سعادة اللواء طيار ركن متقاعد: عبدالله بن غانم القحطاني
بالبداية نرحب بكم في برنامجنا “ضيف الرأي”
وضيفنا لهذا اليوم هو اللواء الطيار الركن المتقاعد:
عبدالله بن غانم القحطاني،
الكاتب في صحيفة الرأي.
س/ نطلب منك ضيفنا العزيز أن تحدثنا عن (الحالة الاجتماعية – عدد الأبناء؟
ج/ لدي بفضل الله إبنتين وأربعة أولاد، وقبل خمسة
أشهر رزقنا الله بحفيدين توأم، نورة وعبدالله أبناء منصور.
س/ ما أبرز المواقف والذكريات التي حصلت لك في طفولتك وما زلت تتذكرها؟
ج/ الذكريات كثيرة ويصعب حصرها ولكن لا زلت أتذكر بساطة وجمال منزلنا المبني من الطين والمكون من أربع غرف وكيف كانت الحياة فيه سعيدة رغم ضيق المكان مقارنة بوقتنا الحاضر.
أما أجمل الذكريات فهي عن المهرجانات المدرسية السنوية بمدرسة عبدالله بن رواحة وما يتخللها من فعاليات.
س/ كيف التحقت بالقوات الجوية؟
ج/ حين كنت بالصف الثاني، بمتوسطة حي الشفاء بالرياض، وفي ضحى كل يوم بفترات الفسحة الطويلة يحلق أمامنا تشكيل من طائرات “سترايك ماستر” على ارتفاع منخفض، تساءلت عن هذا التشكيل وسبب دخوله من جنوب الرياض باتجاه الشمال، وعلمت بالقراءة انها طائرات التدريب بكلية الملك فيصل الجوية، وأن طاقمها مكون من مدرب طيران وطالب طيران متدرب، وأن الثانوية العامة هي المؤهل المطلوب لدخول الكلية والتخرج منها، حينها وضعت دخول الكلية هدف ثابت أمامي، ولم يتغير حتى تحقق ذلك بعون الله وتوفيقه.
وقبل ذلك بسنوات من المهم الإشارة إلى أنني تعثرت في دراستي بالصف الأول بمتوسطة طريب وضاع من الزمن والعمر سنتين دراسيتين أحداهما بسبب إخفاق دراسي مباشر والأخرى نتيجة لهروب من الدراسة والمدرسة!، لكن الله عوضني بالتفوق الدراسي في الرياض في كنف أعمامي فأكملت المتوسطة بتميز ثم أنهيت المرحلة الثانوية في أقل من عامين بثانوية اليرموك الشاملة، التي كانت تجربة تعليمية فريدة بالمملكة تشبه المرحلة الجامعية
حيث تعطي الطالب حرية إختيار النجاح أو الفشل بنفسه دون تدخل من أحد!، كانت فعلاً تجربة جريئة حينذاك في ثلاث مناطق، بالرياض ثانوية (اليرموك) وبالدمام (القادسية) وفي جدة (بدر)؛ وقد أجاد في وصفها بجريدة الجزيرة عبدالله بن عبدالعزيز السلوم نقلا عن صاحبه الذي ينصح ابنه الملتحق بثانوية اليرموك الشاملة، فيقول له:
يابني (المدرسة ليس على بابها حارس، وليس بها جرس يذكِّرك ببدء الحصّة وانتهائها، ولا مراقب يراقب دخول الطلاب وخروجهم منها، بل الطالب هو الذي يسيِّر نفسه،
ويختار موادّه التي تعضد تخصصه، ويختار أوقات حضوره وانصرافه وفق ما يتناسب مع ظروفه).
س/ ماهي الروابط بين ماضيك وحاضرك؟
ج/ نحن جيل المتغيرات الكبرى والغير متوقعة، ومهم ربط الماضي البسيط بالحاضر المتقدم، أو على الأقل مقارنة الماضي بصعوباته وفقرة مع الحاضر المتطور ورفاهيته. جيل من أبناء لفلاحين أنا ضمنهم ولدتهم امهاتهم إما نهاراً بطرف المزرعة وإما ليلاً بغرفة متهالكة وسراج نصف زجاجته سوداء ولا يوجد معها الا الله. ترعرعنا بوسط مجتمعي أمي بأكمله وبعد سنوات قليلة يتعلم هذا الوليد، وبعد عشر سنوات إذا بنفس هذا الطالب يقود الطائرة بنفسه! أو يقود فريقاً طبياً متخصصاً أو يتبوأ قيادة لواء عسكري أو يدير منظمة وطنية اقتصادية أو عامة بالدولة. هل يمكن ربط الماضي البدائي بالحاضر الرقمي؟ نعم يمكن إذاما علمنا أن بريطانيا كانت تستعمر أمريكا افأصبحت الثانية سيدة الأولى.
س/ لماذا اتجهت للإعلام بعد التقاعد؟
ج/ بداية أود أن أوضح أنني لست إعلامياً ولا أتمنى ذلك، لأنني وببساطة لست إعلامياً، بينما الحقيقة أنني أحمل رؤية وفكر خاص ورأي كحصيلة للتدريب والتعليم والإدارة والقيادة من واقع حياتي العملية بالقوات الجوية، حيث نفذت مع زملائي منذ كنت نقيباً عدة أعمال تتعلق بالمعرفة والمعلومات التخصصية حول التهديدات المعادية وتقديمها وجهاً لوجه للقيادات علىمستوى القوات المسلحة وكذلك في مهام التدريب والدورات. وبعد التأهيل الطويل الذي هيئته وخططته القوات الجوية المُهابة وبناء سجل خدمة أفخر به لم أصنعه بنفسي بل قواتي الجوية وزملائي هم من فعلوا ذلك أنعمت عليّ قواتي المعطاءة عام١٤٣٧هجرية بالتقاعد الذي هو أمنية العقلاء ومطلب المُجدّين،
وبعد ذلك مباشرة ونظراً للظروف القائمة استغليت قنوات الإعلام المختلفة لإيصال رسائل وطنية واضحة هدفها الدفاع عن مواقف بلادنا وقيادتها والذود عن ثوابتها. وكانت البداية في ظل هجوم سياسي وإعلامي ونفسي شرس على المملكة بشكل عام وخاصةً في أعقاب حادثة خاشقجي، التي كانت مناصعب المراحل التي تطلبت الصمود والدفاع بالصوت والصورة والقلم من خلال مواطنين عاديين غير رسميين لأنهم غير مقيدين ولا يعبرون عن غير رأيهم، وقد إنبرى وبقوة ثلة من العسكريين المتقاعدين الأوفياء مع غيرهم من المخلصين المدنيين دفاعاً عن المملكة ضد تلك الحملات القوية التي غذّتها تركيا ومولتها قطر ونفذتها جهات صهيونية وإخوانية وصفوية، وأمريكية وأوربية، وهللت لها وأججتها ثورة إيران العدوانية والغادرين دوماً جماعة الإخوان المدعومين بالماسونية العالمية منذ أن تأسست على يدحسن البناء في ظروف غريبة.
س/ في بعض مشاركاتك عبر الفضائيات الغير سعودية صوتك احياناً مرتفع واحياناً العكس فما هو السبب؟
ج/ حينما يكون الوقت محدود والطرف المقابل يحاول التطاول أو التزوير وتمرير أقواله المعادية، فهنا لابد من استغلال كل ثانية من الوقت وعدم التباطؤ بالكلام وهذا يتطلب نبرة صوت معينة، وإذا لم تفعل ذلك فالآخر سيرتاح وسيظلل المشاهد.
س/ هل يعني ذلك أن الطرف الذي يظهر معك ويكون ضدك في أي لقاء لا تعرفه مسبقاً؟
ج/ صدقني لم أسأل لمرة واحدة عن من هو الشخص المقابل الذي سيدافع عن ثورة إيران أو مخالبها بالمنطقة أو عن حكومة قطر أو إسرائيل أو حشود إيران العراقية ولكن مع الوقت اصبح معروف من الذي سيخرج ويدافع عن تنظيم الحوثي أو قطر أوالآخرين الذين يعادون المملكة.
س/ حدثنا بصراحة، هل شعرت يوماً أنك في موقف ضعف وأنت تدافع عن موقفك؟
ج/ لم اتعرض لموقف كهذا حتى الآن ولا أتوقع ذلك بعون الله والسبب هو انني أفهم بلادي وسياساتها وأعرف حكمة قادتها ومبادئهم وأستند على ذلك. بل أنني اشعر دوماً بأن أعداءنا الذين يحاولون النيل من بلادنا دائماً مواقفهم ضعيفة لأنه لايوجدلديهم دليل ولا يمتلكون الصدق ، أحدهم من دولة خليجية شقيقة وإسمه عبدالعزيز ويحملفكر الإخوان ويدافع عن إيران ومع أنه مؤهل لإقناع مشاهديه،
تجنبت الرد على كلامه مباشرة وبدلاً من ذلك بينت خبث فكر الإخوان ونهج ثورة إيران وعندها إنبرى لمهاجمة المملكة متسائلاً لماذا لا تحاور إيران، ويدافع عن سياسة أردوقان تجاه المنطقة، فانكشف ولم يجد غير إظهار حقيقته والخروج من أسلوب التقية تجاه المملكة.
وأحياناً لابد من مهاجمة ذكية للخصم حينما يكون هو مستعداً للإساءة مثل السيد نصير العمري المنتسب للحزب الديموقراطي الأمريكي والذي يزودهم بتقارير غير صحيحة، هذا الرجل مهمته فقطمهاجمة المملكة والأمير محمد بن سلمان تحديداً ولاغير ذلك، مثل هذا لابد من عدم مسايرته بل يجب تغيير مسار النقاش وإحراجه بمواقفه هو شخصياً وقد حصل. الآخر اسمه اليوسفي ويظهر عبر قناة روسيا اليوم من صنعاء ليدافع عن فكر ميليشيا الحوثي، يستخدم عبارات غير جيدة ضد بلادنا فسألته هل أنت حوثي أم مُتحوث!،
تلكأ قليلاً ثم قال على الهواء أنا شيوعي ماركسي وافخر بالدفاع عن الحوثية!. هذه أمثلة فقط.. وأنصح أي شخص لا يمتلك القدر الكافي من سلاح المواجهة أن لا يخرج عبر الإعلام المرئي لأنه سيصبح نقطة قوة للأعداء، وأنصح بدلاً من ذلك بالكتابة عبر أي موقع أو صحيفه.
س/ ما رأيك بدور القيادة في التصدي لجائحة كورونا؟
ج/ زاد يقيني بأن القيادة السعودية وشعبها يشكلون نسيجاً استثنائياً على مستوى العالم. وأننا
نعيش مرحلة حرجة بالمنطقة يقودها الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وقد ذُهلت لسرعة قرارات الدولة في مواجهة الوباء ومصارحة القيادة للمواطن بأن المرحلة صعبة وأن القادم قديكون أصعب وهو ماحدث في العالم. فهمت من هذه المحنة أن الشجاعة والحكمة على المستوى القيادي والتلاحم الوطني والإقتصاد الجيد تُمكن بعون الله من مواجهة التحديات مهما كانت التضحيات.
هذه الجائحة أثبتت لي شخصياً صحة موقفي السابق الذي نشرته صحيفة سبق حول أن التحدي الأصعب هو محدودية السكان لبلادنا التي تقود العالم العربي والإسلامي وتدافع عن حدودها الشاسعة وعن الجزيرة العربية وعن الأمن القومي العربي في محيط عربي وأعجمي لايريد وحدة المملكة بهذا الشكل!
ولا يرغب في نهضة سعودية بسواعد شعبها!، وهذا التحدي الخطير يولد تحديات أخرى غير متوقعه لكنها قريبة ولهذا فإن عدد سكان المملكة يجب أن يفوق 50 مليون نسمة “سعوديين” في أقرب فرصة ممكنه لنستخلص من هذا الرقم (topten) عشرة ملايين بارع سعودي يبني ويخطط ويحمي ويعالج وينفذ كافة الخدمات العامة مهما كانت محلياً، والفائض يعمل بالبطاقة الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي لإصلاح الخلل السكاني الذي أوجدته حالياً العمالة الشرق آسوية هناك وعمّا قريب ستشكل الغالبية السكانية بالتجنس الطبيعي (القانوني) وحينها سنواجه في المملكة تهديدات جديدة مرتبطة بدول قريبة وبعيدة غير عربية وغير إسلامية!.
س/ ماهو البرنامج الجاذب لك من برامج التواصل الاجتماعي … وتجد نفسك فيه بشكل مختلف عن غيره؟
ج/ شبكات التواصل الاجتماعي تشبه البارجة البحرية التي تطلق صواريخ الكروز والطوربيدات والقذائف المدفعية وتزرع الألغام وتشوش على إتصالات الآخرين وتشل حركتهم!. لازلت أستخدم توتر، والفيسبوك لنقل رسائلي الوطنية في عدةاتجاهات، أما الواتساب فأستخدمه كغيري للتواصل الاجتماعي وهذه الشبكة تحديداً تسرق الوقت ومردودها عكسي علىالفرد والعائلة وهي أفضل شبكة لخلق الخلافات وبث الإشاعة السريعة وكشف مزاجية المستخدم ومستواه.
س/ عملك العسكري الإعلامي كيف تراه؟
ج/ دربتني القوات الجوية على استغلال الإعلام للحرب النفسية عبر دورات مختلفة في المملكة والأردن والولايات المتحدة لكنه تدريب يركز على المعلومات وأنواعها وأهميتها وكيف يمكن من خلالها توجيه حرب نفسية محدودة ضمن ذلك وليس كتخصص رئيس. ولم أمارس الإعلام كتخصص ولكن الإعلام له ارتباط وثيق بالعمل الاستخباري والمعلوماتي والطيران والأحوال الجوية وهنا يحدث الإلتباس أحياناً لدى البعض. ومن خلالكم أدعو لإنشاء قسم إعلامي حربي تدريبي بأي مؤسسة إعلامية ويشرفني المشاركة في التخطيط والتدريب.
س/ برأيك هل نستطيع تسمية مشاهير التواصل الاجتماعي بالإعلاميين؟
ج/ لا أعتقد أن لهم صلة بالإعلام التقليدي المعروف وليس لهم أيضاً صلة بالإعلام الحديث كمهنيين يحملون أي هم وطني. اعتقد أنهم أذكياء استغلوا التقنية وحققوا أرباح مادية جيدة وبعضهم ربما أصبح صاحب أعمال تجارية. هؤلاء المشاهير يشبهون بعض نجوم أنصاف المتعلمين بمرحلة ما سمي بالصحوة الذين حققوا أرباحاً جيدة وأُوكلت لهم إدارة موارد مختلفة وأنشطة ظاهرها الدعوة حصلوا منها مباشرة على فرص لزيارات خارجية مجانية ممتعة ومكانة اجتماعية محلية ثم انتهىدورهم وتواروا.
س/ لو لم تكن طيارا .. ماذا من الممكن أن تكون؟
ج/ لو لم أكن جندياً بالقوات المسلحة لتمنيت أن أكون قائد مدرسة لأستخدم مهاراتي وقدراتي في إدارة الأطقم الإدارية والتربوية لبناء قدرات وعقول أغلى ما نمتلك وهم الشباب، ولأثبت لوزارة التعليم أن ضعف الإدارة الميدانية مستنسخ من وظائف إدارية في وكالات الوزارة بعضها يحتاج إعادة هيكلة وربما إلغاء.
س/ ماهي رسالتك لكل مواطن ومقيم في المملكة؟
ج/ للمواطن أقول أنت في عين ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين وأنت رفيق درب ولي العهد فأنهض بدورك الفردي كما نهض والدك وجدك، لنتمكن من بناء مجتمع المملكة الجديد ومستقبلها الواعد ولكي نقطع الطريق على مخططات ونوايا الأعادي ونحمل على أكتفانا من يحتاجنا ساعة المحنة من العرب والمسلمين فهذا قدرنا وليس اختيارنا.
وللمقيم الذي هو ضيف المملكة أقول أنت شريك لنا وتحظى بخدمات الدولة التي ربما لم تجدها في بلادك وأيدينا بيدك ونأمل منك أن تحفظ الود لهذه البلاد التي أعطتك الفرصة الذهبية التي يبحث عنها الملايين في العالم للمجيء إلى هنا ، نرحب بك ونتوقع أن تحترم قوانين البلاد وثوابتها.
س/ حدثنا عن زاويتك صوت العاصفة في صحيفة الرأي؟
ج/ بعد انطلاق عاصفة الحزم لمواجهة مشروع إيران في اليمن لم يقصر إعلامنا الرسمي بحسب إمكاناته القائمة وقد شاركت بالقليل مع غيري من خلاله سواء المرئي أو المسموع ولكن الصحف الورقية تحتاج معرفة شخصية وعلاقات خاصة لغرض الاعتراف بك ومن ثم نشر ما يسهم في رفع معنويات الناس على الأقل، وحينها لم يكن بإمكاني التحايل والنشر تحت مسمى نسوي لأن التواصل بحكم التقنية اصبح واقع، فجاءت فكرة مختلفة وعرضتها على رئيس تحرير صحيفة الرأي وهي أننا نحتاج مواكبة العمليات باليمن عبر الكتابة بشكل بسيط عن أحداثها وعن دور قواتنا المسلحة والتحالف، والحقيقة انه لم يتردد ورحب بالفكرة على الفور وخصص زاوية تحت مسمى “صوت العاصفة” ولا أعلم أن هناك وسيلة صحفية أو إعلامية بالمملكة خصصت زاوية دائمة للعمليات منذ خمس سنوات، وقد تم نشر أكثر من 200 عنوان في هذه الزاوية لموضوعات مرتبطة بما يجري باليمن أو ذو صلة به. ولم أتوقع استمرارها حتى الآن. وأتمنى أن تقوم الصحيفة بجمع هذه المقالات على شكل كتاب ورقي.
س/ بما أنك مستمر في الكتابة بصحيفة الرأي فهل سبق لك الكتابة في أي مجال بأي صحيفة؟
ج/ ذكرت أن الكتابة في صحفنا العربية تحتاج لمعرفة شخصية، لكن وللحقيقة لي محاولات لا تكاد تذكر، مثلاً وأنا في آخر الدراسة الثانوية كتب موضوعاً وارسلته لصحيفة الرياض ونشروه كتشجيع للطلبه على ما اعتقد ولازلت احتفظ بالجريدة وحيناقرأ كلامي أبتسم ولكن أجد لنفسي عذراً فحينذاك كنا متأثرين بالوضع السياسي ولم نفهم بعد كافة الأبعاد. كان ذلك خلال انعقاد قمة فاس العربية وكان الأمير فهد بن عبدالعزيز هو رئيس وفد المملكة وقد تمكن من جمع الرئيسين العدوين، حافظ الأسد وصدام حسين! ، شدني المنظر عبر التلفزيون فكتبت بحماس الشباب ونشرته الرياض.
س/ هل استفدت من خبراتك في غير مجال الطيران؟
ج/ بالتأكيد استفدت من التدريب بشكل عام في كل المجالات ولكن خارج التخصص الرئيس وهو الطيران حصلت على فُرص قلما تُستغل في مجال المعلومات والإدارة والكتابة ومواجهة الرجال متحدثاً، وكل هذه الخبرات هيأتها لي القوات الجوية وفقهاالله. بلادنا تعطي كل الفرص لكن الإستغلال هو المحك.
س/ يوجد الكثير من الضباط السابقين في وظائف ليس لها علاقة بالعسكرية فهل هذا جيد ومفيد للقطاع الخاص أم لا؟
ج/ ولماذا القطاع الخاص فقط؟!
ربما يكون بنظري أن هذا أهم سؤال مع التقدير لكم. الضباط العسكريين المتقاعدين ثروة وطنية لا تقدر بثمن لم تستفيد منهم قطاعات الدولة الرسمية والقطاع الخاص ولا الجهات التطوعية ولا حتى الخيرية، هؤلاء الرجال انفقت عليهم القوات المسلحة ميزانيات ضخمة لتأهيلهم في أرقى مراكز المملكة والعالم وطبقوا خبراتهم عملياً لمدة تتراوح مابين عشرين الى خمسة وثلاثين عام، وتقاعدهم ضرورة حتمية تبعاً لأنظمة القوات المسلحة ليحل مكانهم غيرهم من جديد. أقول لك بكل صدق إن عدم استغلال هذه الثروة يعتبر إخفاق يبدأ من نظام العمل نفسه ويمتد إلى كل قطاع فرط في خبرات عالية الجودة وجاهزة للعمل ولا تحتاج لأي دولار للتدريب والتأهيل.
ومع الضباط هناك الرقباء الفنيين المتقاعدين، كثير من هؤلاء الرجال علماء في تخصصات دقيقة وكثير منهم يحمل درجات علمية عليا، سأورد مثالا واحداً فقط، شركات الطيران الخاصة بالمملكة والعالم تبحث عن الضباط الطيارين المتقاعدين من أسراب النقل بالقوات الجوية الملكية السعودية، هذه الشركات تستثمر في خبرات عالية جداً وجاهزة للعمل ولا يحتاجون لأكثر من دورة تحويلية على نوع طائرة الخطوط المدنية التي سيطيرون عليها،
هنا المقياس ولكن كيف نقنع بقية القطاعات خاصة المدنية بأن كل التخصصات تقريباً موجودة لدى الكثير من الضباط المتقاعدين. وهناك ما هو أهم في سبيل الإستفادة منهم وهو ضمن دراسة مختصرة يتم اعدادها حالياً إذا نجحت فسأقدمها لسمو وزير الداخلية لتطوير آداءالمحافظات والمراكز بالمملكة.
س/ رسالة توجهها لصحيفة الرأي ؟
ج/ اشكرها وشبابها أولاً، واطلب منكم في الرأي القيام بمبادرة لم يسبقكم إليها أحد وإن إدعى احد ذلك وهي النزول للميدان في كافة المناطق بعفوية وبدون تكلف ونقل أي معاناة للمواطن واحتياج أو عرقلة للتنمية، هذا ما تريدة حكومتنا الرشيده المباركة. لماذا لا يعيش إعلامنا مع مواطنيه ويتقمص حياتهم ويفهمهم؟
ختاماً أشكر رئيس التحرير وفريق العمل على هذا اللقاء متمنياً لهم التوفيق والازدهار، وأن أكون قد وفقت في الإجابة على كل الأسئلة.
نترككم مع بعض الصور من إرشيف ضيفنا الكريم:
سعادة اللواء طيار ركن متقاعد: عبدالله بن غانم القحطاني
سعادة اللواء طيار ركن متقاعد: عبدالله بن غانم القحطاني