أخبارنادين ودنيا

زيادة الإيمان بالله تجلب الحفظ والرعاية

جريدة الرياض

زيادة الإيمان بالله تجلب الحفظ والرعاية

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي – في خطبة الجمعة – إن المقصود من إيجاد الخلق، عبادة

الخالق، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله وكلما زادت معرفة العبد بربه، زاد إيمانه، وأحبه وأطاعه، وابتعد عن معصيته ومخالفة

أمره، ومن أسماء الله تعالى الحسنى، وصفاته العلى: المتعال العلي الْأَعلى، قال جل جلاله عن نفسه “عَالِمُ الْغَيْبِ

وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ”، وقال سبحانه: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ”،

وقال جلّ في علاه: “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”.

وأوضح أن هذه هي المعية العامة، لجميع الخلق، وأما المعية الخاصة، فهي معيَّته تعالى لرسله وأنبيائه، والصالحين من

عباده، بالنصر والتأييد، والمحبة والتوفيق، والهداية والإرشاد، والحفظ والرعاية، والتسديد والإعانة، فموسى وهارون عليهما

السلام، لما أمرهما الله تعالى بدعوة فرعون، “قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَى، قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ

وَأَرَى”، أي: إنني معكما بحفظي، ونصري وتأييدي، فاطمأن قلباهما، بوعد ربهما.

وأضاف أن دأب الصالحين من المؤمنين والمؤمنات، الالتجاء إلى الله، وتفويض الأمور إليه، واستشعار قربه، واصطحاب الأنس

بلطفه ورحمته، ففي صحيح البخاري، في قصة هاجر زوج إبراهيم عليه السلام، عندما وضعها الخليل في صحراء جرداء، لا زرع

فيها ولا ماء، ولا أنيس ولا جليس، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الموضع، ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك

مراراً، وهو لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذاً لا يضيعنا.

وأوضح أن للصبر شأناً عظيماً، ومنزلة رفيعة، أمر الله عباده أن يكونوا من الصابرين، ونوّه بمعيته لهم، “وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ

الصَّابِرِينَ”، فبالصبر يقوم العبد بالطاعة، ويجتنب المعصية، ويُعَانُ على الأقدار المؤلمة، “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ

حِسَابٍ”، وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: “وَجَدْنَا خَيْرَ عَيْشِنَا بِالصَّبْرِ”، ويوم القيامة، تحيي الملائكة المؤمنين الصابرين في الجنة،

فيقولون: “سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”، فالله سبحانه مع الصابرين، والمتقين المحسنين، الذين أحسنوا في

عبادتهم للخالق، بتوحيده وإخلاص العبادة له، وأحسنوا في معاملتهم للمخلوقين، فأحب الناس إلى الله، أنفعهم لعباده، فمن

جمع بين هاتين الحسنيين، فليبشر بمعية الله له، ونصره وتأييده، والتوفيق له في الدنيا، والنعيم المقيم في الأخرى، “إِنَّ اللَّهَ

مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى