حاكم الشارقة يطلق الأجزاء الثمانية الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»
الشارقة: «الشرق الأوسط»/الجمعة - 20 شهر ربيع الأول 1442 هـ - 06 نوفمبر 2020 م
أطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى في الإمارات حاكم الشارقة، المجلدات الأولى من «المعجم التاريخي للغة العربية»؛ وهو مشروع يؤرخُ مفردات لغة الضاد وتحولات استخدامها عبر 17 قرناً منذ عصر ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر.
وقال الشيخ الدكتور سلطان القاسمي «إن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية كان حلماً يراودني منذ زمنٍ بعيد، وازداد حرصي على دعمه وإخراجه لما علمت أن المحاولات السابقة جانبَها التوفيقُ لأسبابٍ متعددة»، مشيراً إلى أن المعجم العظيم الذي يؤرخُ لألفاظِ العربية منذُ العصرِ الجاهلي الذي سَبَقَ بُزوغَ شمسِ الإسلام، مُروراً بالعصرِ الأموي فالعباسي فَعَصْرِ الدولِ والإمارات ووُصولاً إلى العصرِ الحديث.
وجاء إطلاق المعجم خلال حفل أقامه حاكم الشارقة أمس في مدينة خورفكان بحضور عدد من رؤساء مجامع اللغة العربية، وكبار علماء اللغة العربية والفقهاء في العالم العربي.
وبالعودة إلى الشيخ سلطان القاسمي الذي قال «سيكونُ المعجمُ التاريخي للغة العربية المرجعَ الأكبرَ والموردَ الأعظمَ الذي يعودُ إليه المثقفون والمتخصصون في جميعِ المجالات، ويعودُ إليه طلابُ الجامعات والأكاديميون، والشعراءُ والأدباءُ، وكل مَنْ يَهْوى هذهِ اللغة العظيمة، وإني مُؤمنٌ بأن هذا المعجمَ لا يشرحُ الألفاظَ ولا يُعرفُ بدلالاتِ الكلماتِ ويُعطي تواريخَ استعمالها فقط، وإنما يحفظُ تاريخَ الأمة من الاندثار».
وأضاف «سيَصونُ المعجم حضارة اللغة العربية من الزوال، ويُخلدُ مآثرَ العرب وأيامَهُم، ويُحافظُ على الذاكرة العربية من أقصى الجزيرة العربية شرقا إلى المحيطِ الأطلسي غربا، ويؤرخُ للنصوص والأشعار، ويُثبِتُ الأخبارَ والأقوالَ التي نطقَ بها المسلمون وهم في بلادهم وراء النهرين وأقاصي آسيا، ويحفظ تاريخَ أفريقية المسلمة التي عُنِي أصحابُها بالفقه المالكي وعلوم اللغة ومتونها».
وتُؤرخُ الأجزاء الثمانية الأولى التي تم الكشف عنها لتاريخ المفردات التي تبدأ بحرفي الهمزة والباء، وجاءت في ثمانية مجلدات تعرض تطور وتحول معاني المفردات ودلالات استخدامها عبر العصور؛ بدءاً من عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي من 1 إلى 132 هجري، مروراً بالعصر العباسي من 133 إلى 656 هجري، والدول والإمارات من 657 إلى 1213 هـجري، وصولاً إلى العصر الحديث من 1214 هجري حتى اليوم.
ويشارك في إنجاز المعجم، الذي يشرف عليه اتحاد المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة، عشرة مجامع عربية، ويتولى مجمع اللغة العربية في الشارقة إدارة لجنته التنفيذية، ويستند المعجم في إنجازه على قاعدة بيانات تم جمعها وأتمتتها ووضع منهجيات وأنظمة الرجوع إليها خلال الأعوام الثلاثة الماضية لتضم اليوم قرابة 20 ألف كتاب ومصدر ووثيقة تاريخية باللغة العربية منها نقوش وآثار يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الإسلام.
ويشكل المعجم، إلى جانب أنه يبحث ويوثق لمفردات اللغة العربية، مكتبة إلكترونية ضخمة مكونة من أمهات كتب اللغة والأدب والشعر والفلسفة والمعارف العلمية المتنوعة تمكن الباحثين والقراء بعد الانتهاء من مراحل إعداده كاملة، الوصول إلى آلاف الكتب والمصادر والوثائق يُعرض بعضها إلكترونياً للمرة الأولى في تاريخ المحتوى المعرفي العربي.
ويختص المعجم بتوضيح عدد من المعلومات الرئيسة هي تاريخ الألفاظ العربية؛ حيث يبحث عن تاريخ الكلمة من حيث جذرها، ويبحث عن جميع الألفاظ المشتقة منها وتقلباتها الصوتية، ويقوم بتتبع تاريخ الكلمة الواحدة ورصد المستعمل الأول لها منذ الجاهلية إلى العصر الحديث مركزا على الاستعمال الحي للغة، أي أنه يختلف عن سائر المعاجم السابقة أنه يستشهد بالنصوص الحية قرآنا وحديثا وشعرا وخطبا ورسائل وغيرها.