سوق العيون في المدينة المنورة واجهة حيوية تجمع بين التراث والإنتاج المحلي

يُعد مشروع السوق “سوق العيون” الواقع في قلب حي العيون في المدينة المنورة، منصة بيع للأسر المنتجة والمزارعين وصنّاع الحرف لعرض وتسويق منتجاتهم، اذ يتألف السوق من أكشاك خشبية تضم 60 منفذًا، مما يساهم في توفير أكثر من 260 فرصة عمل لأبناء وبنات المنطقة.

ويأتي هذا السوق كجزء من مشروع تطوير “واحة العيون”، الذي تعمل أمانة منطقة المدينة المنورة عليه لتحويل حي العيون إلى وجهة مثالية تجمع بين الترفيه والإنتاج المحلي، كما أن المشروع يُساهم في تحسين توزيع المباني المقترحة وفقًا لاشتراطات البناء الجديدة، مع إحياء نحو 4 ملايين متر مربع من الأراضي الزراعية.

كما تشمل خطة التطوير استحداث محاور رئيسية للطرق العامة وتحسين مسارات الأودية، بالإضافة إلى إنشاء مسارات بانورامية بطول 17.6 كيلو مترا، تشمل مسارات للسيارات وأخرى للمشاة، بالإضافة للمسطحات الخضراء التي تمتد داخل الأراضي الزراعية.

وكانت أمانة منطقة المدينة المنورة أعلنت في منتصف 2024، عن موعد إجراء القرعة العلنية لنقل الورش والأنشطة الصناعية الواقعة ضمن مجمع القبلتين ومشروع واحة العيون، وذلك للتخلص من تجمع الورش والمستودعات التي لا تتناسب مع الطبيعة الزراعية للمنطقة، حيث يتجاوز عدد الورش في مشروع واحة العيون 500 ورشة متنوعة في الأنشطة، تشمل الحدادة والنجارة وصيانة السيارات.

علاوة على ذلك، شملت خطة تطوير واحة العيون تعزيز المسطحات الخضراء، وتحديد مواقع الأنشطة الترفيهية والحدائق العامة والمخططات السكنية المعتمدة. كما تهدف إلى تحسين شبكة الخدمات العامة المقدمة للسكان والزوار، بالإضافة إلى رفع مستوى شبكة تصريف مياه الأمطار وتحسين البنية التحتية بما يسهم في رفع جودة الحياة في المنطقة.

من جهته، قال لـ (مال) الدكتور أيمن علي شربيني المتخصص في التسويق ومستشار رواد الأعمال: إن سوق العيون مزج بين الأصالة والفرص الاقتصادية، حيث تتميز المدينة المنورة بإرثها الثقافي والديني العريق، ما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمار والسياحة، كما أنه يبرز كوجهة تجمع بين التراث والتجارة، بإطلالة مباشرة على جبل أحد، مما يجعله نقطة جذب سياحي واقتصادي تساهم في تنمية المجتمع المحلي ودعم الاقتصاد الوطني ودعم المشاريع الصغيرة وتنمية الاقتصاد المحلي، حيث يوفر السوق منصة حيوية لأصحاب الحرف اليدوية والأسر المنتجة، مما يساعدهم على تسويق منتجاتهم وزيادة دخلهم.

وأشار الدكتور أيمن إلى أن السوق يعزز من تنويع الأنشطة الاقتصادية، خاصة في مجالات الصناعات التقليدية، المنتجات الزراعية، والمأكولات التراثية ويتيح فرصًا متنوعة للتوظيف، سواء في البيع المباشر، أو في الخدمات المساندة مثل الإرشاد السياحي والنقل والتخزين مما يساهم في تقليل معدلات البطالة خاصة بين الشباب والنساء ويوفر بيئة داعمة لتنمية المهارات.

بالإضافة إلى استضافة الفعاليات التراثية والمهرجانات التي يمكن أن تعزز من إقبال الزوار وترفع معدلات الإنفاق السياحي.

سوق العيون في المدينة المنورة واجهة حيوية تجمع بين التراث والإنتاج المحلي