مقالات

التقاعد والحياة الجديدة

سلمان بن محسن الشهري

يُعدّ التقاعد محطة مهمة في مسيرة الإنسان العملية، بل هو منعطف ينتقل فيه الفرد من مرحلة الالتزام المهني والانشغال اليومي إلى مرحلة أرحب من التأمل والسكينة وإعادة اكتشاف الذات.

فالتقاعد ليس نهاية الطريق، بل بداية حياة جديدة تحمل في طيّاتها فرصًا متجددة للعطاء بوجه آخر، ولعيش أيام يسودها الهدوء والرضا.

بعد سنوات من الجد والاجتهاد، ومن البذل في خدمة الوطن والمجتمع، يحين وقت التقاعد ليكون لحظة وفاء للذات، واستراحة محاربٍ قدّم الكثير.

إنها فرصة للتفرغ للأسرة، لممارسة الهوايات المؤجلة، للسفر والتأمل، وربما للمشاركة في أعمال تطوعية تفيض بخبرة السنين.

التقاعد لا يعني التوقف عن العطاء، بل هو انتقال من ميدانٍ إلى آخر، من العطاء الوظيفي إلى العطاء الإنساني والاجتماعي. فالكثير من المتقاعدين أصبحوا قدوة في مجالات استشارية أو في ميادين العمل التطوعي، يقدّمون خلاصة خبراتهم للأجيال الجديدة.

ولأن الإنسان بطبيعته لا يأنس بالفراغ، فإنّ حسن التخطيط لمرحلة ما بعد التقاعد يُعدّ مفتاح النجاح فيها. فالتوازن بين الراحة والنشاط، وبين الاسترخاء والإنتاج، هو ما يجعل هذه المرحلة أجمل وأكثر معنى.

في النهاية، تبقى الحياة بعد التقاعد فصلاً جديدًا من الذكريات و حكاية يُمكن أن تكتبها كما تشاء، بألوان الهدوء، وصوت التجربة، ونكهة الرضا بما أنجزت وما ستنجز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى