
البصمة العلاجية
في أواخر الربع الأول من العام الحالي نشرت دراسة مهمة في مجلة ساينس الأمريكية، وفيها تم إكمال خارطة الجينيوم
البشري التي صدرت في 2003، فقد كانت قبل ذلك ناقصة بنسبة 8%،
وهو ما سيمكنها من الكشف عن التنوع الجيني
لقرابة ثمانية مليارات إنسان حول العالم، ومعالجة الأسباب الجينية للأمراض وليس الأعراض، بالإضافة إلى تحديد الأدوية
المناسبة لكل شخص حسب جيناته.
الباحثون في جامعة أكسفورد تمكنوا، منذ حوالى خمسة أشهر، من الوصول لأضخم شجرة عائلية للآدميين، والعجب أنها
تعود في أنسابها الأولى لأكثرمن مئة ألف عام، وهذا يجعل قيمتها الديموغرافية والإنثروبيولوجية والآثرية وبالتأكيد البيولوجية
عالية جداً، مع ملاحظة أن بنوك البيانات الجينية المرجعية لا تهتم بالعرب والأفارقة، وتعتمد في الغالب على عينات من أوروبا
الغربية وأمريكا ودول الشرق الأقصى، والتفضيل يكشف ازدواجية المعايير في دول العالم الأول.
الأنسب، في رأيي، أن نركزعلى أمور أهم من مجرد البحث في الأنساب القديمة، ومشروع الجينيوم البشري السعودي يهتم
بهذا الجانب، ويعتبر الأبرز في الشرق الأوسط، واستطاع في أكتوبر 2020 أن يوثق ما يزيد على 7500 متغير للأمراض الوراثية
الآدمية في المملكة، من بينها، سرطان القولون والثدي والدماغ وأمراض القلب والسكري، والأمراض العصبية والتوحد، ويوجد
في الطب الحيوي اختبار يستخدم في عمليات الحقن المجهري، ويعرف باختبار المورثات السابق للانغراس، وهو يعمل على
اختيار الأجنة الأقل احتمالاً للإصابة بالأمراض الوراثية، وبدون تعديلات جينية، وتصل أرباحه السنوية إلى 14 مليار دولار، وربما
احتاجه القائمون على الجينيوم السعودي.