
قال الله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} – سورة البقرة، الآية (45).
تُعد الصلاة عماد الدين، وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي صلة العبد بربه، ووسيلة المناجاة التي يسكب فيها المؤمن خضوعه وافتقاره إلى الله عز وجل.
لقد حثَّنا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على المحافظة عليها، فقال عليه الصلاة والسلام:
“بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا.”
كما قال صلى الله عليه وسلم: “رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله.”
والصلاة فُرضت على المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة، رحمةً من الله وتثبيتًا للإيمان في القلوب. وهناك صلوات أخرى تؤدى في مناسباتٍ مختلفة، مثل صلاة العيدين، وصلاة الجنازة، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف والخسوف.
إنها ليست مجرد حركاتٍ وسكنات، بل هي روحٌ وطمأنينة، وراحةٌ للقلب، ودواءٌ للهموم. وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله.
والمؤسف أن بعض الناس يتهاون في أدائها، ويتكاسل عن حضورها في وقتها، بحجة الانشغال أو التعب. غير أن المؤمن الحق يعلم أن الصلاة لا تُؤجل، فهي راحةٌ لا مشقة، وطمأنينةٌ لا عناء، ولقاءٌ يومي بين العبد وربه، تُزكّي النفس وتطهر القلب.
فلنحرص جميعًا على أداء الصلاة في أوقاتها، وفي بيوت الله تعالى، فهي النور الذي يضيء دروبنا، والميزان الذي يُصلح حياتنا ودنيانا وآخرتنا.



