مقالات

حين تبوح الجبال … حكاية البُن الجازاني

كتب حمد دقدقي

في جازان … حيث تنحني الجبال بخشوعٍ للغيم، وحيث تعانق الشمس سفوح البُن كل صباح، تولد حكايةٌ لا تشبه أي حكاية؛ حكايةٌ كتبتها الطبيعة بيدٍ من ضوء، ويدٍ من صبر، وقلوبٍ امتهنت العطاء منذ قرون.

هنا، في أعالي جبال الدائر وفيفا والريث يفي جازان… حيث تنحني الجبال بخشوعٍ للغيم، وحيث تعانق الشمس سفوح البُن كل صباح، تولد حكايةٌ لا تشبه أي حكاية؛ حكايةٌ كتبتها الطبيعة بيدٍ من ضوء، ويدٍ من صبر، وقلوبٍ امتهنت العطاء منذ قرون.

هنا، في أعالي جبال الريث والداير وفيفا وبني مالك، يقف البُن الجازاني مثل فارسٍ منسيّ، لكن عطوره لا تنسى، وشذاه يعرف طريقه إلى الذاكرة قبل الفنجان.

إرثٌ تاريخي وثقافي

لم تكن زراعة البُن في جازان مجرد مهنة، بل كانت ولا تزال إرثًا متوارثًا، له جذوره في التاريخ، وامتداداته في الوجدان. كل شجرة بُن هنا تشبه سيرة رجلٍ حكيم؛ تبدأ صغيرة، وتكبر بالحنوّ، وتثمر بالصبر، وتورث أبناءها قيمة الأرض وكرامة اليد.

يقول أهل الجبال

“من أراد أن يعرف معنى الصبر، فليزرع بُنًا… ومن أراد أن يتذوق معنى الحياة، فليشربه.”

رمزٌ للكرم والضيافة

البُن في جازان ليس مجرد محصول؛ إنه بصمة هوية، وراية كرمٍ تعلّقها كل أسرة أمام ضيوفها.

فالفنجان الجازاني لا يقدم للقهوة فحسب، بل يقدم النوايا الطيبة، والود، والمكانة؛ فهو عنوان البيوت الرفيعة، ودليل الاعتزاز بإرثٍ لا يُشترى.

أرقام تتحدث… وأرض تعطي

أكثر من 1,300 مزرعة بُن تتناثر على قمم جبال جازان، بعضها ورثته الأسر جيلاً بعد جيل.

أكثر من 1,000,000 شجرة بُن تزيّن سفوح الجبال، صارت اليوم جزءًا من المشهد الثقافي والطبيعي للمنطقة.

حين تبوح الجبال … حكاية البُن الجازاني

إنتاج يتجاوز 2,000 طن سنويًا من البن الخولاني الذي عُرف بنقاوته وفرادته.

كل شجرة بُن هنا تحكي قصة

قصة فلاحٍ استيقظ قبل الفجر… وقصة سحابةٍ مرّت كأنها سلام… وقصة فنجانٍ ولد من ترابٍ ومطر.

البُن… حين يصبح نشيدًا للمكان

ليس غريبًا أن يتحول البُن الجازاني إلى رمز وطني، وصورة تتصدر المهرجانات والفعاليات، لأنه ببساطة ليس منتجًا زراعيًا فقط؛ إنه حكاية مكان، وذاكرة إنسان، وأغنيةٌ تغنيها الجبال كل صباح.

وكلما نظرتَ إلى تلك المزارع التي تتوغل بين الصخور، أدركتَ أن البُن هنا لم يأتِ صدفة؛ بل جاء بعرق الرجال، وصبر النساء، وإيمان أجيالٍ بأن ما يُزرع بالحب… يثمر بالاعتزازقف البُن الجازاني مثل فارسٍ منسيّ، لكن عطوره لا تنسى، وشذاه يعرف طريقه إلى الذاكرة قبل الفنجان.

إرثٌ تاريخي وثقافي

حين تبوح الجبال … حكاية البُن الجازاني

لم تكن زراعة البُن في جازان مجرد مهنة، بل كانت ولا تزال إرثًا متوارثًا، له جذوره في التاريخ، وامتداداته في الوجدان. كل شجرة بُن هنا تشبه سيرة رجلٍ حكيم؛ تبدأ صغيرة، وتكبر بالحنوّ، وتثمر بالصبر، وتورث أبناءها قيمة الأرض وكرامة اليد.

يقول أهل الجبال:

“من أراد أن يعرف معنى الصبر، فليزرع بُنًا… ومن أراد أن يتذوق معنى الحياة، فليشربه.”

رمزٌ للكرم والضيافة

البُن في جازان ليس مجرد محصول؛ إنه بصمة هوية، وراية كرمٍ تعلّقها كل أسرة أمام ضيوفها.

فالفنجان الجازاني لا يقدم للقهوة فحسب، بل يقدم النوايا الطيبة، والود، والمكانة؛ فهو عنوان البيوت الرفيعة، ودليل الاعتزاز بإرثٍ لا يُشترى.أرقام تتحدث… وأرض تعطي أكثر من 1,300 مزرعة بُن تتناثر على قمم جبال جازان، بعضها ورثته الأسر جيلاً بعد جيل.

أكثر من 1,000,000 شجرة بُن تزيّن سفوح الجبال، صارت اليوم جزءًا من المشهد الثقافي والطبيعي للمنطقة.


إنتاج يتجاوز 2,000 طن سنويًا من البن الخولاني الذي عُرف بنقاوته وفرادته.

كل شجرة بُن هنا تحكي قصة:

قصة فلاحٍ استيقظ قبل الفجر… وقصة سحابةٍ مرّت كأنها سلام… وقصة فنجانٍ ولد من ترابٍ ومطر.

البُن… حين يصبح نشيدًا للمكان

حين تبوح الجبال … حكاية البُن الجازاني

ليس غريبًا أن يتحول البُن الجازاني إلى رمز وطني، وصورة تتصدر المهرجانات والفعاليات، لأنه ببساطة ليس منتجًا زراعيًا فقط؛ إنه حكاية مكان، وذاكرة إنسان، وأغنيةٌ تغنيها الجبال كل صباح.

وكلما نظرتَ إلى تلك المزارع التي تتوغل بين الصخور، أدركتَ أن البُن هنا لم يأتِ صدفة؛ بل جاء بعرق الرجال، وصبر النساء، وإيمان أجيالٍ بأن ما يُزرع بالحب… يثمر بالاعتزاز.

حين تبوح الجبال … حكاية البُن الجازاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى