مناسبات

انطلاق البث الإذاعي من مركز الإنتاج في جازان – 06 يونيو 2014

كتب: حمد دقدقي

في صباحٍ يشبه جازان حين تفتح نافذتها الأولى على البحر، احتفى منسوبو الإذاعة والتلفزيون، ومعهم نخبة من إعلاميي المنطقة، بانطلاقة البث الإذاعي من مقره الجديد؛ انطلاقةٍ لم تكن مجرد صوتٍ يشقّ طريقه في الأثير، بل ذاكرةٌ تنفض عن كتفيها غبار السنين، وتعود لتنبض بالحياة من جديد.

ذلك الصباح لم يكن عاديًا…

كان “الوطن” هو أوّل الحاضرين، يفتح المايكروفون ليقصّ حكاية مركزٍ بدأ بخطواتٍ متواضعة، ثم نهض بثبات حتى صار نافذةً مشرقة تُطلّ منها جازان على المملكة، وصوتًا يحمل نبض الإنسان والمكان معًا.


وبامتنانٍ يشبه ضوء الصباح، قال مدير الإذاعة في المنطقة جماح دغريري:


“يسرّني أن أهدي هذا المنجز الكبير لصاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان، الداعم الأول للإعلام في المنطقة، ولوزير الثقافة والإعلام، ولرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون، ولأسرة الإذاعة بأكملها… فلكل يدٍ شاركت، ولكل صوتٍ صدق في عمله، نصيبٌ من هذا الفرح.”


وفي جولة بين وحدات المركز الجديدة؛ من استديو البث، إلى غرف المونتاج، إلى وحدة الـ Minus المتصلة مباشرة بغرفة التحكم في إذاعة الرياض… وقف مدير فرع الوزارة عمر غالب مدهوشًا بما شاهده من تجهيزاتٍ تُمهّد لمرحلة تليق بجازان، وتُظهر جمالها، وترصد حكاياتها للعابرين بالأثير.


غير أن الاحتفاء لم يكن مناسبةً عابرة…


كان استدعاءً لبداياتٍ بعيدة، يوم كان المركز تحت إدارة الراحل يحيى حكمي رحمه الله؛ يوم كانت الكاميرات تُحمل على الأكتاف، وعدد المصورين لا يتجاوز ثلاثة، يتقدمهم محمد حكمي الذي كان يتنقل بين السهل والجبل والبحر ليحفظ للمكان صورته الأولى.


ومع كل زيارة رسمية، وكل حدثٍ كبير، كانت خطوات المركز تكبر…


حتى جاءت مرحلة عرار خواجي التي شهدت نقلة نوعية؛ مع زيارات المعايدة لوزير الدفاع ونائبه للمرابطين، ومع العربات التقنية القادمة من تلفزيون أبها، ومع الزيارات الملكية التي تركت أثرًا لا يُنسى في مسيرة الإعلام بالمنطقة.


وفي بيت الثقافة، حيث تجتمع الذاكرة بالضوء، صعد جماح دغريري إلى المنصة، ودعا أولئك الذين حملوا المايكروفون يوم كان الصوت وحده هو الوسيلة… رموزًا كتبوا سطور البداية منذ عام 1415هـ:


محمد يحيى الرياني،

محمد اليامي،
مهدي السروري،
علي معتبي…
وغيرهم ممن صنعوا ملامح البث الأول.

كان المشهد كله يقول:


إن جازان لا تُذاع فقط… بل تُروى.


وإن الصوت الذي انطلق من هنا اليوم… ليس بثًا جديدًا، بل وعدٌ جديد بأن تبقى جازان حاضرة، نابضة، وأن يصل صوتها أبعد مما يتخيل الأثير.


واليوم—وبفضل الله—أصبحت جازان واحدةً من أكثر مناطق المملكة حضورًا وتأثيرًا في الخارطة الإعلامية.


رسائل يومية عبر قنوات التلفزيون، ومنصة الإخبارية، وإذاعة هنا العزم…


ومكاتب مراسلين ينتشرون في كل اتجاه:


عبدالله الفيفي،

حسن الغزواني،
زاهر المالكي،
فهد غزواني،
تركي الحربي…
وغيرهم من الأصوات التي حملت جازان للعالم.

لقد أصبحت المنطقة تخاطب العالم يوميًا…


كما لو أنها تقول:


ها أنا جازان…


صوتي واضح، وحضوري ممتد، وحكايتي لا تنتهي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى