جيل الأمس بالإمكانات البسيطة حقق النجاحات
جيل الأمس بالإمكانات البسيطة حقق النجاحات
واليوم طلابنا يواصلون التميز العودة إلى المدرسة.. «جد واجتهاد»
في الماضي القريب كان الجميع ينتظرون بدء العام الدراسي بالاستعداد له بالمتطلبات التي يحتاجها الطلاب والطالبات من الأدوات المدرسية والملابس على بساطتها، فيتم شراء الأدوات المدرسية من دكاكين القرية قبل انتشار المكتبات كما في يومنا الحاضر، وكانت الأدوات المدرسية ذات نوع واحد فقط يشتريه أولياء الأمور لكل الطلاب والطالبات، وكانت أصنافاً محدودة وتتكون من القلم الرصاص والقلم الجاف والمبراة والممحاة وعلبة الهندسة وعلبة الألوان والدفاتر ذات الأعداد من العشرين والأربعين والستين، وكراسة للرسم، وشنطة بلاستيكية تحمل باليد، توضع فيها هذه الأدوات بالإضافة إلى الكتب المدرسية التي توزع على الطلاب في اليوم الأول من الدراسة، أمّا ملابس الدراسة فقد كانت للأولاد الثوب والشماغ، أمّا للبنات فيكون تفصيل فستان بلون موحد حيث تقوم الأم بشراء القماش فيما يعرض في الدكاكين أو ما تعرضه النساء في بيوتهن للبيع أو مما تحمله المرأة على رأسها في «البقشة» التي تدور بها على البيوت لبيع ما تحتاجه النساء من ملابس وأدوات زينة وعطور وقطع قماش نسائية، فتقوم المرأة بخياطة ثوب ابنتها الطالبة بنفسها أو تذهب بالقماش إلى إحدى الخياطات في البلد لتقوم بخياطة الثوب، ومن ثم تشتري شريطة بيضاء تربط به جدائل البنت «الظفائر» بعد جدلها، كما تشترى «الأبة» وهي قماش زينة يربط حول العنق بعد لبس الثوب.
طالب مستجد
وفي اليوم الأول تشهد مدارس البنين حضور ولي أمر الطالب المستجد مع ابنه لتسجيله في المدرسة، حيث يذهب به إلى المدير حاملاً «معروضاً» يطلب فيه قبول ابنه ضمن المستجدين للدراسة ويحمل توقيعه، ويصاحب ذلك بكاء الطفل وخوفه من البيئة المدرسية الجديدة عليه، وكذلك بالنسبة إلى الطالبة المستجدة التي ترافقها والدتها إلى المدرسة في اليوم الأول أيضاً وتحمل معروض طلب قبول الطالبة ضمن المستجدات في المدرسة موقعاً من ولي أمر الطالبة.
وفي وقتنا الحاضر ومع تقدم الزمن وتطور التقنية واستخدامها بنطاق واسع في التعليم فقد تغير كل شيء بدءاً من الأدوات المدرسية والأزياء والمناهج وحتى المباني المدرسية ومرافق المدرسة، ليواكب جيل اليوم هذا التطور بتحقيق التميز بالنتائج، والتحصيل العلمي، والإبداع المهاري.
قبول إلكتروني
وكان من يريد إدخال ابنه أو ابنته إلى المدرسة يقوم بزيارة المدرسة في اليوم الأول للدراسة مصطحباً معه الأوراق الثبوتية في ملف «علاّق أخضر» وبرفقته معروضاً مكتوباً بخط اليد فيه طلب قبول ابنه ضمن الطلبة المستجدين في الصف الأول الابتدائي، وكذلك الحال للطالبة، ويتوجه الطالب فوراً إلى صفه ليدرس مباشرة، أمّا في عصرنا الحاضر فقد بات القبول عن طريق الدخول إلى موقع «نور» التابع لوزارة التعليم، حيث يتم التسجيل للطالب وقبوله إلكترونياً في المدرسة القريبة من حيه، بحيث يتوجه إلى المدرسة في اليوم الأول وقد تم قبوله مسبقاً ويستقبل بأسبوع تمهيدي لترغيبه في المدرسة، وبدأت وزارة التعليم بتطبيق برنامج الأسبوع التمهيدي لطلاب الصف الأول منذ العام الدراسي 1423- 1424هـ، وطبق لأول مرة قبل بدء الدراسة أيام الاثنين، والثلاثاء، والأربعاء، واستكمل يومي السبت والأحد في الأسبوع الدراسي الأول، ويبدأ تطبيقه في اليوم الأول الساعة التاسعة، وفي كل يوم يبكر بنصف ساعة، ويتأخر نصف ساعة أو ساعتين في الأسبوع الدراسي الأول، ومن أهدافه مساعدة الطالب على تكوين اتجاه نفسي إيجابي نحو المدرسة وتحبيبه لها، وتيسير انتقاله الآمن من بيئة البيت إلى بيئة المدرسة، وكذلك التعرف على مشكلاته مبكراً لحلها، والتعرف على أسرته، وتوزيع الطلاب على الصفوف وفق معايير تربوية، وهذا البرنامج مثالي في فقراته المنوعة الكثيرة.
محلات متخصصة
وطال الأدوات المدرسة التغيير كما طال الكثير من مناحي التعليم، ففي السابق كانت الأدوات المدرسية بسيطة ومحدودة ويتشابه الطلاب في اقتنائها، فالمعروض في دكاكين البلدة هو صنف واحد يشتريه الجميع، ومع تقدم الزمن وفتح باب الاستيراد وافتتاح محلات متخصصة في بيع الأدوات المدرسية تحت مسمى «مكتبة» أو «قرطاسية»، وعرف الطلاب أنواعاً جديدة من الأدوات المدرسية المتنوعة بحيث أصبح لكل صنف معروضات متعددة مثل المسطرة التي باتت تباع بأطوال مختلفة وبصناعات متعددة من الحديد والخشب والبلاستيك والألومنيوم، وكذلك الأقلام والشنط التي باتت بعجلات تسحب أو تعلق على ظهر الطالب، وكذلك الحال للدفاتر وبقية الأدوات التي باتت تحير من يريد الشراء وباتت أسعارها مختلفة، فالبعض منها بسعر متوسط والآخر بأسعار غالية الثمن حسب الجودة والحداثة، وكانت أسعار الأدوات المدرسية في السابق رخيصة الثمن نظراً لمحدودية المعروض منها، أمّا في عصرنا الحاضر فقد باتت مرهقة مالياً للعديد من الأسر التي يوجد بها أكثر من طالب وطالبة.
مناهج مطورة
وفي السنوات القليلة الماضية شهدت المناهج التطوير، حيث تم إضافة العديد من المواد الدراسية مثل: مادة «التربية الوطنية» ومادة الحاسب الآلي، وكذلك إدخال اللغة الإنجليزية إلى الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، ومادة «المهارات الحياتية» ومادة «التربية الرياضية» في مدارس البنات، كما تم إضافة كتب النشاط لعدد من المواد الدراسة أغنت عن حمل دفاتر الواجبات المدرسية، وكذلك فصل المنهج إلى فصلين دراسيين بحيث يطبع لكل فصل دراسي كتاب، ومن ثم ثلاثة كتب بعد تحويل الدراسة إلى ثلاثة فصول في السنة الدراسية، كما تم دمج الصفوف الأولية مع فصول الطفولة المبكرة في مدارس البنات تشمل دمج رياض الأطفال مع الصفوف الأولية -أول وثاني وثالث ابتدائي-، وإسناد تدريسها لمعلمات مؤهلات، وذلك لأهمية هذه المرحلة في تكوين شخصية الطفل واستعداداته واتجاهاته.
تواصل اجتماعي
وكان التواصل بين المدرسة والبيت يتم قديماً عن طريق المكاتبات، بحيث يتم كتابة خطاب رسمي ويرسل مع الطالب إلى ولي أمره لضرورة حضوره إلى المدرسة في أي شأن يخص الطالب، كاطلاع ولي أمر الطالب على سلوك ابنه أو تأخر حضوره إلى المدرسة وغيابه، أو دعوة ولي أمر الطالب إلى حضور الجمعية العمومية للآباء والمعلمين أو حضور حفل مدرسي، وبعد انتشار التقنية وظهور برامج التواصل الاجتماعي بات التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور سهلاً وميسراً وذلك عن طريق إنشاء مجموعة «واتساب» تضم جميع أولياء أمور الطلبة أو الطالبات من أجل إرسال ما تشاء المدرسة من تعليمات، ومن أنواع رسائل الواتساب الممكن إرسالها رسائل القبول أو الرفض، وهي رسائل ترسلها المدرسة لتطلب من ولي الأمر الموافقة أو الرفض على بعض الشؤون المتعلقة بالطالب بدلاً من طلب توقيعه ورقياً، مثل مشاركة الطالب في الفعاليات المدرسية وغيرها، حيث يمكّن التطبيق ولي الأمر من إبلاغ المدرسة بموافقته أو رفضه عبر كلمة واحدة «قبول أو رفض»، وكذلك رسائل تأكيد الاطلاع، إذ يسمح البرنامج لولي الأمر تلقي رسائل واتساب تطلب فيها المدرسة منه تأكيد اطلاعه عليها من خلال كتابة ملاحظة نهاية الرسالة «الرجاء الرد بـ تم الاطلاع»، وتفيد هذه النوعية من الرسائل في الأمور التي تحتاج فيها المدرسة إلى التأكد من أن ولي الأمر قد اطلع على محتواها، مثل تغيير مواعيد الحضور والانصراف، أو التغييرات التي تطرأ على الجداول الدراسية، ورسائل الحالات الطارئة، التي تنبه أولياء الأمر بشكل جماعي في الحالات الطارئة، إضافةً إلى متابعة تقييم الطالب بشكل مستمر، حيث يرغب أولياء الأمور بالاطلاع بشكل مستمر على حالة أبنائهم الدراسية وتقييماتهم مما يمكن المدرسة من اطلاع أولياء أمور الطلاب بوضع أبنائهم وتطورهم الدراسي.
استعلام النتائج
وبات تواصل ولي أمر الطالب مع المدرسة للاطلاع على نتيجة ابنه في نهاية كل فصل دراسي أو في نهاية العام واستلام شهادة النجاح أو إشعار الرسوب يتم عن طريق زيارة موقع وزارة التعليم «نور»، الذي سهّل الحصول على النتيجة في آخر يوم من أيام الاختبارات بدلاً من الحضور إلى المدرسة، حيث يوفر نظام نور الإلكتروني التابع لوزارة التعليم خدمة الاستعلام عن النتائج عبر الإنترنت، وذلك باستخدام رقم الهوية الوطنية للطالب وبخطوات سهلة للاستعلام عن نتائج الطلاب في نظام نور، حيث يتم الدخول إلى نظام نور الإلكتروني باختيار تسجيل الدخول عبر بوابة النفاذ الوطني الموحد، وإدخال جميع البيانات المطلوبة لتسجيل الدخول، بما في ذلك رقم الهوية الوطنية وكلمة المرور ومن ثم النقر على خدمة «الإشعار بالدرجات»، وإدخال رقم الهوية الوطنية للطالب والانتظار لبضع لحظات حتى تظهر النتيجة.
طلاب الماضي في الطابور الصباحي بالمدرسة
تسليم الكُتب في الأسبوع الأول
المكتبات وفّرت الأدوات للطلاب بشكل متنوع
مادة الحساب في الماضي
الواتساب تقنية سهّلت التواصل بين المدرسة والمنزل
جيل الأمس بالإمكانات البسيطة حقق النجاحات
إعداد: حمود الضويحي