آداب

اليوم العالمي للغة العربية

بقلم: إبراهيم النعمي

لغتنا العربية هي لغة القرآن الكريم، اختارها الله عزّ وجلّ لتكون وعاءَ رسالته الخالدة، ولسانَ كتابه العظيم، فجاءت معجزةً بيانيةً باقيةً إلى قيام الساعة، تحمل من البلاغة والبيان ما أقام الحُجّة على أفصح العرب، قال تعالى: ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾.

وقد أقرت منظمة الأمم المتحدة الاحتفال بـ اليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، تزامنًا مع اعتماد العربية لغةً رسميةً ضمن اللغات الست المعتمدة في المنظمة، اعترافًا بمكانتها التاريخية والحضارية والثقافية.

وتُعدّ اللغة العربية واحدةً من أكثر لغات العالم انتشارًا، إذ يتحدث بها أكثر من 450 مليون نسمة، فضلًا عن كونها لغة الدين والثقافة والهوية لمئات الملايين من المسلمين في شتى أنحاء الأرض.

نشأت العربية في الجزيرة العربية، ثم انتشرت مع الحضارة الإسلامية، فكانت لغة العلم والفلسفة والأدب لقرون طويلة. وقد عبّر أمير الشعراء أحمد شوقي عن جمالها وفرادتها بقوله:

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا
جعل الجمالَ وسرَّه في الضاد

ويتلألأ جمال اللغة العربية في النثر كما في الشعر، وفي الفنون والآداب، حيث تمتلك قدرةً فريدة على التصوير والتعبير، وثراءً لغويًا لا يُضاهى.

ويظل الشعر العربي من أبهى تجليات هذا الجمال، فمنذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا، ظل الشعر ديوان العرب ومرآة وجدانهم. ومن أبرز شعرائه وأكثرهم شهرةً الشاعر الذي لُقِّب بـ مجنون ليلى، الذي جسّد في شعره أصدق معاني العشق والوفاء، فقال:

لأُبرِئَ أيماني إذا ما لقيتُها
وتعلمُ ليلى أنّني لا أخونُها

كما قال الشاعر السعودي أحمد دهاس:

أنا اللغة العربية أصلٌ وفصل
لغةُ محمدٍ خيرِ الرسل
عن أمجادي لا تسأل
أنا في الجنة لغةُ الكل

وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
“اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب، فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد ﷺ.”

إن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، بل هي هوية وانتماء وتاريخ وحضارة، وحريٌّ بكل إنسان أن يتعرّف عليها، وبكل عربي أن يعتزّ بها، ويحافظ عليها، ويغرس حبها في الأجيال القادمة، فهي لغة الماضي العريق، والحاضر الحي، والمستقبل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى