الدكتور: علي بن يحيى جابر المشنوي الفيفي
اعداد الشيخ :عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال
الدكتور: علي بن يحيى جابر المشنوي الفيفي
قيل النجاح يولد من رحم المعاناة ، فالمعاناة تولّد التحدي ، والتحدي يوصل إلى النجاح ، والنجاح يحفز على النجاح .. اصطدم من صغره بكثير من المعوقات والحرمان والمعاناة ، بدأ بفقد أمه صغيراً ، ثم أب ليست من قناعاته التعليم حينها بسبب ظروف الحياة ، فكان يفضل أن يستفيد منه في رعي الأغنام والبقر وأعمال المنزل على إلحاقه بالمدرسة أسوة بأترابه ، رغم أنه تفوق وأبدع عندما أتيح له شيء بسيط من طلب العلم ، ولكن عاد بعد حين لرعي البقر والغنم ، والقيام بشؤون البيت وخدمة الأسرة ، وكادت الظروف أن تمنعه من الالتحاق بركب زملائه الدارسين بالصف الأول المتوسط ، ثم اضطرته الظروف بعدها إلى السفر للبحث عن عمل يقيتُ منه أسرته ،فترك الدراسة ، وما زال في النفس غصة ؛ لذلك ما إن استقل بنفسه وملك زمام تصرفاته ، حتى التفت بكل جدية إلى طلب العلم ، وتعويض ما فاته منه صغيراً ، فكان يجمع بين العمل العسكري والدراسة ، مع ما في ذلك من الصعوبة والارهاق والمشقة ، فأكمل المرحلة المتوسطة في المدارس الليلية ، ثم انتسب في الثانوية للمعاهد العلمية ، واستطاع النجاح منها بتفوق وهو على رأس عمله ، ثم التحق بجامعة الإمام بالرياض ، كلية الدعوة والإعلام ، قسم الدعوة والاحتساب منتسباً ، رغم المعاناة في الحصول على الموافقة على انتسابه ، وبذل جهداً في الدراسة والاختبارات ، ونجح بتفوق مما جعله يشخص بناظريه إلى الأعلى ، ويسجل في الماجستير، وبنفس المعاناة في الموافقة له على التسجيل ،والمعاناة مع بعض المشرفين وفي البحث ، ولكنه نجح فيها بتفوق ، ليدخل في منافسة شديدة للحصول على مقعد وحيد لدراسة الدكتوراه ، ليظفر بها ويحقق طموحاته ، ويتوج مشواره الطويل بالدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف ، وكان قد حصل قبل الانتهاء من مرحلة الدكتوراه على المركز الأول على مستوى المملكة في مسابقة البحث العلمي الذي أقامته جامعة الإمام ، وشمل طلاب الدراسات العليا في تخصصات الدعوة والاحتساب.. شخص عصامي يحمل همة عالية ، طور قدراته ، وصنع نجاحه ، وبذل نفسه ووقته في سبيل العلم ، وفي الحسبة والدعوة والتأليف ، والعمل الاجتماعي ، حقق أهدافه وبلغ غاياته ، فهو كتلة من العزيمة والقوة والإصرار والنبوغ ، زاده الله علماً وفضلاً وتوفيقاً ونجاحاً.
إنه فضيلة الشيخ الدكتور
علي بن يحيى بن جابر المشنوي الفيفي حفظه الله ووفقه.
والده هو يحي بن جابر ساتر زاهر سلمان المشنوي الفيفي حفظه الله ، من مواليد فيفاء في حوالي عام 1365هـ، عاش في ظروف صعبة وشاقة ، ولم تتح له فرصة التعلم في صغره ، وقد اضطر للسفر في بداية شبابه للبحث عن عمل حكومي ، ليسدد ديون ركبته وأثقلت كاهله ،
فالتحق بالعسكرية لمدة أربع سنوات ، ثم عاد بعدها إلى بلدته ، ليعمل في مزرعته ويربي عدداً بسيطاً من الماشية ، إنسان بسيط في حياته ، اضطرته الظروف للتركيز على توفير أمور الأسرة المعيشية البسيطة ، لم يكن يهتم بمواصلة الأبناء للدراسة التي تستغرق سنوات طويلة يرى أن لا جدوى منها ، بل تحتاج إلى كثير من المصاريف ، وكانت ظروفه المادية المتعثرة لا تعينه على كثير من ذلك ،
فأمره أن يترك الدراسة ويلتحق بالمسلك العسكري ؛ لكونه مصدر رزق مأمون ، ولشدة حاجة الأسرة حينها إلى دخل ، ولو كان محدوداً .. ولعل مقولة عمر بن الخطاب أو هو علي بن ابي طالب رضي الله عنهما : ( لو كان الفقر رجل لقتلته ) ، تنطبق تماماً على مثل وضعه ، فالفقر آفة تقتل الرجال وتقتل الطموحات ، فلو كان الفقر يتمثل في شيء محسوس يشاهد ، لاستحق الحكم عليه بالقتل والاعدام ،
ولكن الأمر ليس كذلك ، والأرزاق بيد الله وحده عطاءً ومنعاً ، قال تعالى ( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) ، والرزق في كلتا الحالتين أداة اختبار وامتحان للعبد، لاستخراج شكر الشاكر وصبر الصابر، نسأل الله أن يعوضه خيراً ، وأن يرزقه برَّ أبنائه.
وأما أمه فهي الفاضلة عافية بنت طاوي بن سعيد بن يزيد بن زاهر بن سلمان المشنوي الفيفي رحمها الله تعالى ، يلتقيان في الجد ( زاهر بن سلمان )، من مواليد حوالي عام 1367هـ، كانت على درجة كبيرة من الطيبة والتدين ، تحملت وصبرت على شظف العيش وظروف الحياة الصعبة ،
تزوجت من قبل وانجبت ابنتين ، ولما توفي زوجها تزوجها يحيى ، ورزقت منه بعدة أولاد ، وتوفيت وهي صغيرة لم تتجاوز الثلاثين من عمرها ، إثر مرضها وهي حامل ، وماتت بعد الولادة ، في حوالي عام 1396هـ ، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها وكتبها في الشهداء ، كان عمر علي عند وفاتها حوالي السابعة من العمر، إلا أنه كما يقول قد وعى عنها خصالاً حميدة ، ما زالت عالقة بذهنه ، ومنها قوة تدينها والتزامها في جميع شؤون حياتها ، ولذلك كانت تحرص على تربيته وإخوانه ، على الدين والتخلق بأخلاقه الحسنة ، وتزرع فيهم مخافة الله ومراقبته ، وعلمته بصبر وجلد حفظ بعض قصار السور،
ومنها سور ( الفاتحة والإخلاص والمعوذات والماعون وقريش ) ولا ينسى شرحها لمعاني سورتي الماعون وقريش ، فقد كانت تشرح له شيء من المعاني على حسب فهمها ، وتحذره من الحرام أو الوقوع فيه ، ومن الظلم والاعتداء على الآخرين ، فقد كانت على قدر لا بأس به من الوعي والتدين والعلم ، وكانت وفاتها رحمها الله تعالى في بيت ( المناقيس ) في قرية انافية ، في سهل جبال فيفاء ، بعدما انتقلوا للعيش في هذا المكان ، طلبا للمرعى لأغنامهم وللماء، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها.
ولد لهذين الفاضلين في آواخر عام 1389هـ تقريباً ، مع أن المسجل في بطاقته أنه من مواليد عام 1387هـ، ولد لهما في بيتهما (حَمَى)، في بقعة السرّة من جبل آل المشنية بفيفاء ، وكانت أمورهم المعيشية ضنكة ، لقلة ذات اليد لوالده ، ومحدودية الدخل بين يديه ، فلا يملك إلا مزرعة صغيرة محدودة الإنتاج ، ويربي أحياناً بعضاً من الماشية القليلة ،
ولذلك كان كل أفراد الأسرة يشاركون في الأعمال ، فلم يفتح عينيه إلا على هذه الحياة الكادحة ، فكان هو يؤدي ما يوكل إليه بقدر جهده وطاقته ، ولم تمضي بضع سنين حتى فقد والدته ، وساءت أحوال الأسرة بكاملها لفقدها ، فكانت ركن مهم من أركان الأسرة، وكان هو أكثر من تأثر واضطربت حياته ، لأن أباه عاد يحمل أولاده الصغار إلى بيته في بقعة السرّة ، وتركه وحيداً مع أغنامهم في هذا المنتجع ( المناقيس ) ، الواقع في أطراف القفر من سفوح الجبل ، وكم كان وضعاً مخيفاً وموحشاً وصعباً عليه ،
فهو مكان خال من الناس ، وليس في محيطه القريب أحد، سوى بيتين ، أحدهما قريب ، ولكن لا يسكنه سوى رجل وحيد كبير السن أصم لا يسمع ، والبيت الآخر يبعد قليلاً ، و فيه رجل وأخته ، ولا يخلو المكان من بعض الحيوانات المفترسة ، والبيت الذي يسكنه غرفة صغيرة ، مساحتها لا تتجاوز مترين في ثلاثة ، وبجوارها دارة لا يزيد نصف قطرها عن أربعة أمتار مخصصة للغنم ،
وهذا البيت منجع مؤقت استعاره والده من أصحابه ، وبقي على هذا الوضع الصعب لسنة كاملة ، وبعد السنة نقله والده بغنمه إلى مكان آخر اسمه ( المَعْمَر )، بعد تفاهمه مع صاحب المعمر، في أن يبقى معهم ويتعاون مع ولده في رعي أغنامهما ، وكان هذا الولد يكبره في السن ، فكان يختلق المشاكل ، ويتشاجر معه بسبب وبدون سبب ، وكم صبر وتحمل ولا حيلة له إلا المداراة ،
ليمضي هناك قرابة العام أو يزيد ، حتى أشار على والده بعض معارفه ، أن يبيع الغنم ويأخذ ابنه عنده ، وحينها انتقل ليعيش من جديد مع إخوانه في بيت والده ، وكان والده قد تزوج حينها من الفاضلة سعيدة بنت حسن قاسم المشنوي ، التي كانت لهم في منزلة الأم الحنون ، لما اتصفت به من الطيبة والتدين ،
حيث اعتنت به هو وإخوانه ، وأحسنت تربيتهم والتعامل معهم ، وكانت تخفف من شدة الوالد عليهم إذا غضب منهم ، بل كان من أكبر إحسانها إليهم ، أنها استطاعت إقناع أباهم بإدخالهم إلى المدرسة ، التي لم يكن يفكر فيها (على ما يبدو) ، فيقول عن هذه النقطة المحورية في حياتهم (ما زلتُ أذكرها وهي تناقش الوالد في وضعنا ، وكنا حينها نلعب حولهما ، ومما سمعته ووعيته منها وهي تقول لأبي ،
لا بد أن تسجل الأولاد في المدرسة ، ليدرسوا مثل إخواني ومع بقيت الأطفال مثلهم ، فيقول لها لا أعتقد أنهم سينجحون في الدراسة ، فردت عليه بلى سيتعلمون مثل غيرهم )، وحينها دعاه والده وطلب منه أن يقرأ له ( قل هو الله أحد) فقرأها، ثم قال له اقرأ (قل أعوذ برب الفلق) فقرأها، ثم (قل أعوذ برب الناس)، فقرأها ، ويعلل ذلك بما كانت تعلمه اياه أمه رحمها الله ، وعندها اقتنع والده باقتراح زوجته ، وعندها ألحقه وأخويه حسن وسلمان في مدرسة الضحي الإبتدائية، وذلك في عام 1399هـ ، وكما نلاحظ قد بلغ حينها من العمر عشر سنوات ، طفولة صعبة كادحة مليئة بالمعاناة.
تعليمه :
كما أشرنا لم يلتحق بالمدرسة إلا وهو في العاشرة من عمره ، بعد إياس تام من أنه سيلتحق بها ، ولتأخره إلى هذه السن ولطول حرمانه ، فقد كانا من أسباب تفوقه في الدراسة ، فسنه الكبير نسبياً أعطاه التميز، باكتمال نضج عقله وإدراكه بما يفوق زملائه الأصغر، فابن العاشرة غير ابن السادسة أو السابعة، ثم حرمانه السابق جعله يقبل بكل رغبة وشوق على الدراسة ،
فلذلك كان متفوقاً رغم الظروف المعيشية الأخرى ، فكان ترتيبه الأول من الصف الأول إلى الصف الخامس ، إضافة إلى اهتمامه بتعلم القرآن الكريم عن طريق الراديو، حيث كان لا يشبع من الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم ، ويحفظ ويكتب بعض السور في دفاتره ،
وأكثر ما يستمع إليه أئمة المسجد الحرام ، مثل الشيخ عبدالله الخليفي ، والشيخ عبد الله خياط ، والشيخ محمد السبيل وغيرهم ، ولتميزه في هذا الجانب كان يقرأ القرآن في طابور الصباح في المدرسة ، ويذكر أنه في أحد الأيام قرأ من سورة النساء فأخطأ ، ولم يجد من يصحح له من الطلاب ولا من المعلمين ، فقال له الأستاذ المشرف كفى ، ولما دخلوا الفصل كان معلمهم أستاذ من مدينة صبيا ، اسمه ( يحي إدريس )، حيث شكره وأثنى عليه أمام الطلاب ، وقال لهم أنتم محظوظون بأن زميلكم في الصف الثالث يقرأ علينا من سورة النساء ،
وهذه السورة ربما لا تصلون إلى قراءتها إلا في المرحلة المتوسطة ، ثم وعده بهدية تحفيزية تشجيعاً له ، وبالفعل فقد أهداه هذا المعلم مصحفاً جميلاً ، وكم كانت فرحته بهذه الهدية ، فطالما حلم بتملك (ختمة) كما كانوا يسمون المصحف ، وأهداه أيضاً نسخة من كتاب أحاديث بلوغ المرام ،
فجزى الله مثل هذا المعلم خير الجزاء ، وفي هذه المدرسة كانوا يكرّمون الطلاب المتميزين في نهاية كل عام دراسي ، ومما يهدونه لهم أحياناً بعض المجلات ، وفي بعضها أخبار عن الرياضة والفروسية وغيرها ، فكانت فرحته بهذه الهدايا كبيرة ، كان يطلع من خلالها على أشياء جديدة وغريبة عن المجتمع الذي يعيش فيه حينها ، ومن ذلك ركوب الخيل ، ومعرفة أسماء الفرق الرياضية العالمية ، وشعاراتها وألوان لباسهم ، وأسماء المشهورين فيهم ، وهي ثقافة جديدة فتحت له نافذة على العالم الخارجي.
