مقالات

ذكريات العيد قديمًا

بقلم : إبراهيم النعمي

ذكريات العيد قديمًا

في صغرنا كانت لنا ذكريات ما نسيناها  وخصوصًا الأعياد في عهد  الطفولة كانت  لنا ذكريات  ليلة العيد ما زالت في وجداني وخاطري وفي بالي لم انساها.

عندما كنّا صغارًا كنا  نترقب وصول العيد لنفرح ونسعد بالملابس الجميلة والجديدة والتي كان يشتريها لنا والدنا يرحمه الله من سوق السبت الإسبوعي في مدينة بيش والتي كانت تسمى في ذلك الزمن (أم الخشب).

كنا ننام مبكرًا لأنه في ذلك الوقت لاتوجد ملهيات ومغريات وألعابًا إلكترونية أو حدائق أو غيرها  وكنا نصحو قبل الفجر نغتسل بالماء والذي  يجلبه لنا أبي يرحمه الله من البئر الوحيدة في طرف القرية  وكان يملأ الجرار وبعض السطولة من الماء.

ونشعر بالفرح والسرور والسعادة ونحن نلبس الملابس الجديدة  من الثياب الجاهزة  وبعضهم يلبس الملابس الشعبية مثل المصنف والسميج (القميص).

وقديمًا  لايوجد حلاقين للشعر مثل المتواجدين  في هذا الوقت بل كانوا يقصون لنا  الشعر في المنزل  وكانت الموضة نقول لها توله.

 و بعضهم يضع على رأسه العصايب والمكونة من الأشجار العطرية مثل البعيثران والواله وغيرها.

 وبعضهم يضع  على بطنه حزام وفي وسطه سكينة والجنبية وكانت في ذلك الوقت شعار للرجولة.

وكنا نخرج إلى مصلى العيد والذي يقع خارج القرية في الوادي أو الصحراء ونصلي ونستمع إلى الخطيب  وبعدها يقوم الجميع بالسلام بعضهم على بعض .

وكان الأطفال الصغار يلعبون بالطراطيع وكنا نسميه (الشحات ).

مصدر الصور الأنترنت

وبعدها نعود إلى المنازل ووكانت أمهاتنا يرحمهن الله يعددن طعام الإفطار من الأكلات الشعبية المتوفرة في ذلك الزمن مثل الخمير والحيسية والمرسة والقليل من الرز  والعصيد وكنا نجتمع في بيت أحد الجيران .

مصدر الصور الأنترنت

و  بعدها تبدأ الزيارات نزور الأهل والجيران والأعمال والخوال والأجداد وهكذا.

مصدر الصور الأنترنت

وكانوا يعطوننا بعض الحلويات المتوفرة في ذلك الزمن مثل المشبك وأصابع الحلوى وكانت المشروبات في ذلك الزمن الشاهي  والقهوة.

مصدر الصور الأنترنت

وفي عصر العيد كنا نخرج إلى الميدان لمشاهدة الرقص الشعبي مثل الزلاف  والعرضة والسيف والعزاوي  والدمة وغيرها  والبعض منا كان يشارك في الرقص مع الرجال الكبار حتى غروب الشمس وعندها نتصرف إلى بيوتنا.

هذه بعضًا من ذكريات العيد قديمًا .

 

بقلم إبراهيم النعمي
ذكريات العيد قديمًا

‫2 تعليقات

  1. عزيزي الأستاذ إبراهيم النعمي :
    تجربتك في وصف ذكريات العيد قديما بمثابة رحلة عبر الزمن مفعمة بالمشاعر والحنين ، تلك اللحظات التي جمعت بين الفرح والبراءة في الطفولة تحمل في طياتها قيما وأحاسيس تستحق الالتفات والتقدير.

    فقد وصفت بعذوبة شوقكم للعيد، وتفاصيل استعداده، بدءا من شراء الملابس الجديدة إلى الاحتفال الذي كان يتميز بجو من الألفة والمحبة ، إلى ذكرياتك عن الذهاب إلى مصلى العيد والصلاة، ومقابلة الجيران التي تعكس روح التضامن الاجتماعي التي كانت ترسم ملامح المجتمع السعودي في ذلك الحين.

    كما أن إشارتك إلى الأطعمة الشعبية والاحتفالات المختلفة، مثل الرقصات الشعبية وعادات تبادل الحلوى، تعكس تنوع الثقافة والتراث ، وتجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من تلك اللحظات السعيدة.

    نحن مدينون لذكرياتنا بمسؤولية الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة، كي نشعرهم بروح الأعياد كما عشناها ، وبالتالي
    فهذه الذكريات تعكس أهمية الروابط العائلية، وتقدير الذكريات والتراث، وضرورة الحفاظ على القيم التقليدية في ظل الحياة العصرية ، شكري وتقديري لك ، كل عام أنتم بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى