الشيخ يحيى بن محمد قاسم الحكمي الفيفي
اعداد الشيخ:عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال

الشيخ يحيى بن محمد قاسم الحكمي الفيفي
إنسان فاضل مهيب، هادئ الطبع حبيب، قليل الكلام، واجاباته على قدر السؤال، ولكنه يستقصي إذا أجاب، لا تمل الجلوس معه ، يثريك بكثير من المعلومات في كل فن، والذكريات من قادم الزمن، معظم حياته انفقها للعلم والتعليم، متعلما ومعلما، لا يشبع من الاستزادة مع العلوم والمعرفة، ذاق مرارة اليتم صغيرا، وتغرب عن بلدته يافعا، رغم صعوبة الحياة في تلك الفترة، في كل جوانبها ومرافقها، لا طرق ميسرة ولا وسائل مواصلات واتصالات، ولا مطاعم ومرافق، فالحياة فقيرة في كل شيء، يعيش الغريب الشظف والجوع والتعب، ولكنه صبر وتحمل، عاش في بلدة ضمد في اشد الظروف واصعبها، ونال الشيء الكثير من التحصيل والعلوم في مدارسها، ولما اختارته إدارة مدارس الجنوب (مدارس الشيخ القرعاوي رحمه الله)، وارسلته معلما في مدارسها إلى منطقة عسير، وكان حينها دون العشرين من عمره، وخاض تجربة جديدة وجادة في اداء رسالته فيها، وقد وجد نفسه في قرية نائية في ظهران الجنوب، في اقصى منطقة عسير، قريبة من حدود المملكة مع اليمن، وصلها غريبا وحيدا محدود الخبرة والامكانيات، واستطاع بقوة ارادته وجلده، تطويع كل الامور امامه، إلى أن نجح واثبت وجوده ومكانته، واحترمه أهل هذه البلدة وقدروه، معلما لأولادهم، واماما وخطيبا لهم في صلواتهم، وواصل عمله ودائبه واجتهاده لا يكل ولا يمل، يبذل الخير وينشر العلم بينهم، إلى أن الغيت هذه المدارس نهائيا، ولكنه لم يتوقف عن مواصلة سلوك درب العلم والتعلم، فعاد من جديد ودون ما تردد، طالبا مجدا للعلم، وكافح حتى نال فيه الشهادة الجامعية، وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة، ليعود مرة اخرى معلما مؤهلا، ولكن في المدارس النظامية في وزارة المعارف، يواصل عطائه ويبذل جهده، إلى أن بلغ السن النظامية للتقاعد، انسان ورمز ومثال لأبناء جيله، وقدوة صالحة قوية لكل الاجيال من بعده، خاض هذه الحياة رافعا راسه في ميادين الرفعة والعلم والمعرفة، حفظه الله وكتب اجره وضاعف حسناته.
أنه فضيلة الشيخ يحيى بن محمد قاسم الحكمي الفيفي حفظه الله ووفقه.
والده الشيخ محمد بن قاسم بن سالم الحكمي الفيفي من آل سالم محمد رحمه الله، كان رجل صالحا من رجالات قبيلة آل بالحكم بفيفاء، رزق بثمانية من الولد، توفي ثلاثة منهم صغارا ، وبقي خمسة، ثلاثة ابناء وابنتان، وكان يحيى في الترتيب الثالث بينهم، توفي والده وهو دون سن البلوغ، ولكنه ادرك الكثير من ميزات والده وعنايته وحدبه، وناله بعضا من حنانه وتوجيهاته وحكمته، ثم استكمل التنشئة والتربية من قبل والدته الفاضلة رحمها الله، ومن اخيه الاكبر منه قاسم رحمه الله، وسار بنفسه بتوفيق من الله على دروب الصلاح والفلاح، ليستكمل تحصيل الكثير من العلوم والفضائل والتقوى، وكانت لتلك الخطوات الاولى من والده اكبر الاثر في ما ناله بعدها، كان والده حريص اشد الحرص على ان ينال هو وكل اخوانه النصيب الوافر من التعليم، وكانت الركيزة الاولى والبذرة الصالحة في قلوبهم، وتلى والده اخوهم الاكبر قاسم، يتابع ويشجع ويدعم، وكان لهم بنفسه القدوة والمثال، فكانت له الكثير من الأدوار المؤثرة في بقية حياته، وفي تجاوزه لدروب الحياة بكل سهولة ونجاح، رحم الله والده وغفر له وتجاوز عنه.
وأما امه فهي الفاضلة عافية بنت احمد بن سالم بن علي الحكمي الفيفي، من آل علي يحي رحمها الله، اخت للشيخ محمد بن احمد شيخ قبيلة آل بالحكم السابق رحمه الله، فوالدها واخوها واسرتهم بيت شيخة وقيادة، كانت امرأة قوية حازمة مدبرة، دفعت ابنائها رجالا ونساء إلى دروب الفلاح والصلاح، ونالوا جميعا الكفاية من العلم والمعرفة، وقوة الايمان والتقوى، رحمها الله وغفر لها وتجاوز عنها، وكتب لها الاجر والمثوبة.
ولد لهذين الفاضلين في بيتهما ريسان، في وسط بقعة الخشعة، من جبل ال بالحكم في فيفاء، وكانت ولادته في حوالي عام 1356هـ، وترعرع وعاش حياة طبيعية هادئة في هذه البيت المبارك، وفي وسط هذه الاسرة الكريمة، وعاش سعيدا موفقا بين ابوين صالحين، وعلى درجة عالية من التقوى والايمان، ولكنه لم ينعم كثيرا في ظل والده، الذي فقده وهو دون سن البلوغ بكثير، ولكنه قد غرس فيه الكثير من مبادئ التقوى والصلاح، ثم تولت المهمة في اكمال تربيته امه الفاضلة الواعية، فنشأ على درجة كبيرة من الصلاح وحب العلم والتعلم، وشخصية متوازنة قوية، تحسن الاعتماد على نفسها، عرف دربه واحسن السير فيه، وفقه الله ورحم والديه، ورزقه برهما وصلتهما بعد موتهما.
تعليمه :
ادخله والده بعدما ما بلغ السن المناسبة للتعليم، في مدرسة المعلامة (الكتاب) المتوفرة حينها، عند معلم يمني أسمه عبدالله الشرفي رحمه الله، كان يعلم الصغار القرآن الكريم، ولازمه ودرس عنده حتى ختم كامل القرآن الكريم تلاوة جيدة، وحفظ بعض قصار السور واتقن حفظها، بما كان يعتبر كافيا في ذلك الوقت، فالناس يهتمون حينها بتحصيل معاشهم وارزاقهم بالكدح والمشقة، فالحياة بدائية وصعبة، فمن نال هذه الدرجة من التعليم فقد نال حظا كبيرا، وقليل من ينال هذا القدر من التعليم.
ومع انتشار مدارس الشيخ الداعية عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله، في المناطق الجبلية، وبالذات في فيفاء، فتحت في محيط سكنهم مدرسة الخشعة، في حوالي عام 1373هـ، وكلف الشيخ احمد بن علي سالم الخسافي رحمه الله، بان يديرها ويعلم فيها، وعين معه مجموعة من المعلمين ليساعدوه، ونمت واتسعت حتى اصبحت من اكبر المدارس في فيفاء، وذلك لجهود معلميها ونشاطهم ، ثم لموقعها المتميز بين كثافة سكانية محبة للتعلم، فاقبل الطلاب على الالتحاق بها، من كل القبائل المجاورة لها، فهي تخدم كل من قبائل الحكمي والمشنوي والثويعي والعبدلي والمدري وغيرهم، وكان من ضمن هؤلاء المعلمين المساعدين للشيخ احمد، الشيخ قاسم بن محمد الاخ الأكبر له رحمه الله، فاستهواه وشجعه لمواصلة تحصيله العلمي في هذه المدرسة، ففيها من العلوم الكثير، اضافة إلى القرآن الكريم، حيث في مناهجها مواد مهمة وجديدة عليه، مثل العقيدة والتوحيد والفقه والتجويد واللغة وغيرها، وكما اسلفنا فقد كان على قدر كبير من العلم، وقد اتقن قراءة القرآن الكريم، ولكنه طالب علم لا يشبع من الاستزادة منه، فالتحق بهذه المدرسة سعيدا، وكان من اوائل الطلاب فيها، ترقى في دراسته وتحصيله في مجالات العلوم والمعرفة، وكان حينها على مشارف الشباب وسن البلوغ، مما لا يخلو في هذا السن من حب الاستقلالية، ولديه شيء من التمرد، وكان معلم المدرسة ومديرها الاول الشيخ احمد بن علي، شديد في حزمه وتأديبه، ويفرط احيانا في استخدام وسيلة التأديب بالعصا، ولا يقبل التهاون أو المخالفة من احد، ولا يتساهل في تطبيق النظام مع الجميع كائن من كان، وقد يصل به التأديب احيانا إلى الشدة المفرطة، وكانت تلك هي الطريقة المتبعة في التعليم ذلك الوقت، توارثتها الاجيال واصبحت امرا مسلما به ولا اختلاف عليه، ولذلك في احد المرات وجده على خطأ، يوجب التأديب من وجهة نظره، ومن دون تردد أوقع به ما يراه من العقاب المستحق، ولكنها كانت كبيرة بالنسبة له، لم يتحمل ايقاعها به، وإن لم تألمه ولكنها كسرت خاطره كثيرا، لأنه ولأول مرة يتلقى هذا الضرب في حياته، فكانت بالنسبة له شيء جديد لم يألفه ولم يعتد عليه، لا من قبل اهله في بيته ولا عند معلمه السابق، مما جرحه اشد الجرح، وحز في نفسه واغضبه كثيرا، حتى أنه لم يعد يطيق البقاء في هذه المدرسة، وانقطع عنها من تلك اللحظة وبقي في بيته، ولكن حبه للتعلم والتحصيل العلمي، جعله يفكر كثيرا في الطريقة المناسبة لمواصلة سيره، ولكن لا بد أن يكون في مكان آخر غير هذه المدرسة، التي لم يعد يطيق البقاء والتعلم فيها، إلى أن هداه تفكيره للتوجه إلى مكان آخر يواصل فيه تعليمه.
غادر بلدته قاصدا مدينة ضمد، لما سمعه عن مدارسها والمعهد العلمي فيها، وهذا المعهد كان ضمن ثلاثة معاهد في منطقة جازان، تتبع مدارس فضيلة الشيخ القرعاوي رحمه الله، في كل من صامطة وضمد وبيش، وتتميز عن بقية المدارس العادية المنتشرة، حيث يتم التوسع والتركيز في مناهجها، وفي اختيار اعضاء هيئة التدريس فيها، وجعلها على نظام السنوات التكاملية، حيث يترقى الطالب تدريجيا في موادها الدراسية، وتم له بحمد الله القبول في هذا المعهد العلمي، وجاهد نفسه على تقبل الغربة والاجتهاد في دراسته، والتأقلم مع صعوبة الحياة المعيشية حينها، ومع اختلاف الاجواء وفي عادات الناس، وفي كل نواحي الحياة المختلفة عما الفه في بلدته، فصبر وصابر رغبة في طلب العلم، وبقي طالبا فيها لفترة طويلة، نال فيها الكثير من العلوم، إلى أن تم اختياره في عام 1376هـ، بعد ترشيحه من إدارة المدرسة، وبالتنسيق مع الادارة العامة لمدارس الجنوب، ليكون ضمن الطلاب المختارين، الذين سيكلفون بالقيام بالتعليم في مدارس منطقة عسير المحدثة، حيث تم ارساله مع هؤلاء المرشحين، وكان نصيبه العمل في مدينة ظهران الجنوب، حيث افتتح في قرية بني جبير واحدة من هذه المدارس، وعمل على تكوينها وفي إنجاحها، وبقي فيها مجتهدا يؤدي عمله لعدة سنوات، إلى أن اقفلت هذه المدرسة ضمن قرار اقفال جميع مدارس الجنوب، لتحل محلها المدارس النظامية المحدثة، بعدما توسعت وزارة المعارف في نشر مدارسها، وانتهاء دور هذه المدارس الاهلية، لينتهي دوروه المكلف به، ويعود من جديد إلى منطقته.
لما انتهت مسؤولياته، عاد من جديد بكل همة، ساعيا إلى استكمال تعليمه، وبالذات وقد سبقه اخوه الاصغر سلمان رحمه الله في الالتحاق بالمعهد العلمي بصامطة، التابع للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية لاحقا، بعدما كان يراسله ويخبره بنظام التعليم في هذا المعهد، وعن ميزاته الدراسية، والمواد المتعددة المقررة فيه، مما جعله يتشجع ويتحمس لأن يكون أحد الطلاب فيه، ودون ما تردد سعى بكل تصميم إلى مدينة صامطة، وتم قبوله في المعهد العلمي مع بداية العام الدراسي 1380/1381هـ، ، طالبا في السنة الثانية تمهيدي، وهي مرحلة سابقة للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وكانت تعادل شهادة الصف السادس الابتدائي، ولكنه وعن غير قصد، انظم بالخطأ من بداية الدراسة، مع طلاب الصف الاول المتوسط، ولم يتنبه هو لذلك ولم ينتبه له احد من المسؤولين، لأن مستواه التعليمي كان مرتفعا، مما اهله للسير في دراسته مع بقية طلاب هذا الفصل، وبعد مضي اكثر من شهر على هذا الحال، وهو يسير سيرا حسنا جادا متفوقا، ومتقدما على معظم زملائه، وعلى درجة عالية من الفهم والاستيعاب وقوة التحصيل، حيث اكتشفوا الخطأ صدفة، عندما حان موعد صرف مكافآت الطلاب الشهرية، فكان ضمن كشوفات طلاب الصف الثاني التمهيدي، فكانت حينها اشكالية كبيرة لدى المسؤولين، مما جعلهم يستدعونه إلى إدارة المعهد، وابلغوه بضرورة تصحيح وضعه، وعليه أن يعود طالبا في الصف الثاني التمهيدي، ولكنه اقنعهم بأن وضعه الحالي هو الصحيح المناسب، بناء على نتائجه وتحصيله، وإذا كانت الاشكالية في المكافأة، فهو متنازل نهائيا عنها، فهي لم تكن هدفه من الالتحاق بالمعهد، وانما هدفه الاساسي هو التعليم فقط، محبة منه له ورغبة في طلبه، وقال لهم دعوني على ما انا عليه اوصل دراستي، مما جعل إدارة المعهد تقتنع بوجهة نظره، وبالذات وهو من الطلاب المتميزين والمتفوقين في دراسته، ولذلك سعوا بأنفسهم إلى تصحيح وضعه، وابقوه على حاله يواصل دراسته على ما هو عليه، وبقي طالبا في هذه المرحلة المتوسطة، حاثا السير في طلبه وترقيه، متفوقا في فصول المعهد كلها سنة بعد أخرى، إلى أن انهاه بكل نجاح.