وكان عمه مسعود يعمل عسكريا في مدينة الطائف ، وكان يحبه كثيراً ، فكان يلح على والده بأن يسمح له بأخذه معه إلى الطائف ، ليواصل دراسته هناك ، ولما سمح له أخذه معه ودرس هناك في الصف السادس الابتدائي ، وواصل فيها تفوقه ، حتى أنه في ذلك العام حصل على المركز الأول على جميع مدارس الطائف ، ومما يذكره أنه في أول يوم يباشر في المدرسة في الطائف ،
أن مدير المدرسة قام بجولة على الفصول ، وكان يسأل الطلاب في أسئلة عامة ومتنوعة ، وفي فصلهم كان هو الأكثر إجابة على هذه الأسئلة ، ولذلك أخذه المدير معه إلى الإدارة ، واستدعى الوكيل والمرشد الطلابي، وعرفهم عليه وأوصاهم بالاهتمام به ، ولذلك منحوه بطاقة مكتوب عليها (رئيس النظام )، ليرأس بعض الطلاب لمتابعة النظام في الفسح في ساحات المدرسة ، وإبلاغ الادارة بأسماء المشاغبين، ويقول (رغم هذا التمييز إلا أني كنت في همٍّ كبير؛ لأني لا أعرف أحداً من الطلاب )،
ومما يذكره أنه في الفصل الثاني من ذلك العام ، حضر إلى المدرسة فريق صحفي من جريدة البلاد ، وأجروا مقابلات في الإدارة ومع بعض الطلاب ، وكان هو من ضمنهم ، وأخذوا لهم صوراً تذكارية مع الأساتذة ، ولم يكن يعلم حينها أن تلك هي مقابلة صحفية ، لأنه لم يكن يطلع على الصحافة حينها ، بل كان يعتقد أنهم أساتذة من مدرسة أخرى ، جاؤوا للزيارة أو من باب التفتيش لمعرفة المستوى العلمي ، ويذكر من تلك الأسئلة المطروحة عليه ، (كيف ترتب وقتك للمذاكرة ؟ ) فكانت إجاباته مختصرة قال فيها ( بأني أركز مع الأستاذ أثناء الدرس ، ثم أمر على الدرس في البيت مرة واحدة )،
وقد نشر ذلك التقرير الصحفي في جريدة (البلاد)، يحوي الطلاب المتميزين ، والمدارس المتميزة ، وكان ترتيبه الأول ، ولم يعلم عن هذا التقرير ولم يطلع عليه ، إلى أن قابله شاب من جيران عمه ( مطرفي ) ، فقال له مبروك يا ( فيفي ) أنت الأول على مدارس الطائف ، فاستغرب من كلامه وقال له ما هذا الكلام ؟، فقال أما قرأت الجريدة أمس؟، فقال لا ، وأي جريدة ؟ فعندها قال له أنا سأحضرها لك ، وكم كانت فرحته وسعادته بهذا الموضوع ، وقد احتفظ بذلك العدد لفترة طويلة ، إلى أن ُفقِدَ منه بعد أن أعاره لأحد أصدقائه ولم يُعِدْهُ إليه.
لم يستطع بعد نهاية ذلك العام الدراسي البقاء في الطائف ، لظروف عائلية خاصة بعمه ، فعاد مرة أخرى إلى والده في فيفاء ، ولكنه وجد الأمور قد تغيرت ، حيث أن والده يمر بظروف صعبة جعلته يطلب منه ترك الدراسة ، وأن يبحث له عن عمل وظيفي ، ولذلك لم يسعه إلا الانصياع لأبيه ،
وغادر إلى الطائف ليبحث له عن عمل مناسب ، حيث تقدم للقبول في مدرسة الصيانة ، وفي مدرسة التموين ، ولكن دون جدوى نظراً لصغر سنه ، ليعود مرة اخرى إلى فيفاء بخفي حنين ، وكان حينها قد بدأ الفصل الدراسي الأول ، ولم يسمح له والده بالدراسة مع أخويه ، بل كلفه بأن يرعي بعض البقر والأغنام ، وكم كان يتألم لوضعه وهو في حالة نفسية صعبة ، ووالده مصر على بقائه كذلك إلى نهاية العام ،
حتى يعاود من جديد البحث عن وظيفة ، فكان يلح على أبيه في كل يوم بالسماح له بمواصلة دراسته ، وأن يسجله مع أخيه وزملائه في مدرسة الخشعة المتوسطة ، ولما أتعبه بكثرة مراجعاته له ، أخذه ذات يوم إلى مدرسة الخشعة ، وقد تأكد أنهم لن يقبلوه وقد مضى من الدراسة أكثر من شهرين ، لذلك دخل به على مدير المدرسة الأستاذ صبحي حردان ( فلسطيني ) ،
وقال له إن هذا ابني قد أشغلني يريد أن يدرس لديكم، فهل بقي عندكم مجال لتسجيله ؟ ، فرد عليه مباشرة لا ليس عندنا تسجيل أبداً وقد مضى العام ، فظن والده أنه سيقتنع بعد أن سمع الكلام من المدير مباشرة بعدم إمكانية الدراسة تلك السنة!.. ولكنه هو لم يقتنع وبقي يلح على المدير ويتوسل إليه ، قائلا ( يا أستاذ أنا أريد أن أدرس مع زملائي فكلهم يدرسون هنا )،
ولكنه كان يرفض بحجة أن التسجيل قد انتهى ، وفي هذه الأثناء تدخل الشيخ قاسم بن جابر سالم المشنوي حفظه الله ، وكان حينها موظفاً في المدرسة ، فبعد أن سمع الحوار، قال يا أستاذ صبحي سجل هذا الولد اليتيم الراغب في الدراسة ، ولن يضر أحداً ، فعندها وبعد تردد منه تناول الملف وقلّبه ، وتفاجأ بالمستويات العالية في الملف ، وقال لو اطلعت عليه من قبل لما كنت تحتاج إلى من يتوسط لك ، فأنا أقبلك حالاً ، ولكن ليس عندنا لك من كتب ، فقال له لا مشكلة ، فأنا أدرس بدون كتب.
كانت فصول الصف الأول متوسط ذلك العام ، فصلين (أ و ب) ، فدخل مباشرة الي الصف الذي فيه زملاؤه من مدرسة الضحي ، وهم في الحصة الرابعة ، ويدرسون مادة القرآن ، وكان أستاذ المادة الشيخ مصطفى زيدان ( مصري ) رحمه الله ، والقراءة المقررة في تلك الحصة من سورة يوسف ، وقرأ ثلاثة من الطلاب ، ثم رفع يده يطلب الأذن بأن يقرأ ، فقال له الأستاذ وهل تستطيع أن تقرأ ؟،
فقال: نعم ، وقرأ من مصحف أحد زملائه ، فأعجب الأستاذ كثيراً بحسن تلاوته ، وأثنى عليه كثيراً ، وقال أريدك أن تقرأ غداً في الطابور الصباحي ، وأن تعد فقرة مختصرة تشارك بها ، وسأعطيك الدرجة الكاملة في جميع أعمال الفصل في كل المواد الدينية ، وبالفعل حضر في صباح اليوم التالي وقدم ما طلب منه ، وتفاجأ المدير الأستاذ ( صبحي ) من تميزه في القرآن وفي المشاركة ، فأعجب به كثيراً ، وأثنى عليه عندما قابله في الفسحة.. وهكذا أثبت جدارته وتفوقه ونبوغه ،
واستمر كذلك متفوقاً في دراسته ، حتى أنه حصل على أعلى درجة على كامل الصف في الفصل الأول ، وفي نهاية السنة حصل طالب سوري على التفوق على كلا الفصلين ( أ ـ ب )، ولكنه جاء إليه الأستاذ مصطفى رحمه الله ، وقال له أعلم أنك أنت الأول بفارق أربع درجات ، وعليك أن تعترض على هذه النتيجة وأنا سأشهد لك ، فقال له أنا لا أريد أن أعترض وقد رضيت بهذه النتيجة تماماً.
للأسف في نهاية ذلك العام مرض والده ، وتنوم في المستشفى ، وأجريت له عملية حصوات ، فقال له أريدك أن تسافر وتبحث لك عن وظيفة تعيننا براتبها ، ولذلك لم يسعه مع ظروف أبيه المرضية ، وظروف أسرتهم الصعبة ، إلا الامتثال للأمر الواقع ، فترك دراسته وسافر إلى خميس مشيط بعد أن حصل على حفيظة نفوس بصعوبة ، فما زال عمره دون الثامنة عشرة ،
وفي الخميس التحق بالعسكرية ، ولكن هاجسه الأكبر معلق بالدراسة ، ولكن لطبيعة عمله وعدم الاستقرار في مكان واحد ، حيث تنقلوا في السنوات الأولى بين الخميس والشرقية ثم إلى شروره ، ثم عادوا إلى الخميس ، وحينها حدث غزو العراق للكويت ، وتحرك لوائه إلى الجبهة ، ومع انتهاء الحرب عام 1412هـ عادوا إلى الخميس ، ثم بعدها بسنة في 1413هـ انتقلت وحدته إلى رفحاء ،
وفي السنة التالية 1414هـ انتقلت إلى شروره ، وهنا استقروا لفترة تزيد على خمس سنوات ، وتحركت كوامن الرغبة الجامحة لديه في مواصلة الدراسة ، فذهب لمقابلة مدير المتوسطة الليلية بشروره، طالبا قبوله بالصف الثاني المتوسط ، ولكنه اعتذر منه وقد مضى أكثر العام الدراسي ، ومع بداية العام الدراسي التالي 1415هـ، بادر إلى التسجيل وتم قبوله، وانخرط في دراسته بكل جد واجتهاد ،
لينجح من الصف الثاني ثم الثالث المتوسط ، وعندها توقف حائراً لأن رغبته دراسة الثانوية في المعاهد العلمية ، لما يمتاز به المعهد من التركيز على العلوم الشرعية ، التي يميل إلى دراستها أكثر من غيرها ، ولكن المعهد العلمي في شروره حينها لم يكن به مرحلة ثانوية بعد ، وإذ به يسمع أن المعهد العلمي في فيفاء ، قد فتح مجالا للقبول انتساباً ، فأخذ له إجازة وسافر إلى فيفاء ،
وسجل ضمن المتقدمين للمعهد ، وأجريت لهم المقابلات وتم قبوله ، وكانت مواد المعهد صعبة وطويلة ، وزاد من صعوبتها وجوده بعيداً عن المعهد ، مما لا يمكنه من متابعة ما يستجد من المواد أو الشرح ، حيث لا يحضر إلا وقت الاختبارات النهائية ، بالإضافة إلى ظروف عائلية صعبة حدثت له في تلك السنوات ، ولكنه بتوفيق الله استطاع النجاح في الصف الأول الثانوي ، ثم الثاني الثانوي من معهد فيفاء ، لينقل ملفه وهو في الصف الثالث إلى المعهد العلمي بخميس مشيط ، لانتقال وحدته إلى خميس مشيط ،
وفي هذه السنة الأخيرة واجهته صعوبات ومضايقات من مسؤوله المباشر في العمل ، دون سبب وجيه وإنما هو تجن وظلم ، حتى كاد بسببها أن يحرمه من حضور الاختبارات ، فقد رفض أن يسمح له بالحضور دونما سبب منطقي ، واستمرت مراجعته له وهو مصر على رأيه ، ولما لم يجد بدًّا إلا العصيان لأمر غير مبرر، فاضطر إلى تجاوز أمره ؛ ليحضر ويؤدي الاختبارات ، ونجح بتفوق ولم يلحقه شيء ؛ لأن هذا من حقه نظاماً ، فلم يجد عليه مسؤوله حجة ليعاقبه ، فسكت.
الدراسة الجامعية وما بعدها:
بعد اجتيازه لهذه المرحلة المهمة ، زادت طموحاته وتطلعاته ، وبدأ تفكيره في مواصلة الدراسة الجامعية ، وقد نصحه البعض بالتوجه إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ، فإن كثيراً من الناس ينتسبون إليها، لأن اشتراطاتها سهلة ومقدور عليها ، ولكن كانت رغبته تتجه إلى الدراسات الشرعية ، ولن تتحقق له كما يريد في هذه الجامعة ، ولذلك عزم على الدراسة في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية ،
ولكنها تبدت أمامه من جديد عقبته الأولى مع مسؤوله الأول ، حيث لا بد من حصوله على موافقته المباشرة بانتسابه ، وكيف له ذلك وقد احتدمت بينهما الأمور من قبل ، أثناء الاختبارات النهائية السابقة في المعهد ، فستكون له فرصة لن يفوتها وهو قادر… تناسى ذلك متوكلاً على الله في طلب تيسيره سبحانه ، وأعانه الله سبحانه وتعالى حيث استطاع الحصول على هذه الموافقة من محيط هذا القائد دون علمه المباشر بأنها له ، وانفرجت بعدها كل الأمور، وتم قبوله طالباً منتسباً في جامعة الإمام بالرياض للعام الجامعي 1422هـ ، في قسم الدعوة والاحتساب ، وكان الانتساب حينها صعباً جداً ؛
لأن المنتسب يعامل حينها معاملة الطالب المنتظم في الاختبارات ، ولم تكن المقررات كاليوم سهل الحصول عليها من (النت)، وإنما كان يأخذ المذكرات المصورة في أيام الاختبارات ، وأحياناً من مراجع علمية محددة من قبل دكتورالمادة ، وقد يحصل أحياناً على بعض المذكرات من هنا أو هناك ، ويكب على مذاكرتها ، ثم يكتشف في وقت الاختبار أن المقرر في غيرها ،
وهكذا سارت معه الأمور، يبذل جهداً مضاعفاً ، ويوازن بين عمله ودراسته وحياته الخاصة والعامة ، ومضت به السنين بتوفيق الله وحده ، يحرز النجاح والتفوق عاماً بعد عام ، ويتنقل بين أقسامها ومستوياتها ، إلى أن تخرج من الجامعة ، وهو يحمل شهادة البكالوريوس في تاريخ 5/5/1426هـ، بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف الثانية ، حتى أنه أثناء دراسته استطاع تأليف كتابه الأول بعنوان ( تنزيه ذروة سنام الشريعة عما يخالف أحكامها وأهدافها السامية الرفيعة ) ،
وقد عرضه حينها على فضيلة الأستاذ الدكتور عبود بن علي بن درع ، فأعجب به كثيراً وقدّم له بمقدمة ضافية ، كما أنه كان قد كلف ببحث فصلي في المستوى الرابع ، وآخر في المستوى السادس، تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد بن خالد البداح ، الذي أعجب كثيراً بهذين البحثين إعجاباً شديداً، وأعطاه فيهما الدرجة الكاملة ، بعد أن ناقشه في كل منهما لأكثر من نصف ساعة ،
وكتب على أحد البحثين بعد تصحيحه ( بحث مميز بكل المقاييس ) ، وقال له ما نصه ( لم يمر عليَّ طالب بهذا الجهد والتمكن في البحث) ، وأوصاه ، بل أكد عليه بمواصلة الدراسات العليا ، قائلا له ( ترى الدراسات العليا أهم ما فيها البحث ، وأنت متميز ولا إشكال عندك في ذلك ) ، فكان لتلك التوجيهات والنجاحات المقدّرة ، تحفيزاً كبيراً له لمواصلة الدراسات العليا.
لذلك ما إن أنهى مرحلة البكالوريوس ، حتى ذهب مباشرة إلى الدكتور محمد البداح ، ليستشيره في ما هو مطلوب منه لمواصلة الدراسات العليا ؟ ، فدله أولاً على الحصول على تزكيات علمية من الأساتذة الذين درسوه ، فقال له ولكني لا أعرف معظمهم لكوني طالباً منتسباً ، حتى بعضهم لا أعرفهم شخصياً لهذا السبب ، فتطوع من ذاته جزاه الله خيراً، وصحبه وزكاه عندهم ليحصل منهم على التزكية العلمية المطلوبة ،
وبالفعل ذهب معه إلى الشيخ الدكتور سليمان بن عبدالله الحبس ، وكلّم له اثنين آخرين ، هما: فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الحميدان ، والأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد المطوع… ولذلك ما إن أعلن القسم عن برنامج الماجستير، حتى كان جاهزاً من ضمن المتقدمين ، وأجريت له المقابلة المقررة ، ليحصل على المركز الثاني في ترتيب المقبولين ، ولهذا أعطته الجامعة خطاباً ليقدمه لمرجعه ، لاستكمال إحضاره الموافقة بالالتحاق في برنامج الماجستير.
وهنا بدأت قصة معاناة أخرى معه في تخطي هذه العقبة ، لأن الجامعة تطلب التفرغ التام ، وعمله لا يسمح لأمثاله بهذه الدراسة ، وخاصة في وحدات المشاة الميدانية التي ينتسب إليها ، فذهب مباشرة إلى مقر وزارة الدفاع ، لعل الأمور تحل من قبلهم ، ولكنهم اعتذروا بأن الموافقة على التفرغ لا تعطى إلا للضباط فقط ، فأسقط في يده وخشي أنه لن يتمكن من مواصلة دراسته ، ولكنه كان يكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تعالى ، مع السعي المكثف بكل الوسائل الممكنة في إيجاد حل له ، وبعد إلحاح تعاطَفَ معه قائد الكتيبة ومنحه موافقة ، ولكنها مشروطة بأن تكون الدراسة انتساباً ، فحاول في استبعاد كلمة (انتساباً )،
فاعتذر في أنه لا يستطيع خلاف ما ذكر، ولكنه لم ييأس ولم يتوقف عن المحاولة إلى أن استطاع الحصول على شبه موافقة بعد أن تعاطَفَ معه قائد السرية ، وقال له سأعطيك موافقة ، فإن مشت أمورك فالحمد لله ، وإن لم تتيسر فأرجو أن لا يطلع عليها أحد ،
وبالفعل في قسم الدراسات العليا في الجامعة لم يقبلوها ، إلا بعد حوار واستعطاف وشفاعات ، لأنه لا بد أن تكون الموافقة خطاباً من وزارة الدفاع مباشرة ، بموافقتهم الصريحة له بالتفرغ التام للدراسة ، على حسب مدة البرنامج ثلاث سنوات ، وهذا يستحيل له الحصول عليه في الوقت المحدد للقبول ، ولكنهم بحمد الله تغاضوا عن الموضوع ، وتم قبول هذه الموافقة بتوفيق من الله وحده ، وحينها اكتملت جميع الشروط المطلوبة.
وانتظم طالباً في الماجستير، وكان يوازن بين الدراسة والعمل المطلوب منه رغم صعوبة ذلك ، خصوصاً بسبب بعد الدراسة عن مقر العمل.. وبعد نهاية الفصل الدراسي الأول عُيَّنَ له مرشداً أكاديمياً ، وقدَّم لهذا المرشد أثناء الفصل الدراسي فكرة بحث ، ولكنه رفض هذه الفكرة وردها عليه ،
وفي الإجازة الصيفية عمل على إعداد فكرة أخرى بعنوان ( الاحتساب على الغلاة ) ، واتصل بأمين القسم وأرسل له الفكرة ، وطلب منه الأمين أن يحجزها باسمه إلى بداية الفصل القادم ثم يعرضها حينها ، واقترح عليه التواصل مع مرشده ، فاتصل بالمرشد لمرات عديدة ، على مدى شهرين كاملين ، ولكنه لا يرد على اتصالاته ، وأخيراً أرسل له رسالة نصية مختصرة ، مضمونها ( كيف يستطيع الطالب أن يقدم فكرة ، أو مخططاً إذا كان المرشد لا يرد عليه ) ، فحينها اتصل عليه المرشد غاضباً ، وأحتد في رده ونقاشه ،
مما حسسه أنه لم يعد مناسباً لأن يستمر معه ، ولذلك استشار عن الكيفية التي يستطيع بها تغيير هذا المرشد ، فدل على أن يذهب إلى رئيس القسم ويطلب منه تغيير المرشد بدون خطاب خطي.. ، ولكن رئيس القسم رفض وطلب منه أن يقدّم طلباً مكتوباً ، وبالفعل اضطر مع تردد على إعداد ذلك الطلب ، وفصّل فيه معاناته وأسباب طلبه التغيير، وسلم الطلب وهو على وجل من التعقيد والاستهداف بسبب ذلك الطلب ، وكان ملجأه الله سبحانه وتعالى ، ولم تمضي أربعة أيام حتى تلقى اتصالا على جواله ، من صاحبه السابق الدكتور محمد البداح وفقه الله وحفظه ، الذي سأله هل طلبت تغيير المرشد؟ ،
فقال له نعم وشرح له الأسباب والمعاناة مع هذا المرشد ، فقال له الدكتور ارتاح وانتظرني لمدة أسبوع ، وسنختار لك مرشداً آخر بإذن الله تعالى ، دون أي إشكال يحصل لك ، وفعلاً بعد أسبوع اتصل به ليبلغه بأن مرشده الجديد هو الدكتور خالد بن راشد العبدان ، وكان ( كما يقول ) نعم المرشد توجيهاً وتجاوباً وتعاوناً ، وسار معه على ما يرام ، وبعد أن قُبل موضوع الرسالة ،
عُيِّن له مشرفاً جديداً ، هو الأستاذ الدكتور رزين بن محمد الرزين ، وكان نعم الموجه والمعين بعد الله على انهاء تلك المرحلة ، حيث حصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ، في تخصص الدعوة والاحتساب من كلية الدعوة والإعلام، بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض ، وتمت المناقشة في تاريخ 11/1/1434هـ. ومنح الدرجة في تاريخ 7/3/1434هـ الموافق 19/1/2013م ، والحمد لله .
ارتفعت بعدها معنوياته وتطلعاته ، فسعى في تلك السنة إلى الالتحاق ببرنامج الدكتوراه ، في نفس القسم والتخصص ، وهنا تكررت المتاعب والصعوبات ولكن بشكل مختلف ، فبعد فترة من تقديم متطلبات القبول ، ورده اتصال في عصر يوم أربعاء ،
وهو في طريقه مع أهله متجها إلى فيفاء ، من وكيل الكلية للدراسات العليا، الدكتور محمد البداح حفظه الله ، يبلغه بأن موعد المقابلة سيكون يوم الأحد القادم ، فأسقط في يده لضيق الوقت المتاح ، فهو في سفر يلزمه العودة بأهله إلى خميس مشيط ، ثم البحث عن رحلة إلى الرياض ، وهذه الأمور يصعب تحقيقها في عطلة الاسبوع ( الخميس والجمعة ) ، فسأل الدكتور عن إذا لم يتمكن من الحضور يوم الأحد ،
هل يمكنه أن يجد حلاً لهذه الإشكالية ؟ ، فقال له عليك التواصل مع رئيس القسم في هذا الأمر ، علماً بأن لجنة المقابلات قد لا تقبل التأخر عن الموعد المحدد ، فتواصل مع رئيس القسم الأستاذ الدكتور رزين بن محمد الرزين ، الذي كان هو المشرف على رسالته للماجستير، وكان شخص شهم وشجاع وجريء وقوي الشخصية ، وليس عنده تحيز أو تعصب ، فلما تفهم وضعه قال إن لم تجد رحلة ، ولم تتمكن من الحضور يوم الأحد فتعال يوم الاثنين ، وستجرى لك المقابلة حينها إن شاء الله .
وبالفعل لم يتمكن من الحضور إلا يوم الاثنين ، واتصل به عند حضوره ، فقال له انتظر عند مكتب أمين القسم ، وستأتي إليك اللجنة لتختبرك ، وبالفعل حضرت اللجنة عند الساعة 11 صباحاً ، وهم كل من الأستاذ الدكتور علي بن أحمد الأحمد ، والدكتور زيد بن عبدالرحمن العثمان ، والدكتور محمد بن عبدالرحمن العُمر، فكان أول سؤال وجهوه له بعد تعريفه بنفسه ، أتعلم أن المتقدمين أكثر من عشرين طالباً ، ولا يوجد إلا مقعد واحد للمرشحين من غير منسوبي الكلية ، فكيف تقنعنا بأنك الوحيد الجدير بهذا المقعد؟ ، فصدم من هذا السؤال غير المتوقع وارتبك ، ثم استجمع قواه وتحدث محاولاً الاستعطاف ، وشرح حقيقة رغبته وحرصه على القبول ،
وبدأ حديثه عن مشواره الطويل الصعب ، من بداية انتسابه إلى المعهد العلمي ، ثم دراسته للبكالوريوس والماجستير، وعن مؤلفاته ، وعن تقاعده المبكر لأجل مواصلته الدراسة ، ثم ختم حديثه بقوله ( إن تمَّ قبولي فهو محض فضل وتوفيق وتيسير من الله عز وجل ، وإن لم يحصل ذلك فلن أتوقف عن محاولة التقديم في مرات قادمة ) ، ثم استمرت بعدها الأسئلة بشكل طبيعي ، ليخرج من المقابلة مهموماً لا يدري عن نتائجها ، وعاد إلى خميس مشيط واحساسه بالتعب يتزايد داخله ،
ولكن لم تمضي ثلاثة أيام إلا وهو يتلقى اتصالا من الدكتور البداح ، وكيل الكلية للدراسات العليا ، يبشره بأنه الشخص الوحيد الذي تم رفع اسمه من القسم لإكمال إجراءات القبول ، وكم كانت صدمة فرحه بالخبر السار، حتى أنه لم يستطع استيعابها بسهولة ، ثم إنه اتصل على رئيس القسم وشكره، فقال له : إن اللجنة المشكلة قوية وشديدة ، ولو لم تكن الأفضل لما رشحوك ،
فحمد الله كثيراً واستعد للعمل الجاد على إكمال العمل الذي ينتظره ، حيث مضت به ظروف وتقلبات ومصاعب خلال فترة هذه الدراسة ، ومنها ( ظروف عائلية خاصة ، فأهله مقيمون في الخميس ودراسته في الرياض ، ولديه عدد من الأبناء والبنات يدرسون في كل المراحل دون الجامعة ، ثم اختياره موضوع الرسالة حصل فيه إشكالات كبيرة ، وتعقيدات بشكل غير علمي ،
وبعدها تأخر المشرف لفترة طويلة في مراجعته للرسالة لكثرة ارتباطاته ) مع أنه يثني علي مشرفه في مرحلة الدكتوراه ثناءً كبيراً ، ويقول : إنه من أفضل الأساتذة خلقاً وأدباً ، وتديِّناً وورعاً وإعانة لطلابه ، وتواضعاً معهم ، وهو فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الخليفي وفقه الله وسدّده .. ومع أن صاحبنا في هذه الفترة حصل على المركز الأول في مسابقة اليوم العلمي ، على طلاب الدراسات العليا ، في جامعة الإمام ، والجامعة الإسلامية بالمدينة ، وجامعة أم القرى بمكة في تاريخ 22/7/1438هـ، وكانت مسابقة محكمة من قبل أربعة من أعضاء هيئة التدريس، هم أ. د. على بن أحمد الأحمد ، و أ. د. عبدالله بن إبراهيم الطويل من جامعة الإمام ، وأستاذ من جامعة أم القرى ، وأستاذ من الجامعة الإسلامية ،
ورغم هذا التفوق العلمي إلا أن مناقشته تأخرت ولم تتم إلا بتاريخ 16/4/1440هـ ، وبعد المناقشة حصلت محاولة لإعادة المناقشة ، ولذلك لم تعتمد في القسم إلا بعد حوالي ثلاثة أشهر، بعد أن هدد برفع شكوى تظلم لمعالي مدير الجامعة ، ثم لرئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، خاصة أن محضر النتيجة واضح ، والمناقشة معلنة ومسجلة ، ولهذا لم يمنح الدرجة إلا بعد أربعة أشهر ، في تاريخ 9/8/1440هـ ، الموافق 14/4/2019م.
وملحص ما حققه من شهادات ومؤهلات على النحو التالي :
- بكالوريوس (تخصص الدعوة) جامعة الإمام ، قسم الدعوة والاحتساب، بتقدير جيد جداً مرتفع ، مع مرتبة الشرف الثانية .
- ماجستير في (الدعوة والاحتساب)، جامعة الإمام ، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
- دكتوراه في (الدعوة والاحتساب) جامعة الامام ، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف.
ومن المؤهلات الاخرى :
- حاصل على المركز الأول على مستوى المملكة ، في مسابقة الدراسات الدعوية ، التي نظمها المعهد العالي للدعوة والاحتساب بجامعة الإمام ، وشملت ثلاث جامعات ، جامعة الامام بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة ، والجامعة الإسلامية بالمدينة.
- حصل على برنامج التأصيل العقدي ، من الجمعية العلمية السعودية، لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، ولمدة عام دراسي.
- حصل على برنامج البناء العقدي، من الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، ولمدة ستة شهور.
- حصل على برنامج المُدارسة العلمية ، في كتاب (الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار)، للشيخ يحيى بن أبي الخير العمراني ، من الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، ولمدة ستة شهور.
- حصل على برنامج الحلقات الدراسية التخصصية، تخصص الخوارج، من الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ، الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، ولمدة ستة شهور.
- شارك في دورة (السنّة النبوية ـ تأصيل الحجية ورد الشبهات )، من الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ، الجامعة الإسلامية بالمدينة، لمدة أربعة أيام من 1 ـ 4 /3/1442هـ.
- شارك في دورة ( قضايا منهجية بين الإسلام والعلم التجريبي ) من الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب، الجامعة الإسلامية بالمدينة ، لمدة أربعة أيام من11ـ14/6/ 1442هـ.
- شارك في برنامج (الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد)، لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان ، لمدة شهر كامل من 28/12/1444 إلى 27/1/1445هـ ، وهو برنامج علمي في تخصص العقيدة ، قدمته الجمعية الأكاديمية المفتوحة (جمعية هداة) لتعليم العلوم الشرعية.
- مشترك في برنامج التأسيس العقدي ، برنامج علمي في تخصص العقيدة ، لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية السابق، تقدم البرنامج وتشرف عليه الجمعية الأكاديمية المفتوحة (جمعية هداة) لتعليم العلوم الشرعية، ويشتمل على أحد عشر شرحاً في علم العقيدة ، ومدته سنتان.
وله خبرات أتقنها في الحاسب الآلي أعانته في بحوثه ومؤلفاته المتعددة ، وذلك على النحو التالي:
- حاصل على دبلوم تطبيقات الحاسب ( إدخال البيانات ومعالجة النصوص ) لمدة ستة أشهر من كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام بتقدير ممتاز.
- حاصل على دورة (استخدام الحاسب الآلي في الأعمال المكتبية) لمدة ثلاثة أشهر، من مركز المرشد لتعليم الحاسب الآلي ، بتقدير جيد جداً.
- دورة تدريبية بعنوان (استكشاف ويندوز10والأجهزة الذكية )، نظمتها الإدارة العامة لتقنية المعلومات ، بجامعة الملك خالد، بتاريخ 28/11/2017م.
والتحق بعدة دورات علمية وأكاديمية وتطويرية ، ومنها :
- دورة التوعية الإسلامية ومكافحة المخدرات لمدة شهر عام 1418هـ.
- دورة تدريبية بعنوان (مهارات الإلقاء) في 29/10/1427هـ، من الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.
- دورة تدريبية بعنوان (مهارات الإقناع والتأثير) في30/10/1427هـ، من الجمعية السعودية للدراسات الدعوية.
- دورة تدريبية بعنوان (انطلاقتك نحو التغيير) في الفترة من21ـ22/8/1431هـ، من مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالكلية التقنية بخميس مشيط.
- دورة تدريبية بعنوان( التعريف بنظام المحاماة )، معتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والفني، بواقع ست ساعات تدريبية ، من مركز أساس المتميز للتدريب.
- دورة ( ممارس التعلم الإلكتروني ) لمدة شهرين من عمادة التعلم الإلكتروني بجامعة الملك خالد بأبها عام 1437هـ.
- دورة وورشة عمل بعنوان( الاحتياجات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس المستخلصة من خطة المقرر) ، نظمها: مركز القياس والتقويم بجامعة الملك خالد بتاريخ 6/5/1439هـ.
- دورة بعنوان ( تقييم التقارير والدراسات والمناقشات العلمية ) في16/1/1440هـ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان (صياغة مخرجات التعلم ) في22/1/1440هـ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( التعلم النشط ) في2/2/1440هـ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان (الخبرة الميدانية في التعليم الجامعي) في 7/2/1440هـ،عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( تقويم مخرجات التعلم ) في14/2/1440هـ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( التعلم النقال ) في21/2/1440هـ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( دور المؤسسات التعليمية في تحقيق الأمن الفكري ) في27/2/1440هـ ، وحدة التوعية الفكرية بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( بناء وتطوير بنوك الأسئلة ) في12/3/1440هـ، مركز القياس والتقويم بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( بناء وتطوير الاختبارات التحصيلية ) من 18- 19 /3/1440هـ، مركز القياس والتقويم بجامعة الملك خالد.
- دورة بعنوان ( مهارات النشر في المجلات العالمية ) في6/3/1441هـ (5 ساعات) ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد بالتنسيق مع ملتقى الخبرات للتدريب والاستشارات ، في فندق قصر السلام بأبها.
- دورة بعنوان ( الاستثمار في البحث العلمي ) من 6-8/3/1441هـ (15ساعة) ، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد، بالتنسيق مع ملتقى الخبرات للتدريب والاستشارات في فندق قصر السلام بأبها.
- دورة بعنوان ( تعزيز التواصل والتفاعل في التعلم الإلكتروني ) في 9/3/1441هـ (ساعتين ونصف)، عمادة التعلم الإلكتروني بجامعة الملك خالد ، عن طريقة منصة تزامن.
- دورة بعنوان ( المقررات الإلكترونية الكاملة – المعايير والتقييم ( في19/3/1441هـ (ساعتين)، عمادة التعلم الإلكتروني بجامعة الملك خالد، عن طريقة منصة تزامن.
- دورة بعنوان ( كيفية كتابة مشروع بحثي ) من 9-10/3/1441هـ (عشر ساعات) عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد، بالتنسيق مع ملتقى الخبرات للتدريب والاستشارات في فندق قصر السلام بأبها.
- دورة بعنوان ( إدارة مشاريع الفريق البحثي ) من13- 15/3/1441هـ (15ساعة)، عمادة التطوير الأكاديمي والجودة بجامعة الملك خالد، بالتنسيق مع ملتقى الخبرات للتدريب والاستشارات في فندق قصر السلام بأبها.
- حاصل على أكثر من 20 شهادة شكر وتقدير، ولديه مجموعة من التزكيات والتقديمات المثنية على مؤلفاته.
