، وعاد وادخلنا إلى المجلس، ثم سأل كل منا ماذا يريد بالشهادة، فأخبرته بأني أريد التسجيل في معهد اعداد المعلمين في ابها، وكذلك قال زميلي أنه يريد نفس الغاية في الرياض، فهما يرغبان أن يعودا معلمين في مدارس فيفاء)، وعندها تغيرت ملامحه وبدا البشر طافحا على وجهه، ودعا لهما بالتوفيق قائلا هذا ما نريده من أبنائنا، وحينها سلمهما الشهادات، والظاهر انه لم يتجاهلهما في البداية، إلا خوفا عليهما في أن يفرطا في دراستهما، فلعلهما إن لم يجداه ييأسان ويصرفان النظر عن سحب شهادتيهما، وبذلك يضمن بقاهما في المدرسة.
ويكمل حكايته ويقول (بعد أسبوع سافرت الى ابها، في صحبة زميلي الاستاذ محمد بن سلمان العمري، ونزلنا في ضيافة الاستاذ احمد بن عبدالله العمري حفظه الله، الطالب حينها في فرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالجنوب، هو وزميله ابن عمتي الشيخ حسن بن محمد الداثري رحمه الله، وهما يقيمان في (عزبة) لهما في حي شمسان، وفي اليوم الثاني ذهبنا الى معهد المعلمين للتسجيل، وكان من طلابه قبلنا كل من الاساتذة مبره بن إبراهيم العمري، واحمد بن موسى الابياتي، وحسين بن موسى الابياتي، وموسى بن يحيى اسعد الثويعي، وموسى بن أحمد أسعد العمري, ولحق بنا في نفس العام بعض الزملاء، ومنهم يحيى بن جابر الثويعي، وجابر بن يحيى الثويعي، وعبدالله بن سعد عيد الرشيدي، وعبيد الله بن سعد الرشيدي، ثم لحق بنا في العام التالي مجموعة، منهم ابن العم الاستاذ محمد بن يحيى سالم المخشمي، رحم الله من مات منهم وحفظ بحفظه الباقين.
كان المعهد حينها منارة علمية وتربوية، يتميز بنظامه الصارم الشبيه بنظام الكليات العسكرية في قوة الانضباط، وكانت الغاية تخريج معلمين على قدر كبير من القوة والانضباطية، لأنهم سيكونون في الغد رعاة مجتمعهم، وقد كان الإقبال على هذا المعهد كبيرا من كل المناطق الجنوبية، وفيه اهتمام ونخبة متميزة من المعلمين، ولا ينسى فضل ذلك المعلم الحريص على طلابه، الأستاذ الشيخ علي بن الحسن الحفظي، وكيل المعهد في ذلك الوقت، الذي وجدوا فيه (كما يقول) صورة شخصية مطابقة للأستاذ حسن بن فرح رحمه الله، في اسلوبه وتعامله وحبه للطلاب، ولا غرابة في هذا التشابه بينهما، لقد كانا زملاء دراسة في كلية اللغة العربية في الرياض.
اقبل على دراسته بكل رغبة وجد واجتهاد، يبذل قصارى جهده في الترقي والتفوق، حيث وازن خلالها بين دراسته المنهجية، وفي العناية بأموره الشخصية والمعيشية، وهو مغترب عن اهله لأول مرة، وما اسرع ما تأقلم مع وضعه الجديد، سواء في حياته المعيشية وفي دراسته، وسارت به الايام تعقبها الشهور والاعوام، إلى أن تخرج بفضل الله ومنته من هذا المعهد، في نهاية العام الدراسي1402هـ.
بالطبع عيّن بعد تخرجه مباشرة، معلما في المرحلة الابتدائية، وباشر عمله ممارسا لهذه المهنة التي يعشقها، ولكنه لم يكتفي بما تحصل عليه من دراسة، فلم يتوقف عن تطوير قدراته ومهاراته العلمية والتربوية، بل حرص دوما على الترقي من خلال البرامج والدورات المتاحة، حيث حصل على مدى سنوات خدماته التالية، على العديد من الدورات التعليمية والتطويرية، في مجالات العمل المتطورة، ومن ذلك كمثال وليس اجمالا، ما ياتي :
- دورة تنشيطية في مادة اللغة العربية وفروعها.
- دورة في اعداد الدروس واستخدام الوسائل التعليمية.
- دورة في العصف الذهني وتنمية التفكير.
- دورة في إدارة الصف.
- دورة في صياغة أسئلة الاختبارات الفصلية.
- دورة حقيبة معلم.
- دورة في نظام اليسير في فهرسة الأوعية في المكتبات المدرسية (اكترونيا).
- دورة في كيفية تدريس مادة الخط العربي في المرحلة الابتدائية.
- دورة في توجيه الطلاب وارشادهم ومسؤولية المرشد الطلابي في المدرسة.
- دورة في النشاط الطلابي ومسؤولية رائد النشاط الطلابي في المدرسة.
- دورة في الإدارة المدرسية وتقييم الأداء الوظيفي.
العمل الوظيفي:
بعد تخرجه من معهد المعلمين الثانوي بابها، تم توجيهه للعمل على وظيفة معلم، في إدارة التعليم بجازان، وفيها تم توجيهه إلى مدرسة الداثري والمخشمي الابتدائية بفيفاء، حيث باشر فيه مع بداية اختبارات الدور الثاني، من نفس العام 1402هـ، وانطلق في تجربة عظيمة ونافعة، من خلال ممارسته للعمل على الواقع المشاهد، طبقا لما قد تعلمه نظريا من العلوم والاساليب التربوية، وكانت المدرسة في نفس محيطهم، حيث يلزمه ما يقارب نصف ساعة الوصول إليها سيرا على الأقدام،
فلم تشق بعد طريق السيارة في هذا الجهات، وبذل جهده وجد واجتهد في اثبات ذاته، وما اسرع ما أنسجم مع الجو العام داخل هذه المدرسة، بما وجده فيها من الزملاء الفضلاء والطلاب والمجتمع المحيط، وكانت اعداد الطلاب فيها محدودة، مما يتيح للمعلم أن يبدع ويكون اكثر عطاء، ولكن لقلة اعداد المعلمين عن النصاب المقرر، كان يلزمهم زيادة انصبة الموجودين من الحصص، فلا يقل جدوله عن اربع وعشرين حصة في الاسبوع، وتزيد احيانا الى ثمان وعشرين حصة، إضافة للأنشطة والمناوبات والريادة،
وتصحيح الدفاتر التي لا تنتهي، وفي رصد الدرجات، التي تنفذ كتابة باليد قبل الحاسوب، وأشد ما يكون العبء في كتابة المسودات وتبييضها، ومضت به التجربة الجميلة وهو يحقق احلامه وآماله، ويكتسب يوما بعد يوم الثقة، ويجني النجاحات والخبرات، وقد كوّن له شخصية خاصة به رضي عنها تمام الرضا، واستمر يعمل بكل جد على هذا النهج في هذه المدرسة، لمدة عامين دراسيين، إلى أن اغراه الانتقال إلى مدرسة نيد الضالع الابتدائية، لكونها اقرب قليلا إلى بيته، ولتوفر الخدمات في محيطها،
بخلاف موقع مدرسة الداثري والمخشمي، لذلك سعى في طلب النقل إليها، وتم انتقاله مع بداية العام الدراسي 1404/1405هـ، وسار على نفس النهج والطريقة التي اختطها واعتادها، مع أن الاعباء هنا اكثر لزيادة اعداد الطلاب، لأهمية موقعها على الطريق العام للسيارات، فسهل على الطلاب الوصول إليها من جهات كثيرة، وفي هذه ميزات وفي تلك ميزات، ولكن هي القناعة والراحة النفسية، اقبل بكل جد واجتهاد يعمل، ويطور قدراته بحسب التغيرات المتسارعة، ينفذ واجباته، ويقوم بكل ما يوكل إليه، حيث عمل معلما، ومرشدا طلابيا، ورائدا اجتماعيا، وأمينا للمكتبة، وازدحمت ساحاته فيما لا يكاد ينتهي.
تكاثرت الضباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
ومع كثرة الضغوط والمسؤوليات، أصبح احيانا لا يتمكن من متابعة دفاتر الطلاب، وتصحيحها في داخل المدرسة، مما يضطره احيانا إلى حملها معه إلى البيت، في اخر دوام يوم الأربعاء، ليصححها هناك ويعود بها معه في دوام يوم السبت، وسارت معه الامور مستمتعا بعمله، رغم كل هذا التعب والمشقة.
وفي بداية العام الدراسي1410/1411هـ، فتح مع المدرسة الابتدائية مرحلة متوسطة، وتم نقلهما من مبناهما القديم في قلب نيد الضالع، إلى مبنى اخر جديد في (القعبة)، لا يبعد كثيرا عن موقعها السابق، إلا أنه مبنى مسلح ومتفرد واكثر اتساعا، مما يعين على العطاء اكثر من سابقه، وكما قيل (لكل مقام مقال)، واصل عطائه في نفس المدرسة، وعلى نفس النهج لا يكاد يكل ولا يمل، واستمر لما يزيد على ثلاثة عقود، حتى أخيرا احس بالتشبع، وقد اعطى كل ما يقدر عليه،
وعندها قرر التقاعد المبكر مع بداية عام 1435هـ، بعد خدمة دامت أكثر من (32) سنة، وهي طويلة ومنهكة في مجال التعليم، كانت كلها وبحمد الله حافلة بالجهد والعطاء والمحبة والالفة، ويقول في وصفها (مع هذا العمر الطويل في هذه المدرسة امتزج فيها روحي بالطلاب، جيلا بعد جيل، حتى أصبح بعض طلابي فيها زملاء، وأبناءهم طلاب عندي, وهذا ما يزيدني تيها وفخرا واعتزازا).
مارس وتنقل خلال هذه السنوات الطويلة، في اكثر من مهمة ومسؤولية تربوية وادارية، ومنها اجمالا:
- معلم وهي المهمة الاساسية.
- وكيل متفرغ لابتدائية نيد الضالع لفترة.
- القيام بعمل التوجيه الطلابي، وإرشادهم بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة (غير متفرغ).
- القيام بعمل النشاط الطلابي بمدارس نيد الضالع بمراحلها الثلاث (ابتدائي ومتوسط وثانوي)(غير متفرغ).
- أمين المكتبة ومصادر التعلم بهذه المراحل الثلاث.
اجتهد في تسهيل بعض المواد المقررة والمهمة، التي يستصعبها كثير من الطلاب، وبالأخص في الجانب الذي يتقنه ويميل إليه، في اللغة العربية والنحو والاعراب، وفي الكتابة الصحيحة (الاملاء)، واتقان الخط العربي، ومن ذلك:
- تأليفه كتابا مختصرا في النحو والاعراب للمبتدئين في طبعته الأولى.
- بحوث تتعلق بالرسم الإملائي والخط العربي.
- قدم عدة دورات ودروس نموذجية، في مادة اللغة العربية والخط العربي.
- قدم دورة في مادة الخط العربي، في مجموعة (حلقات مسجلة فيديو)، وشاركه في التصوير والإخراج الأستاذ محمد بن يحيى هادي الأبياتي.
وله من الانشطة فيما يتعلق بالخط والابداع ما يلي :
- لوحات خطية داخل المدرسة وخارجها.
- كتابة أطول لوحة من القماش، تحت عنوان (مشاعر وطن)، وذلك مع عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، الى ارض الوطن بعد رحلته العلاجية، مشاركة في حفل محافظة فيفاء، المعد لهذه المناسبة.
- تصميم بعض الدروع، قدمت لبعض الزملاء المعلمين في مناسبات المدرسة.
وله مشاركات ثقافية واجتماعية وتوعوية، ومن ذلك :
- مشاركته بمقالات في بعض الصحف الالكترونية.
- المشاركة ما بين حين وآخر في كتابات قصيرة، تكون في مواضيع اجتماعية، ينشرها عبر قنوات التواصل الاجتماعي.
وقد نال كثيرا من شهادات الشكر والتقدير، ومن الجوائز والدروع التكريمية، وهي ردود افعال وثناء على انشطته ومشاركاته الايجابية، رغم أنه شخصيا لا يراها إلا واجبا يقدمه، ولا يستحق عليها الشكر الذي قدم له، وهذه الشهادات والتقديرات تلقاها من مدرسته، أو من إدارة التعليم في صبيا، ومن مكاتب التعليم في الداير وفيفاء، ومن بعض الدوائر الحكومية الأخرى، ومن هذه الشهادات التقديرية التي يعتز بها، ويذكرها هنا كنماذج :
- درع وشهادات شكر وتقدير (معلم متميز في تدريس مادة اللغة العربية) من قسم اللغة العربية من إدارة تعليم صبيا.
- درع وشهادات شكر وتقدير (معلم متميز في تدريس مادة اللغة العربية) من مكتب تعليم الداير.
- درع وشهادات شكر وتقدير (معلم متميز في تدريس مادة اللغة العربية) من مكتب تعليم فيفاء.
- درع وشهادات شكر وتقدير (معلم متميز في تدريس مادة اللغة العربية)من مدارس نيد الضالع.
- شهادة شكر وتقدير من قسم المكتبات في تعليم صبيا.
- شهادة شكر وتقدير من قسم توجيه الطلاب وارشادهم بتعليم صبيا.
- شهادة شكر وتقدير من النشاط الطلابي من تعليم صبيا.
- شهادة شكر وتقدير من المحافظة والدوائر التابعة لها، نظير ما قدمه من عمل بارز في المناسبات العامة والمناسبات الوطنية.
وبطبيعته فهو انسان اجتماعي، متفاعل مع مجتمعه إلى اقصى حد، ويسعى دوما إلى بذل جهده وفكره وماله، فيما يخدم هذا المحيط، ومن تلك الاسهامات العلمية والخدمية التي يعتز بها، ويحمد الله كثيرا أن وفقه إلى تقديمها، ويسال الله أن تكون في موازين حسناته، ما يلي :
- مشاركته مع نخبة من أبناء جهتهم الخيرين، ومنهم الأستاذ احمد بن عبدالله العمري، والأستاذ مبره بن إبراهيم العمري، والأستاذ عيسى بن موسى العمري، بتوفيق من الله في السعي إلى فتح خط الغربي الاعلى، الذي يربط ما بين نيد الضالع، إلى طريق الداثري والمخشمي، يمر ببقعة المنهم من جهة غرب جبل العمري، مرورا ببقعة ذا امشفا، إلى كرعان والمعرف، وإلى الحدب وصعودا إلى الكداحي، ليتصل مع الطريق الصاعد من عيبان إلى النفيعة، حيث كانت هذه المناطق والبقع تعيش في عزلة تامة، وبعيدة عن كل الخدمات والمواصلات التي ينعم بها الآخرون.
- رشح عضوا في المجلس المحلي في محافظة فيفاء، في دورته الحالية 1444/1445هـ لكنه اعتذر عن قبوله لظروف خاصة يمر بها.
له هوايات نافعة ومفيدة، يستمتع من خلالها، ويعبر بها عن نفسه وعن شخصيته، وتربطه احساسا بالعالم والمجتمع من حوله، ومن ذلك:
- تعلقه بالقراءة والكتابة، وقد ادمنهما فلا يكاد يفارقهما، والقراءة يعتبرها الحبل السري للإنسان، لا يستغني عنه ليبقى حيا وحيويا، ويطلع من خلالها، وتربطه بمتغيرات الحياة وعلومها ومستجداتها.
- يعشق الرسم والخط العربي، ويستهويه بشدة ويستمتع به، ويمارسه في كثير من أوقات فراغه.
- تستهوية لعبة كرة الطائرة ولعبة التنس، ويسعد كثيرا بممارستهما كل ما سمح له الوقت.
وفقه الله وبارك فيه، وزاده علما وفضلا ونجاحا.
الحالة الاجتماعية :
زوجته هي الفاضلة صفية بنت سلمان مسعود الابياتي الفيفي حفظها الله، تتقن القراءة والكتابة بشكل لا باس بها، وهي زوجة صالحة، وربة بيت فاضلة، وأم حنونة شفوقة حانية، ساندته وعاضدته واعانته في كل مراحل حياتهما، وقد رزقا بخمسة أولاد، ثلاثة أبناء وابنتان، وهم على النحو التالي :
- عبدالله بكالوريوس هندسة طيران، وماجستير إدارة اعمال.
- عبدالكريم بكالوريوس نظم معلومات حاسب آلي.
- عبدالحكيم طالب جامعي جامعة جازان، علوم حاسب آلي.
- خديجة شهادة ثانوية عامة، ربة بيت.
- خلود طالبة في المرحلة الابتدائية.
حفظهم الله واصلحهم ونفع بهم، وجعلهم بارين بوالديهم، وحفظها من اسرة كريمة مباركة، وحفظه وبارك فيه وزاده علما وفضلا وتوفيقا، وجزاه خيرا عن كل ما قدمه ويقدمه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ــ ابوجمال
الأستاذ: يحيى بن محمد المخشمي الفيفي
الرياض في 1445/8/21هـ
الله يبارك فيك يا ابا جمال وفي ضيفك الصديق والغالي محمد يحي الذي يدين له الجميع بالمحبه والرفقه الطيبه والابتسامه الدائمه
أنعم وأكرم بالصديق العزيز الإستاذ/ يحيى محمد أحمد المخشمي رجل إجتمعت فيه جميع الأوصاف ، يشهد الله أنني احبه في الله .
حفظه الله وأطال في عمره وأحسن عمله .
والشكر موصول لك ( أبا جمال ) على ما أتحفتنا به .