كانت صامطة في تلك الفترة مقصد لطلاب العلم، بعد الغاء مدارس الجنوب بشكل نهائي، فقدم كثير من الطلاب من معظم منطقة جازان، وبينهم الكثير من ابناء فيفاء المحبين للتعلم، ممن التحقوا بالمعهد العلمي فيها بجميع مراحله، مما شكل تجمعا طيبا، اعان فيه بعضهم بعضا، فتعاونوا على كثير من اسباب الحياة، من حيث السكن والمعيشة، اضافة إلى ما يصرف لهم من المكافآت المجزية، فلم يشغله شيء عن مواصلة دراسته، حيث اقبل عليها بكل همة ونشاط، يترقى في فصول هذا المعهد، إلى أن انهى المرحلة المتوسطة، ثم اتبعها بالمرحلة الثانوية، إلى أن تخرج من المعهد العلمي بصامطة، مع نهاية العام الدراسي 1384/1385هـ، حيث كانت فصول المعاهد العليمة المقررة حينها خمسة فصول، ثلاثة للمرحلة المتوسطة، وفصلين في المرحلة الثانوية.
الدراسة الجامعية:
ما إن حصل على الشهادة الثانوية ، حتى اتجه ودون تردد، لمواصلة دراسته الجامعية، وكان مقصده كمعظم زملائه حينها إلى مدينة الرياض، حيث توجد الكليات الجامعية بها، التابعة للرئاسة العامة للمعاهد العلمية والكليات(جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية لاحقا)، وكان الوصول إلى الرياض حينها شاق، فطرق السيارات محدودة وشبه بدائية، والامكانيات المالية قليلة، والرحلة طويلة وشاقة جدا، قد يضطر للمرور على طريق الساحل إلى مكة المكرمة، الطريق الوحيد السالك من جيزان إلى الرياض، ومنها عن طريق الطائف إلى الرياض، ويوجد هناك طيران الخطوط، ولكنه مكلف ورحلاته محدودة، وما إن وصل إلى الرياض حتى بادر إلى طلب القبول في أحدى الكليات، ولم تكن إلا كليتي الشريعة واللغة العربية، وكانت رغبته الاولى الدراسة في كلية اللغة العربية، ولكن على ما يبدو أن حضوره كان متأخرا، فقد اكتملت المقاعد المخصصة للقبول في هذه الكلية، ولم يعد امامه قبول إلا في كلية الشريعة، فرضي بالقبول فيها فهما في الحقيقة لا تختلفان كثيرا في مناهجهما، فالمواد الاساسية فيهما متشابهة، إلا ما تركز عليه كل منهما في مواد تخصصها، وانتظم فعلا في كلية الشريعة، وسارت معه الامور فيها على خير وجه واتمه، وما اسرع ما تأقلم مع مواد الدراسة، التي هي في حقيقتها امتداد وتوسع لما درسه في المعهد، واستوعب نظام الكلية وطريقة الدراسة والبحث فيها، وتعود على طبيعة الحياة المختلفة في الرياض، عن ما قد الفه فيما مضى، فبالإضافة إلى الأجواء، من الحر الشديد في الصيف والبرد القارص في الشتاء، والاختلاف في نمط الحياة من حيث توفر المواصلات، والبيوت المريحة المزودة بالماء والكهرباء، والخدمات المتعددة في جميع نواحي الحياة، فارتاحت نفسه وبالذات ومعه في رفقته زوجته، تعينه وتؤازره وتسانده، حيث مضت به السنوات سريعة متعاقبة، يترقى في مستويات هذه الكلية، وينجح فيها عاما بعد عام، على مدى سنواتها الاربع المقررة، إلى أن تخرج منها مع نهاية العام الجامعي 1388/1389هـ، حاملا بفضل الله وتوفيقه درجة البكالوريوس في الشريعة والعلوم الاسلامية.
وواصل تاليا اثنا عمله الوظيفي، الرفع من مستواه ومن تحصيله العلمي، من خلال التحاقه بكثير من الدورات والبرامج الانمائية، التي أتيحت له اثناء ممارسته للعمل الوظيفي في التدريس، وكذلك من خلال جهوده الشخصية من خلال تثقيف نفسه، فكان لعشقه الكبير للقراءة والاطلاع دور كبير، فهو قارئ نهم من الدرجة الاولى، وعاشق للكتب والتغلغل في استيعاب ما تحويه بين دفتيها، وهي صفة ما زال عليها وإلى اليوم، فكان لها اكبر الاثر في توسع مداركه، ومتابعة كل جديد في اختصاصه وفي كل نواحي الحياة، مما اكسبه الثقافة والخبرة والعلم، زاده الله علما وفضلا وبركة.
العمل الوظيفي :
كما اشرنا أنه بعد تأهيله مع بداية شبابه، في معهد ضمد العلمي، احد مدارس فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله، تم ترشيحه للعمل معلما ضمن من تم اختيارهم من الطلاب، ليكلفون بالعمل معلمين في المدارس المحدثة في منطقة عسير، التي وجه جلالة الملك سعود رحمه الله، فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي رحمه الله، بالتوسع في مدارس الجنوب لتشمل ايضا منطقة عسير، استجابة من جلالته للمطالبات من اهالي عسير، وبناء على اوامر جلالته قام فضيلة الشيخ بالمبادرة إلى تحقيقه، حيث تم استقطاب كل الطلاب الجيدين من مدارسه، وانتدابهم لأداء هذه المهمة العظيمة، وبالذات طلاب المعاهد العلمية الراقية، وكانت ثلاثة معاهد في المنطقة، معهد صامطة وضمد وبيش، واجتمع هؤلاء المرشحون في ادارة مدارس الجنوب في صبيا، وتم تزويدهم بما يلزم من التعليمات والتوجيهات الضرورية، لينطلقوا بعدها إلى مقرات عملهم في منطقة عسير، وكانت رحلة شاقة وصعبة بمعايير تلك الفترة، ومعظمها إن لم تكن كلها سيرا على الاقدام، وتطلب منهم الوصول إلى ابها العاصمة الادارية لعسير، اكثر من يومين كاملين، حيث انطلقوا من صبيا إلى بيش والى درب بني شعبة، ومنها على مربة واودية وجبال ضلع، ليصلوا بعدها إلى غايتهم في ابها، ومنها تم توزيعهم وتوجيه كل واحد منهم على حسب الاحتياجات لديهم، فكان من نصيبه أن وجهه للعمل في ظهران الجنوب، مما الزمه بمواصلة السير إليها، في رحلة شاقة اخرى تطلبت منه يومين آخرين، مر في طريقه خلالها بكل من احد رفيدة، ومنها إلى سراة عبيدة، ليصل بعدها إلى ظهران الجنوب، وكانت هذه السفرة له من ابها إلى ظهران من اشق واصعب المراحل، لجهله حينها بالطرق التي يسلكها، وطول المسافة وصعوبتها، ثم لا يدري ما هو مقدم عليه فيها، وكما هو معروف فمدينة الظهران تقع في اقصى نقطة في جنوبي منطقة عسير، على حدود المملكة مع اليمن الشقيق، وكانت الرحلة كلها سيرا على الاقدام، فلا تتوفر حينها طرق للسيارات، في معظم المناطق والجهات، إلا القليل النادر هنا وهناك، وإن وجدت فهي طرق بدائية صعبة، تتعرج خلالها في الاودية وفي السهول المنبسطة، وبالذات في السهل الساحلي، واما في عسير فلا توجد إلا في بعض السهول المحاذية للسراة من الشرق، وقد لا تتوفر فيها السيارات إلا في مواسم الحج، حيث يأتي بعض هذه السيارات من مكة المكرمة، لنقل حجاج هذه المنطقة وحجاج اليمن، وكانت وسيلة النقل الاساسية حينها الجمال والحمير، وغالبا ما تقطع هذه المسافات لأمثاله إلا سيرا على الاقدام، ولذلك لم يصل إلى مبتغاه إلا بعد كثير من العناء والمشقة، وقد القى عصا السفر بعدها في قرية آل جبير بظهران الجنوب، وهي من اكبر حواضر هذه البلدة حينها.
عندما وصل إلى هذه القرية، وحيدا غريبا، صغير السن، قليل الخبرات، ووجد أنه المعلم الوحيد في هذا المحيط، واحتاج إلى العمل بكل جد لتأسيس هذه المدرسة، بدأ من الصفر إلى أن أستوفى كل المتطلبات، حيث اجتمع في البداية مع اهل الحل والعقد في القرية، وتم اختيار موقعا ليكون مقرا مناسبا للمدرسة، واجمعوا على اختيار مسجد القرية، لتوسطه لجميع الأهالي، وتم ابلاغ الكل بالمدرسة ووجوب التعاون مع معلمها، والحرص على ارسال ابنائهم إلى هذه المدرسة، وما هي إلا ايام حتى ابتدأ الطلاب في التوافد عليه، وابتدأ هو بفرزهم وتسجيلهم، والتعرف عليهم وعلى ما لديهم من مستويات سابقة، ثم وضع الخطة المناسبة لبداية عمله في التدريس، وتعاون الجميع معه في سبيل تهيئة كل امورها، وعمل بكل حرص على أن تكون البداية صحيحة وكاملة، وقد اتضح له أن هذه المدرسة لم يكن مرحب بها من البعض، فهناك من يعارضها لعدم قناعته بالتعليم، ومنهم من يرغب في بقاء ابنائه قائمين على مساعدته، في اعماله الخاصة في الزراعة أو في الرعي، فغالب الناس يعتمدون حينها في معاشهم على العمل الكادح في هذه الامور، ويرون في تغيب ابنائهم عنهم لعدة ساعات في هذه المدرسة خسارة عليهم، وهناك ايضا من بعض الطلاب الكبار من لا يميلون إلى الاحتباس في المدرسة، ويرونها تضييقا لحرياتهم عن الانطلاق دون حسيب أو رقيب، ولكنه مع الوقت وقد شخص كل هذه الاشكالات، استطاع بتوفيق الله معالجتها، وازالة كل هذه المعوقات، وبدأ جادا مجتهدا في نفعهم والرفع من مستواهم التعليمي.
ويذكر بعضا من التعاملات السلبية، مما قد يحدث في كثير من المجتمعات حينها، فعندما سعى للبحث له عن سكن يقيم فيه، دله بعضهم على بيت وحيد شبه مهجور، وكان هذا البيت معروف لدى غالبهم بأنه لا احد يستطيع السكن فيه، معتقدين أنه (محلول) تسكنه الجن (كما يزعمون)، وهؤلاء الجن يزعجون ويؤذون كل من سكن فيه، مما يضطرهم بعد ساعات أو ايام إلى الخروج منه، ولكنه سكن في هذا البيت ولم يكن يدري بشيء من ذلك السر، ولم يخبره أحد أو ينبهه إليه، ولكنه قبل بهذا البيت وجهزه واستقر فيه، متوكلا على الله سبحانه وتعالى، وقد طاب له المقام فيه، ولم يجد ما يعكر صفوه أو يزعجه، ولما مضت عدة ايام أو اسابيع، وهو لم يشكو أو يتذمر من هذا السكن، وقد كانوا يترقبون منه ذلك، حينها ابتدأ بعض منهم في التعريض له والتلميح، لعلهم يسمعون منه شيئا في هذا القبيل، وأخير صارحه بعضهم بما يعتقدون، فاخبرهم صادقا بأنه لم يجد أو يلحظ أي شيء غير طبيعي، وأن كل الامور والاوضاع على ما يرام، وهو متوكل على الله ويحصن نفسه دوما بالأذكار والقرآن، مما جعلهم يزيدون من احترامه وتقديره، واستمر في هذا السكن طوال سنوات عمله الثلاث لديهم، ومما يذكره في هذه البدايات الأولى، عندما وجد بعضا من الطلاب الكبار، يتزعمون شيئا من التمرد على نظام المدرسة، وبعضهم يشوشون متعمدين على بقية الطلاب، ولكنه كشفهم واتخذ معهم اساليب الردع الحازمة، وتصرف معهم بما يناسب ذلك من القوة والحزم وحسن المعالجة، إلى أن استطاع فرض شخصيته واحترامه، واستطاع استصلاح الكثير منهم، واما بعضهم فقد انسحبوا من المدرسة، ولم يواصل دراستهم، وتلك هي غايتهم، فلم تكن الدراسة لديهم من الاساسيات التي يرغبونها.
كانت الظروف المعيشية صعبة في ذلك الوقت، والامكانيات محدودة وقليلة، والرواتب المقررة تتأخر احيانا لعدة اشهر، ولكنه صبر وتحمل واستطاع تدبر اموره بما يناسب، واجتهد في اداء عمله دون تقصير، وحرص كثيرا على أن يؤدي رسالته على اكمل وجه، وقد وجد بفضل الله كثيرين من الخيرين ممن ساندوه، واعانوه على اجتياز كل الصعوبات والمعوقات، إلى أن سارت معه الامور على خير ما يحب ويرغب، وتأقلم مع كل الظروف من حوله، وتحسنت معه الامور يوما بعد يوم، وتكون له مع الوقت طلابا على درجة عالية من الاهتمام، وحب للتعلم واقبال جاد على الدراسة والتحصيل العلمي، ولديهم الكثير من حسن الفهم والاستيعاب، وتحول تعامل غالب الاهلي معه إلى الاحترام والتقدير، فقد كان بالنسبة لهم جدير بأن يكون معلما لأبنائهم، واماما وخطيبا لجامعهم، وفقيها ومرشدا وواعظا بينهم، ووجد كامل القبول والنجاح، وسارت معه الامور من حسن إلى أحسن، وكان محافظا على عمله يؤديه بكل اخلاص وتفان، ولا ينقطع نهائيا عن مدرسته، إلا لفترات محدودة ووجيزة من كل عام، ليزور فيها امه واخوانه في فيفاء، ولا يزيد غيابه عن بضع أسابيع محدودة، ثم يعود بعدها بكل همة وحيوية ونشاط، لقد احب هذا العمل المبارك، واحب طلابه ومدرسته ومحيطه، واثبت من خلال كل ذلك وجوده ونجاحه ونفعه لأهل هذه البلدة، واحبوه واحترموه وارتاحوا له كثيرا، وقد بقي يعمل لديهم لأكثر من ثلاث سنوات، مرتاح البال لا يشكو ولا يتذمر، جاد في كل اموره وفي كل ما يقوم به، إلى أن تم بعد كل هذه السنوات، وفي حوالي عام 1379هـ اغلاق هذه المدرسة، ضمن ما جرى على كامل مدارس الجنوب(مدارس فضيلة الشيخ القرعاوي) رحمه الله، بعدما قررت الدولة التوسع في المدارس النظامية، التابعة لوزارة المعارف الناشئة، واحلالها مكان هذه المدارس الاهلية المحدودة، التي لا شك قد ادت دورها في وقتها، ولكن خطط الدولة المباركة هي الانتقال بالتعليم إلى مراحل اكثر تطورا ورقيا، وقد كانت هذه التجربة بالنسبة له، تجربة ناجحة بكل المقاييس، خاضها بكل نجاح وتفوق، واكتسب من خلالها الكثير من الفوائد العلمية والعملية، مما يعتز به كثيرا إلى اليوم، ويحمد الله على ما هيئه له من القيام به.
وبالطبع بعد انتهاء عمله في هذه المدرسة، زاد تعلقه بالعلم والحرص على طلبه، فعاد من جديد إلى استكمال تحصيله العلمي، وكما سبق وأشرنا سابقا، سعى إلى أن تم قبوله في المعهد العلمي في صامطة، التابع للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية (جامعة الامام لاحقا)، ولما نجح من هذا المعهد وحصل على الشهادة الثانوية منه، واصل دراسته طالبا منتظما في كلية الشريعة بالرياض، إلى أن تخرج منها في نهاية العام الجامعي 1388/1389هـ، وقد حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة والدراسات الاسلامية، ليعود من جديد مؤهلا تأهيلا كاملا إلى مجال التدريس الذي احبه كثيرا، حيث عين معلما في وزارة المعارف، وتم توجيهه للعمل في منطقة عسير من جديد، حيث باشر عمله هذه المرة في ابها العاصمة الادارية للمنطقة، وكلف بالعمل معلما في المتوسطة الثانية بمدينة ابها، وعندها استقر وارتاحت نفسه وهو يعود لهذه المهنة العظيمة، وتمضي به السنين جادا مقبلا بكل اخلاص لتأدية رسالته، ولا ينسى أنه في تلك الفترة سعد بالعمل مع زميله الاستاذ الشيخ حسن بن فرح الابياتي رحمه الله، حيث كلف الاستاذ حسن حينها بإدارة هذه المدرسة، واستمر هو في عمله داخل هذه المدرسة لمدة سبع سنوات، ثم احب الانتقال إلى مدينة خميس مشيط، وقد هيء ظروفه للسكن والاستقرار فيها، لارتياحه فيها اكثر من مدينة ابها، لاعتدال اجوائها وطيب العيش فيها، وقد تم توجيهه هناك للعمل في المتوسطة الثانية، ثم انتقل منها بعد فترة إلى المتوسطة الاولى في نفس المدينة، وبعدها رغب الانتقال إلى المتوسطة السادسة، القريبة من مقر سكنه، وارتاحت نفسه كثيرا للعيش في هذه البلدة، وقد بنى له بيتا مناسبا في احد احيائها، وبقي يواصل عمله فيها لما يقارب من عشرين سنة، ولما كبرت سنه وتقدم به العمر، اخذه الحنين إلى بلدته فيفاء، ورغب أن يختم تجربته في هذا المجال الحيوي فيها، فسعى إلى طلب النقل إليها، وتم له ذلك، ليباشر في إدارة تعليم صبيا، واختاروا له في الادارة توجيهه إلى متوسطة القعبة في نيد الضالع، لكونها حينها من اقوى المدارس وتليق به، وبقي فيها لفترة وجيزة، حيث سعى الاستاذ الشيخ احمد بن محمد الحكمي حفظه الله، شيخ قبيلة بالحكم ومدير مدرسة الخشعة الابتدائية والمتوسطة، في اقناعه بالانتقال إلى هذه المدرسة، ثم عمل هو على اكمال اجراءات نقله من قبل إدارة التعليم، وانتقل إليها قرير العين سعيدا بكل ما يجده من احترام وتقدير من الكل في كلا المدرستين، وواصل ما بقي له من سنوات مستحقة في الخدمة النظامية، وهي لا تتجاوز حينها إلا ذلك العام الدراسي ، لينهي بعدها خدماته الطويلة في التعليم، لبلوغه السن النظامي المحدد، حيث احيل على التقاعد في تاريخ 1/7/1416هـ، بعد خدمة ثلاثين سنة، سبع وعشرين سنة في وزارة المعارف، وثلاث سنوات كانت في مدارس الجنوب الاهلية، سعيدا فخورا بما قدمه وما بذله في مجال العلم والتعليم.
انجز في هذه الاثناء الكثير من آماله واحلامه وطموحاته، واجتهد وادى واجبه بكل رضا وراحة بال، وبعد تقاعده تفرغ لشؤونه الخاصة، وزاوج بين العيش في بلدته فيفاء وفي مدينة الخميس، وقد هيء له فيهما ما يعينه على الراحة والاستقرار، حيث بنى له بيتا مناسبا في كل منهما، وبنى بيته في فيفاء مشرفا على قمة شميلة، وجعله متكاملا في تكوينه ومرافقه، وبنى بجواره مسجدا صغيرا يؤدي فيه الصلوات، ويعيش فيه في جو من الهدوء الريفي، ويعود بين فترة واخرى إلى بيته الاخر في مدينة الخميس، وهكذا لا يقيد نفسه في مكان واحد، وغالب أوقاته تكون بين مسجده ومكتبته، حيث يجد فيهما راحته وغذاء روحه، فهو قارئ نهم لا يمل ولا يشبع من الاستزادة من طلب العلم والمعرفة، زاده الله علما وفضلا ، وختم له بالصالحات، وحفظه بحفظه، واطال على دروب الخير عمره، ووفقه إلى نوال ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه.
الحالة الاجتماعية:
تزوج وهو طالب في كلية الشريعة بالرياض، من الفاضلة فاطمة بنت محمد جابر الحكمي حفظها الله، امرأة فاضلة قوية مدبرة، اعانته في جميع مراحل حياته، وفي تربية ابنائهما التربية الناجحة، فلهما من الاولاد اثني عشر ولدا، سبعة ابناء وخمس بنات، وهم على النحو التالي :
1ـ محمد : بكالوريوس طب و جراحة، جامعة الملك سعود، حاصل على الزمالة العربية في تخصص طب الاسرة، استشاري طب اسرة، و خبير علاج الامراض المزمنة، والمشرف على وحدة مضخة الانسولين، بمركز السكري في مستشفى القوات المسلحة بالجنوب.
2ـ عبدالله :المستوى السابع تموين من القوات الجوية، شهادة لغة انجليزية من القوات الجوية، شهادة محاسبة من البنك الاهلي، اخر وظيفة شغلها في مشروع شمس السلام في قاعدة الملك خالد الجوية.
3ـ خيرية: بكالوريوس لغة عربية كلية التربية للبنات، عملت معلمة، و قائدة مدرسة، و مشرفة تربوية، ومدربة برامج وزاريه، و رئيسة فريق التعلم النشط البرنامج الوزاري.
4ـ عافية: بكالوريوس لغة عربية، كلية التربية للبنات، عملت معلمة، و قائدة مدرسة، و مشرفة تربوية، ومدربة برامج وزاريه، و عضو فريق التعلم النشط البرنامج الوزاري، حصلت على جائزة التعليم للتميز، فئة المشرف المتميز، المركز الثالث على مستوى المملكة.
5ـ سلمان : بكالوريوس اقتصاد من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، دبلوم برمجة وتشغيل حاسب آلي من معهد الادارة العامة، يشغل منصب رئيس قسم التقارير المالية بالهيئة الملكية للجبيل وينبع.
6ـ خالد : بكالوريوس علم نفس جامعة الإمام محمد بن سعود، ماجستير توجيه وإرشاد جامعة الملك خالد، عضو اللجنة الاستشارية لمشاريع التخرج بتعليم عسير.
7ـ أحمد : شاعر فصيح، ألف كثير من القصائد في مناسبات عدة، ويتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة.
8ـ بدرية : (رحمها الله) بكالوريوس لغة عربية كلية التربية للبنات، عملت معلمة، وقائدة مدرسة، ومشرفة تربوية.
9ـ فايزة : بكالوريوس إدارة اعمال جامعة الامام محمد بن سعود ، مراقب مالي شركة DHL للشحن العالمي، تعاقد مع الشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك).
10ـ عبدالرحمن : بكالوريوس اصول دين جامعة الملك خالد، (دبلوم علوم امنية) كلية الملك فهد الأمنية، (دبلوم لغة انجليزية) الولايات المتحدة الامريكية، (دبلوم مراجعة داخلية) جامعة الملك سعود، مدير الادارة العامة لسجن النساء بالرياض برتبة مقدم.
11ـ علي : بكالوريوس لغة عربية، جامعة الملك خالد، دبلوم تربية عامة جامعة الملك خالد، دبلوم إدارة الكترونية من الغرفة التجارية بأبها، معلم لغة عربية، ووكيل مدرسة في الهيئة الملكية بالجبيل.
12ـ سوسن : بكالوريوس لغة عربية كلية التربية البنات بجامعة الملك خالد، ماجستير لغة عربية (لغويات) جامعة الملك خالد، دكتوراه لغة عربية (لغويات)جامعة الملك خالد، استشارات اعمال وجودة في وزارة المالية.
بارك الله فيهم، ورحم الله من مات منهم، وحفظ بحفظه الباقين ووفقهم لكل خير، وحفظ الله هذه الاسرة الكريمة، وحفظ الشيخ وسدده واطال على دروب الخير عمره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي ـ أبو جمال
الرياض في 1446/4/4هـ
ما شاء الله .. سيرة كفاح وتوفيق