عمله الوظيفي :
تم قبوله طالبا عسكريا في مدرسة المشاة ، في عام 1406هـ ، ليتخرج منها بعد حوالي تسعة أشهر، برتبة عريف في لواء الملك فيصل العاشر، ثم تنقل في أكثر من مدينة ومنطقة ، ضمن الوحدة التي يعمل فيها ، من الخميس إلى الشرقية ، وشروره ، ورفحاء ، وحفر الباطن ، ونجران ، وجازان ، والنعيرية ، إلى تقاعده في تاريخ 1/6/1432هـ، بعد خدمة استمرت ستة وعشرين سنة ، وتتلخص خدماته وترقياته وتنقلاته فيها على النحو التالي :
- عمل أولاً في الكتيبة الثالثة ، لواء الملك فيصل العاشر، من شهر شوال 1406هـ إلى 17/4/1417هـ ، منها ( سنتين ونصف بالسرية الثانية برتبة عريف) ، ثم ترقى إلى وكيل رقيب في (السرية الرابعة) ، وتسمى سرية إسناد القتال بالكتيبة.
- ترقى رقيب في (سرية الإسناد) الكتيبة الثانية لواء الملك فيصل ، ليستمر فيها من العام 1417هـ إلى عام 1428هـ.
- ترقى رقيب أول في الكتيبة الثالثة لواء الملك سعود السادس عشر بالحفر، ثم انتقل إلى النعيرية.
- تقاعد مبكراً وهو رقيب أول في تاريخ 1/6/1432هـ، بعد خدمة (26) سنة.
وكان يسند إليه كثيراً من المهام بما يتوافق مع إمكانياته العلمية ، ومن ذلك :
- عمل إماماً وخطيباً للكتيبة الثالثة أيام وجوده فيها.
- قام بالعمل في التدريس والتدريب في مركز لواء الملك فيصل العاشر خلال الفترة من عام 1415 إلى 1428هـ ، (13) سنة إلى انتهاء عمله في هذا اللواء.
- عمل متعاوناً مع قسم الشؤون الدينية بلواء الملك فيصل العاشر، والشؤون الدينية بقوة شروره من عام 1414 إلى عام 1419هـ.
- عُيِّن إماماً وخطيباً لجامع المستشفى العسكري بشروره أيام عمله هناك.
- كلِّف من قبل مدير المستشفى العسكري بشروره بإدارة قسم الشؤون الدينية بالمستشفى ، والإشراف على مكتبة القسم وتنظيمها.
- كلف بمهام رقيب قسم الشؤون الدينية بالكتيبة الثانية ، لواء الملك فيصل العاشر من عام 1420 إلى 1428هـ.
- كلف رقيباً لقسم الشؤون الدينية بالكتيبة الثالثة ، لواء الملك سعود السادس عشر بالحفر، من عام 1429هـ إلى تقاعده في عام 1432هـ.
وبعد تقاعده من عمله العسكري، تفرغ للأعمال الخيرية والدعوية والاجتماعية ، ومن ذلك :
- تعاون مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بفيفاء لفترة بعد تقاعده .
- عين رئيساً لمجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بمركز الهيجة بفيفاء، في دورته الأولى ، ولمدة أربع سنوات ، اعتباراً من 6/8/1435هـ.
- عين إماماً لمسجد النور بحي النسيم بخميس مشيط في عام 1432هـ .
- كلف بالخطابة من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، داخل السجن العام بمحافظة خميس مشيط في عام 1432هـ .
- عُين على وظيفة خطيب فئة (أ) في عام 1434هـ.
- تعاون مع لجنة التوعية بأضرار القات بمنطقة جازان.
- تعاون مع مركز أبحاث المؤثرات العقلية بجامعة جازان .
- تعاقد مع عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، للإشراف على بحوث طلاب المعهد العالي للدعوة والاحتساب لمدة سنتين.
- تعاقد مع كلية المجتمع ، وكلية البرامج المشتركة بجامعة الملك خالد بأبها لمدة ثمان سنوات ، إلى نهاية العام الدراسي 1442هـ.
- حالياً معين على وظيفة خطيب جامع بمحافظة الدرب بمنطقة جازان .
- مكُلف من قبل سعادة شيخ قبيلة المشنوي بفيفاء أميناً لمجلس أعيان القبيلة ، ومشرفاً على لجان الصلح بالقبيلة ، من تاريخ 15/3/ 1436هـ.
وله العديد من البحوث والمؤلفات والكتابات المتخصصة ومن ذلك :
- بحث الاحتياجات الدعوية للمهتدين إلى مذهب أهل السنة والجماعة (رسالة دكتوراه) .
- بحث دعوة متعاطي القات والاحتساب عليهم (رسالة ماجستير) .
- كشف النقاب عن الطاعن في الآل والأصحاب ، وبقية السلف أولي الألباب .
- تنزيه ذروة سنام الشريعة عما يخالف أحكامها وأهدافها السامية الرفيعة.
- خطر الرافضة على الإسلام والمسلمين.
- خطر الخوارج على الإسلام والمسلمين.
- الإنصاف فيما وقع في حكم القات من الخلاف (بحث محكم) في جامعة الإمام.
- منهج أهل السنة في التعامل مع الولاة (بحث محكم ومنشور في مجلة الدراسات الدعوية) بجامعة الإمام.
- السير الحثيث لمرضاة المجيب المغيث .
- نبض الحب والوفاء لوطني المعطاء .
- الانتصار الكبير في الزمن الصعب .
- شارك في برنامج الحوار الصريح بعد صلاة التراويح ، في عام 2011م للرد على مفتريات الرافضة ضد الصحابة الكرام y.
الحالة الاجتماعية :
تزوج وعدد ، أولاً من الفاضلة مشنية بنت يحيى سالم الحكمي الفيفي حفظها الله، في عام 1408هـ ، ثم تزوج في عام 1417هـ من الفاضلة مشنية بنت محمد حسن المشنوي الفيفي حفظها الله ، وله منهما أحد عشر ولداً ، أربعة أبناء وسبع بنات ، على الترتيب التالي :
- دلال متزوجة ، ولها ولدين ، وحاصلة على دبلوم بعد الثانوي.
- عبدالرحمن بكالوريوس شريعة ، نقيب في وزارة الداخلية.
- منى خريجة جامعة الملك خالد ، فيزياء .
- وفاء خريجة كلية اللغات والترجمة ، جامعة الملك خالد ، لغة إنجليزية.
- بشرى طالبة دراسات عليا (ماجستير)، جامعة الملك خالد ، جغرافيا.
- عبدالله خريج كلية الشريعة، جامعة الملك خالد.
- يحي عسكري في قاعدة النقل ، خميس مشيط.
- الحسن طالب في كلية الشريعة ، جامعة الملك خالد.
- ابتهال طالبة مرحلة ثانوية.
- وصال طالبة مرحلة ثانوية.
- غلا طالبة مرحلة ثانوية.
بارك الله فيهم وحفظهم ، وبارك فيها من أسرة كريمة ، وحفظه الله وزاده علماً وفضلاً وتوفيقاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبد الله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال
الدكتور: علي بن يحيى جابر المشنوي الفيفي
الرياض في 1445/9/13هـ
ماشاء الله تبارك الله زادك من فضله