الأفكار بين الأمس واليوم
إنه الصراع والجدل الذي لاينتهي بين مادح وقادح، لماضٍ صحيح غلبت عليه البساطة، وحاضر له امتيازات قوية، وسلبيات يقولون أنها ماسخة لاتتناسب مع أسلاف و أعراف قديمة.
ومن يمتدحون الماضي يقولون أن نيات الناس كانت طيبة وسليمة في ذلك الوقت، واذا كانت كذلك فلعل النيات الآن تعود لطيبتها، وتنعم بالراحة والطمأنينة التي تجلب الاستقرار النفسي للفرد والمجتمع، وهذه ميزة جيدة وجاذبة لإعادة توطين مكان قد هجره الناس وتجاوزوه لغيره بدعوى التحضر،
والذي هو الآخر بعد الهرولة وراءه اكتشفوا عيوبه وسلبياته على المجتمع، الذي هو في لهاث وراء الدنيا متهاون بشيم وقيم كانت سائدة ومحترمة، كانت قد أدت دورها ببساطة كنظام اجتماعي سلساً ومقبولًا.
ومنها مثلا الترابط الأسري و التواضع ولين الجانب والبساطة، ونبذ التكبر الذي أحيانا هو وهم وسراب وليس حقيقة لانتفاء أدواته وعدم الوصول إلى تلك الدرجة التي تؤدي إليه عموما.
وهناك خلط في الأفكار أو تسريع لأفكار
ربما نظن غرابتها وقد قالوا الإنسان عدو مايجهل
وأنا والله أنني أرى الجهل عدو
أرى البعض يرفع رايته في مواضع كثيرة.
ورفع الراية في تلك المواضع
ليس من المبشرات بل هي تضعنا في خانة لا نحسد عليها.
ولا تصحب الجاهل وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
ومقولة الإنسان عدو مايجهل قد تستوقفنا برهة للتثبت وللتريث والتيقن
ريثما تتضح الأمور وتنجلي، ومفتاحها “الحذر واجب”.