جازان حين تصنع التنمية بصمت

كتب حمد دقدقي

منذ 3 أيام

8 دقيقة واحدة

في جنوب الوطن، حيث يلتقي البحر بالجبل، وتتعانق السهول مع السواحل الممتدة، تكتب جازان حكايتها الخاصة في دفتر التنمية…

حكاية لا تعتمد على الضجيج ولا على العناوين الصاخبة، بل على العمل المتواصل الذي يشبه نبض الحياة: هادئًا، صادقًا، وفعّالًا.

وبفضل دعم قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله ومتابعة سمو سيدي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز امير منطقة جازان وسمو نائبة الأمير ناصر بن محمد بن جلوي تخطو جازان نحو مستقبل مختلف، تتغير ملامحها يومًا بعد يوم، وتتسع آفاقها بما يتجاوز ما يراه العابر وما يسمعه المتابع.

مشاريع بنية تحتية، وطرق تتفرع كالشرايين في جسد المدينة، وموانئ تتطور، ومدن صناعية تستيقظ فجراً على حركة إنتاج لا تهدأ. كل ذلك يحدث بصمت، لكن أثره يعلو فوق كل صوت.وفي قلب هذا التحول، برزت رؤية المملكة 2030 كقوة دافعة، أعادت تشكيل المشهد التنموي في المنطقة.

لم يعد الحديث عن جازان يقتصر على خصوبة أراضيها أو جمال جزرها، بل أصبح يشمل قدرتها على أن تكون محطة اقتصادية واعدة، وجاذبة للاستثمار والطاقة والصناعة والسياحة.

هنا، في جازان، يتحول الطموح إلى واقع تدريجي، لا يشعر به إلّا من عاش تفاصيله، وشاهد كيف تغيّرت المدن الصغيرة والقرى الهادئة إلى فضاءات أوسع للخدمات والنمو والحياة.

وتحت مظلة القيادة الحكيمة، أصبح العمل التنموي في المنطقة أقرب إلى ورشة وطنية كبرى:
تعليم يتطور ويستعد لأجيال جديدة.

صحة تعيد توزيع خدماتها وعدالتها. بيئة عمرانية تتزين بمشاريع حدائق وواجهات بحرية ومتنزهات.
بنية اقتصادية تعتمد على التنويع، لا على مورد واحد.

حتى الإنسان في جازان، ذلك الإنسان الصبور الذي اعتاد أن ينهض مهما أثقلته السنوات، يعيش اليوم شعورًا مختلفًا؛ شعور بأن منطقته لم تعد في الهامش، بل في قلب معادلة التطوير الوطني.

فالمستقبل هنا لا يأتي دفعة واحدة، بل يأتي خطوة إثر خطوة… لكنه يأتي بثبات.

جازان التي كانت تُعرف بجمال الطبيعة وحده، أصبحت تُعرف اليوم بجمال الإنجاز أيضًا؛ جازان التي تتحدث قليلًا، وتعمل كثيرًا.

جازان التي لا ترفع صوتها، بل ترفع مستوى خدماتها وبناها ووجهها الحضاري.

وهكذا… تصنع جازان التنمية بصمت، لكنها تترك صدى يمتد بعيدًا، صدى يقول إن العمل الحقيقي ليس ما يُعلن، بل ما يُنجز.