دين ودنيا

العبادة ليست مظهرًا… بل خلقٌ يزهر في اللسان والقلب

بقلم: إبراهيم النعمي

يقول الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه:

«أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكفّ عن أعراض الناس، فقائم الليل وصائم النهار إن لم يحفظ لسانه أفلس يوم القيامة».

تلك الكلمات البليغة تلخص معنى العبادة الحقّة كما فهمها السلف الصالح؛ عبادة لا تقف عند حدود الطقوس، بل تتجاوزها إلى سلوكٍ يتهذّب، ولسانٍ يتطهّر، وقلبٍ يتسامى عن الأذى.

فما نفع صلاةٍ لا تنهى عن الفحشاء والمنكر، أو صيامٍ يُضعف الجسد ولا يزكّي النفس؟

إن العبادة الحقيقية تُقاس بقدر ما تزرعه فيك من خلقٍ كريم، ورحمةٍ بالناس، وكفٍّ عن ظلمهم بالقول أو الفعل.

لقد أدرك عمر بن عبدالعزيز أن اللسان هو مرآة الإيمان، وأن كلمةً واحدة قد تمحو حسنات العمر إن حملت غيبةً أو بهتانًا.

فالمؤمن الحقّ لا يطعن، ولا يغتاب، ولا يفرح بسقوط أحد، لأنه يعلم أن حساب الكلمة عند الله عظيم.

إن أجمل ما يمكن أن يتزيّن به العابد ليس طول الركعات، بل نقاء القلب وحلاوة اللسان، فبهما تزكو الأعمال وتصفو النيات، وبهما يكون الإنسان عبدًا لله في سره وعلنه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى