مقالات

حين يأكل النقص قلب الإنسان

بقلم: إبراهيم النعمي

النفس التي أنهكها الشعور بالنقص، لا تسعى إلى الترميم، بل تتجه نحو التهديم.

لا تبني ذاتها، بل تهدم من حولها، ظنًا أن حطام الآخرين يُعلي من قدرها.

الناقص لا يُضيء بنوره، بل يظن أن انطفاء غيره كفيل بإشعاله.

هو لا يُكمل عجزه بالتطور، بل يلفّه برداءٍ من الأذى، فيُخفي تشقّقاته بدموع من أسقطهم.

وحين تعجز الروح عن مداواة شروخها، تجرّ الشروخ للقلوب من حولها…

فالهروب من مرآة الذات، يجعل المرء يحطم كل مرآة تشبهه.

من لم يجد في نفسه كمالًا، سيظل يبحث فيك عن نقص،

ليس لأنه يراك ناقصًا…

بل لأنه لا يحتمل أن يراك كاملًا.

فالذي يؤذيك ليس القوي، بل المكسور من الداخل، الذي يظن أن كسر الآخرين يُعيد التوازن لروحه المختلّة.

ومن صور هذا الإيذاء:

الانتقاد الجارح، السخرية، التنمّر، التقليل من الإنجازات، التلاعب بالمشاعر، التجاهل المقصود، العزل، أو بثّ السمعة السيئة ولِمَ يفعل كل هذا؟

إلا لأنه حين لم يجد في قلبه نورًا… قرر أن يطفئ مصابيح الآخرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى