دين ودنيا

زينة العقل والــعجلة

حسن مفرح الفيفي

زينة العقل والــعجلة

قال الله سبحانه وتعالى:

“خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ” {الأنبياء: 37 }

أي رُكّب على العجلة فخلق عجولا؛ كما قال تعالى:

“للَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْف” { الروم: 54 }،

أي خلق الإنسان ضعيفا، فطبع الإنسان العجلة

فيستعجل كثيرا من الأشياء وإن كانت مضرة،

والمراد بالإنسان قيل: آدم عليه السلام، وقيل المراد بالإنسان الناس كلهم.

وهل زلات اللسان وسقطاته وكثير من الحوادث إلا بسبب العجلة.

ويقال خفيف عقل والخفة هنا قد تكون بحركة سريعة غير منضبطة،

أو بكلام غير موزون مضطرب،

أو رفع صوت وكلاهما غير محمود.

ويقال على الطرف الآخر ذو عقل رزين.

صاحب من الناس كبار العقول

واترك أهل الجهل ذوو الفضول

وقال أبو العتاهية متوفى 211هـ

لكل شَيْءٍ زِيْنـَةٌ فيِ الـوَرَى

وَزِيِنَـةُ المَرْءِ تَمَــامُ الأَدَبِ

والرزانة هي: التثبت والتأني والروية والاعتدال حتى في المشي.

ومن رأيته يستعجل في صلاته ارتفاعا وانخفاضا هل تظن انه عاقل؟!

“وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا”

ومن احسن الصفات الحلم والأناة،

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله ﷺ لأشج عبد القيس:

“إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة” رواه مسلم.

و يستعجل الناس في كثير من امورهم

حتى في جمع المال فيجمعونه من غير حِلّه،

تهريب أو مخدرات أو رشوة

وهذا هو السحت وإن دعو أنّى يستجاب لهم.

والعجلة المحمودة هي في الخير

قط، قال الله سبحانه وتعالى:

“وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

والمسارعة في فعل الخير كالعبادة ومنفعة الناس

والصدقة والإصلاح بين الناس هي التي يستحب العجلة فيها.

ولماذا تستحب العجلة في فعل ذلك؟

الجواب :لأننا لانملك الوقت والعمر..

والله من وراء القصد.

زينة العقل والــعجلة

دين ودنيا

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى