أعلام ومشاهير

الاستاذ حمد بن علي محسن دقدقي وكتابه (جازان والتنمية)

إعداد الشيخ: عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ــ أبو جمال

ورد في الحديث الصحيح، قول الرسول صلى الله عليه وسلم (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ….) إلى آخر الحديث، ونستعرض هنا باختصار التعريف برجل فيه من صفات النبل والوفاء ما يجعله من صنف الذهب الابريز، الذي لا يتغير ولا يبهت بل يزداد بريقا ولمعانا مع مضي الوقت، رجل عرفته وخبرته من حوالي خمس وثلاثين سنة، لم يتغير ولم يتبدل بل يزداد قربا ووفاء وعطاء، وما وجدت فيه غير النقاء والصفاء، واجمع على ذلك كل من عرفه وتعامل معه، رجل قوي الارادة، صافي الذهن، واسع الثقافة، ذكي المعي، يحسن التعامل والتحاور، وكاتب صحفي وادبي من الدرجة الأولى.

عشق الاعلام واخلص له، وترقى في مجالاته المتعددة، من بداية شبابه المبكر، ابتدأ طالبا نجيبا في قاعات الأعلام والصحافة، تعامل فيها من خلال مجموعة كبيرة من دور النشر والصحافة الورقية، (عكاظ والرياض والجزيرة وغيرها)، مراسلا وكاتبا ومحققا، يقوم بكل الادوار المطلوبة منه، بكل جدارة ونجاح، وواصل عطائه وزادت كفاءته، واكتسب العديد من المهارات والخبرات.

استمر على هذا المنوال وإلى اليوم، بل وطور قدراته مع مستجدات هذا العصر، الذي طغت فيه الصحافة الالكترونية، وانتشرت برامج التواصل الحديثة، فتعامل معها بكل كفاءة على افضل وجه، وحقق النجاح، بل وتفوق فيه، معبرا عن مكنونات نفسه، ومبرزا آرائه ووجهة نظره، من خلال ما يسطره من كتابات وتقارير ومقالات وتعليقات، كتب وعالج فيها كثيرا من القضايا الاجتماعية والادبية، وكان قمة عطائه، وخلاصة تجاربه ونجاحه، بعد أن اكتمل نضجه الاعلامي، واكتملت لديه ادواته، تكمن في ما اخرجه من كتاب توثيقي موسوعي، تحت عنوان (جازان والتنمية).

الاستاذ حمد بن علي محسن دقدقي وكتابه (جازان والتنمية)

كتاب متكامل، رصد فيه مسيرة العطاء والتنمية، التي واكبت مسيرة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، اميرا لمنطقة جازان، على مدى اثنتين وعشرين سنة من الجهد والعمل المثمر، خلال الفترة (من1422هـ إلى 1444هـ)، كانت من اعظم فترات ومراحل التطوير والعمران التي مرت بها منطقة جازان، شملت كل الجوانب والمجالات، ووضعت خلالها أسس النهضة، وقواعد بناء المستقبل للمنطقة، لتتسارع خلالها القفزات التنموية الجادة، حتى لحقت بكل قوة وثقة ببقية مناطق المملكة، فهذا الكتاب سجل واضح لكل هذه الخطوات، حفظ لنا وللأجيال القادمة، وللتاريخ خارطة ومسار هذا الطريق، ليصبح وثيقة ومرجعا صادقا دقيقا، يكشف بكل وضوح اسرار هذه الفترة المهمة، والجهد والعمل الجاد الذي تم في بناء هذه المنطقة.

  كانت لطبيعة عمله الأساسية، كمسؤول في اكثر من موقع داخل الأمارة، ولقربه من صاحب السمو الملكي الامير، دور مهم في التقاط هذه النقاط ورصدها، ثم اخراجها لتكون هي الشاهد الثبت لكل ما جرى، وبعمله الجاد والشاق، وبخبراته التراكمية، وبجهوده الشخصية، استطاع رصدها بكل مراحلها وابعادها وتوثيقها، ليبرزها بكل احترافية ومهنية عالية، تجمع بين الكلمة المعبرة، والصورة التوثيقية الواضحة، ثم اخراجها على مستوى راق من النقاء والفخامة، والأصالة والدقة والجمال، في كتاب موسوعي ضخم، يحتوي على خمسمائة صفحة، مطبوع على ورق صقيل فاخر، وطباعة راقية مجودة، في عمل متكامل وجهد كبير، لا يقدر عليه ولا يستطيع تنفيذه، إلا فريق كبير متخصص، فريق منظم يجمع بين الخبرة والثقافة والتمكن، ولكنه استطاع القيام بكل ذلك لوحده، وبجهوده الشخصية، وقوة جلده وارادته، وخبراته التراكمية الطويلة، فأخرجه اخراجا لائقا متكاملا وجميلا، يليق بسيرة المتحدث عنه (صاحب السمو الملكي الامير محمد بن ناصر آل سعود) حفظه الله، ويليق بتاريخ المنطقة (جازان)، وبماضيها وحاضرها ومستقبلها الزاهر.

الاستاذ حمد بن علي محسن دقدقي وكتابه (جازان والتنمية)

كتاب رصد فيه بكل دقة، جوانب هذه الملحمة التنموية العظمى، التي نفذت على مدى عقدين كاملين، كانت كلها عطاء وبذل، وتخطيط وفكر، اثمرت عن هذه التنمية الشاملة في كل مجالات الحياة، ووضعت منطقة جازان في مصاف مناطق المملكة بكل جدارة، وهذا الكتاب راصد وشاهد وموثق عن قرب لهذه المرحلة المهمة، جعل المطّلع يعيش بكل شفافية هذه المرحلة بكل ابعادها ومضامينها، ويتعرف على القصة الحقيقة لما وصلنا إليه، بارك الله في هذه الجهود، وفي الاخلاص والعطاء، الذي كلنا نرفع به رؤوسنا، ونحمد المولى عز وجل على توفيقه وسداده، وبما وصلنا إليه، وبما نحن مقبلين عليه، عمل جبار بذل الكثير في رصده، فما بالك بتنفيذه والقيام عليه.

الكتاب يعبر عن نفسه، وجدير بكل منتمى لهذه المنطقة السعي لتملك نسخة منه، يفخر بها على مدى الزمن، ويورثه مفخرة لأبنائه واحفاده من بعده، هو تاريخ قل أن يوجد له مثيل، جزاه الله عنا كل خير، ووفقه وبارك في فكره وقلمه وعلمه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ــ أبو جمال
الرياض في 1447/6/4هـ

‫2 تعليقات

  1. جميل ما تكتبه لنا هنا وهناك سواء في كتبك أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي دائمًا ومنذ عشرات السنين تثرينا بعلمك ومعلومات المتنوعة وقلمك السيال بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك علما ونفعاً وفقها وفضلا. أستاذنا الحبيب المحب.

    محبك أبو سامر الفيفي

  2. بوركتَ شيخنا وأديبنا الكريم – الشيخ عبدالله بن علي قاسم آل طارش..

    وبورك قلمك الفياض الذي يسطر معالم الوطن، ويرصد سير أبناء المنطقة المتألقين في مختلف التخصصات..

    وها أنت اليوم تسطر لنا سيرة الإعلامي المبدع الأستاذ أحمد، وجهوده في المتابعة الإعلامية ونشر ما تحقق من تطور في عهد أمير المنطقة السابق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر، حفظه الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى