مقالات

السعوديات يعتلين منصات الأمجاد

الوطن - نجلاء الحربي

السعوديات يعتلين منصات الأمجاد

المرأة مصدر مهم لتطور أي مجتمع، ومن غير نساء ممكَّنَات يصعب إصلاح المجتمعات، وقد أثبتت المرأة عبر التاريخ دورها البارز والفعَّال في قيادة التغيير وصنع القرار»، هذا ما قاله خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في رئاسة مجموعة العشرين عام 2020، حيث وضعت الحكومة الرشيدة كافة التسهيلات والفرص لرفع نسبة الموظفات في سوق العمل، ورفعت المملكة مستهدفها لمشاركة المرأة السعودية في سوق العمل إلى 40% بحلول 2030، بعدما زادت النسبة الفعلية من 17% إلى 35.3%، متجاوزة الهدف الذي حدّدته «رؤية 2030» عند 30%.

مرصد العمل

بلغت نسبة المواطنات الموظفات في سوق العمل 41% من إجمالي الموظفين ما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز معدل مشاركة المواطنات في سوق العمل، مثل: مبادرات تمكين عمل المرأة وبرامج التدريب القيادية وغيرها، وشغلت المواطنات نسبة 18.2% من إجمالي المواطنين الموظفين في المناصب الإدارية ووظائف المهارات العالية في قطاع الشؤون البلدية والقروية والإسكان خلال الربع الرابع من عام 2023، وبلغت نسبة المواطنات في القطاع الصحي 59.7% من إجمالي الموظفين المواطنين في القطاع، وشكلت المواطنات في قطاع السياحة 41.3% من إجمالي الموظفين المواطنين.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تم تمكين المرأة وزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، وتم إتاحة مجالات وفرص عديدة للمرأة للعمل في مختلف القطاعات العامة والخاصة، واستحداث وظائف جديدة لأول مرة في مناصب قيادية في رئاسة شؤون الحرمين كمساعد للرئيس العام، ووكيلات للرئيس العام، ومساعدات في مختلف التخصصات التطويري.

وتم زيادة فرص دخل المواطنات تطويرًا لمهاراتهن وخبراتهن في العديد من مجالات الأعمال وإتاحة فرص وظيفية لهن، حيث أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برنامجًا لإصدار وثائق العمل الحر لتمكين المرأة من الدخول في مجال العمل الحر وتوسع فيه.

المجال التقني

حققت المملكة، ممثلةً في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إنجازًا بحصولها على المركز الأول، وجائزة تمكين المرأة بالمجال التقني والمقدمة من مجلس التعاون الخليجي، وذلك على هامش ملتقى الحكومة الرقمية 2023.

وجاء هذا الإنجاز الذي يعكس جهود المملكة في تعزيز دور المرأة وتمكينها في القطاعات كافة، والإيمان بقدراتها، ودورها الفعال في تحقيق الأهداف والإنجازات بما يحقق رؤية المملكة 2030، كما جاءت هذه الجائزة نظير جهود الوزارة وتفوقها في مسيرة تمكين المرأة بعد تحقيق قفزة نوعية، حيث حققت نسبة تمكين المرأة في القطاع التقني بالمملكة من 7% في عام 2018 لتصل إلى 35% في 2023، وتعد هذه النسبة هي الأعلى من متوسط الاتحاد الأوروبي ومتوسط مجموعة العشرين ووادي السيليكون.

التحول الرقمي

انطلاقًا من اهتمام القيادة الرشيدة بالمرأة وسعيًا لتحقيق تطلعات الحكومة في تمكين المرأة، وبما يحقق الأهداف المنشودة في إطار رؤية 2030، تعمل هيئة الحكومة الرقمية على الأخذ في الحسبان الجوانب المتعلقة بالاستثمار في العنصر البشري وتمكين المرأة، حيث ساهمت في نشر المعرفة الرقمية لدى المرأة وزيادة الأثر الاجتماعي والاقتصادي، ورفع الوعي حول الفرص المتاحة لها في القطاع الرقمي، كما سعت إلى تذليل الصعوبات أمام رياديي ورائدات الأعمال بعقد جلسات تسهم إلى تمكينهم على الابتكار وإطلاق مشاريعهن التقنية، إذ ساهمت المملكة في رفع نسبة مشاركة المرأة في الاتصالات وتقنية المعلومات من 7% في 2017 لتصل اليوم إلى 25%، وهي نسبة أعلى من متوسط المعدل الأوروبي الذي يبلغ 17%، ما دفع الاتحاد الدولي للاتصالات لمنح المملكة الجائزة العالمية لتمكين المرأة المقدمة من (ITU).

ودربت المملكة أكثر من 40 ألف متدرب ومتدربة في تخصصات نوعية كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وأسهمت السعودية في إيجاد 20 ألف وظيفة رقمية ونوعية للجنسين.

المرأة والفن

يعد المسرح السعودي من أهم أنواع الفنون التي تعكس ثقافة البلاد، وتنوعت إسهامات المرأة السعودية في المشاركة بشتى أنواع مجالات العمل، ومنها في المسرح، حيث بلغ عدد كاتبات المسرحيات 100 كاتبة، وعدد مخرجات المسرحيات 7 مخرجات، و15 ناقدة، وعدد الكتب المسرحية «نصوص إبداعية» 14 كتابًا، وعدد الكتب المسرحية «دراسات نقدية» 17 كتابًا.

القطاعات الأخرى

من المتوقع أنه سيتم زيادة وتيرة دخول المرأة إلى قطاعات جديدة مثل الصناعات والأعمال المرتبطة بالمناخ، في ظل المبادرات السعودية المعززة للحفاظ على البيئة، بينما زادت فرص العمل للإناث، مع زيادة معدلات النمو التي تشهدها القطاعات الاقتصادية، وتحظى المرأة السعودية بحضور بارز في مجال الأعمال في المشروعات الكبيرة والصغيرة، في مجالات مثل الترفيه والسياحة والتعدين والصناعة، وكذلك الخدمات.

المرأة والسياحة

شهد قطاع السياحة إقبالا من النساء السعوديات في مجالات مختلفة، وعملت في مختلف الأنشطة الاقتصادية للمنشآت السياحية، حيث بلغت نسبتهن 45% من العاملين في قطاع السياحة البالغ عددهم 925 ألف شخص، وحققت المرأة إنجازًا باهرًا في هذا المجال، وخلال 2023 استضافت المملكة أكثر من 100 مليون سائح، مما يمثل علامة فارقة في رحلتها لتصبح قوة سياحية عالمية، وتمكنت المملكة من تنفيذ العديد من المبادرات والإصلاحات الإستراتيجية التي دفعت قطاع السياحة إلى آفاق جديدة، ومع زيادة بنسبة 390% في الطلب على تراخيص الأنشطة السياحية في 2023، من المتوقع أن تتجاوز مساهمة السياحة في إجمالي القيمة المضافة غير النفطية 7%، حيث أظهر قطاع السياحة في المملكة مرونة ملحوظة، ووصل الإنفاق الداخلي إلى أكثر من 37 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وزيادة كبيرة في شغالات الفنادق في جميع أنحاء المملكة، مما أتاح عددًا من الوظائف لسعوديات بقطاع السياحة واستقطاب الكوادر وتدريبهن، ومن ثم التوظيف في القطاعات السياحية، وأصبحت السعوديات يعملن في مجال السياحة في كافة مجالاتها، حيث يقمن في تنظيم الرحلات والإرشاد السياحي، وبرزن في الوجهات الثقافية والتاريخية المتميزة في المملكة، أيضًا أبدعن بإدارة المنشآت والمشروعات السياحية بمهارة، مما يسهم في الحفاظ على موارد المجتمع السعودي وتعزيزها.

السعوديات يعتلين منصات الأمجاد

السعوديات يعتلين منصات الأمجاد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى