أعلام ومشاهير

سيرة الشيخ: عبدالله بن علي قاسم آل طارش الفيفي

كتبه الشيخ/حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

بسم الله الرحمن الرحيم

نستل من صفحة 82 ـ 84 ـ 120 ـ 130 ـ 131 من كتابنا المخطوط (الفصحى والعامية في اللهجة الفيفية) كلمة في حرف الجيم (جَلَّدَ)والملحق بها سيرة رجل.

يقولون:فلان جَلَّد اِمْ رُبْعِي(1): لَبّس المكيال الخشبي بالجلد حتى يحفظه من التصَّدُّع والتشقق،يقولون:رْبِعِيٍ مِجَلَّدٍ،ويقولون: فلان (جَلَّدَ):اختتن ختان التَّجْلِيد،أي:سلخ جلده ما بين السَُرَّة والركبة.

لغة:جَلَّد الكتابَ: أَلبسه الجِلدَ، وعظمٌ مجلَّدٌ، وجَلَّدَ البَعِيْرَ:كشطه عنه.

والجَزُور:نزع جلده، اِجْتَلَد الإناء،واجتلد ما في الإناء:شِرِبَهُ كُلَّهُ.والكتابَ: جعل له جلداً، الجلد: غشاء جسد الحيوان، الأجلادُ : البدن، وقال:

يقولون حِمَّانُ بن دَلَّةَ مِنْهُمُ

وما أَعرف الأجلادَ منهم ولا القَدَّا

وقال تعالى{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا}(2) قيل:معناه لفروجهم،كنى عنها بالجلود،وجلَّدَ الجَزور:نزع عنها جلدها كما تسلخ الشاة،يقال:جلَّد جزوره وقلما يقال: سلخ .

وأجلاد الإنسان وتجاليدُه:جِسْمُهُ،وبَدَنُهُ،يقال:فُلان عظيم الأجلاد والتجاليد،إذا كان ضخماً قويَّ الأعضاء،يقال:ما أشبهَ أجلادُ فُلانٍ بأجلاد أبيه،قال الأسود بن يعفر:

أما تَرَيني قد فنيتُ وغاضني  

ما نِيل من بَصَري ومن أجلادِ؟


الجلد:هو الغلاف الخارجي للجسم البشري،فهو الغشاء أو العضو الذي يكسو الجسد، قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} (3).

الجُلْدَةُ بالضمِّ:الغُرْلَة،والقلِْفَة والقَلَفة،والرُّغْلَة،والرَّغَلَة،والغٌرْلَة،والجُلْدَة:كلّه الغُرْلَة، قال الفرزدق:

من آل حورانَ لم تمسس أُيُورهُمُ

مُوسى فتُطْلِع عليها يابسَ الجُلَد

 الجِلدة:النوع مِن جلَدَ،الجلدَةُ:القطعة من الجلد،وقوم من جلدتنا أي:من أنفسنا وعشيرتنا.

الأجلاد:الجسم،يُقال لجسم الرَّجل أجلادُهُ وتجاليدهُ،ويقال:جلَّد الرَّجلُ جزورهُ إذا نزع عنها جِلدها،ولا يقال سلخ جزوره .

الجِلدُ جمع أجلاد وجُلود:غطاء الحيوان والإنسان،جلَّد الشيء:غشّاهُ بالجلد، التّجاليدُ:تجاليد الإنسان:جماعة جسمه وبدنه،الجلدُ:غشاءُ الجسم،جمع أجلادٌ وجُلودٌ،وأجلاد الإنسان تجاليده(4).

استطراد

إن كلمة(جَلَّدَ) تجرنا إلى الحديث عن الختان في الماضي واعطاء القارئ لمحة سريعة عن هذه العادة السيئة التي تقادمَ الزمان بها وأمات استعمالها بين القبائل،بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة أعزَّها الله.

ولاشك أنه يوجد لكل مجتمع في كل زمان ومكان عادات وتقاليد قبلية توارثوها عن الآباء والأجداد،بعضها حسن ومفيدة،وبعضها سيء وضار.


ومن هذه العادات الضَّارة التي توارثُوها بعض هذه القبائل بـ(ساق الغراب) ومنهم قبائل فيفاء،المُبالغة في الختان ولذلك فقد كان الشاب في هذه البيئة البدوية القاسية يمر بمراحل صعبة في حياته،تتطلب منه الصلابة والصمود،حتى يصبح رجلاً كاملاً تعتمد عليه القبيلة ومن أهم هذه المراحل وأصعبها:الختان،نوجز أعراف هذه العادة وطرق اجراءها فيما يلي:

السادس عشر: عندما عُيَّن فضيلة الشيخ/علي بن قاسم الفيفي،قاضيًا لفيفاء عام 1373هـ ـ 1954م(5) كان أكثر المجتمع في ذلك العهد يعيش في ظلام دامس من الجهل والتَّخلف والعادات السيئة مثل الختان .

وعند تَوَلِّيْهِ القضاء في فيفاء أخذ ينصح الناس،وينشر الوعي بينهم،وبذل ـ رحمه الله ـ قصارى جهده في توعية الناس وإرشادهم،وكان ـ رحمه الله ـ قليل الكلام إلا فيما ينفع والقدوة الأولى في تطبيق سنة الختان وغيرها،حيث قام بختان ولده (عبدالله)عام 1384هـ ـ 1964م تقريباً وهو في سن مبكرة من العمر، ويعتبر فضيلته ـ حفظه الله ـ هو أول مختون ختنه والده صغيراً دون سن البلوغ ، وكان لذلك العمل ردة فعل إيجابية في كامل المجتمع الفيفي، قلدّه الناس فيها واتبعوا سنة ختن الأبناء صغاراً ، والبعد عن عدم التشهير بهم كما كان متبعاً في ختن الواحد وقد ناهز الشباب، في محفل يحضره جمع كبير من الناس ، واستمر الحال من حسنٍ إلى أحسن حتى توارت هذه العادة السيئة نهائياً من المجتمع الفيفي،بفضل الله تم بفضل القدوة الحسنة(فضيلته)ـ رحمه الله ـ وأصبح الطفل يُخْتَن وهو في أسابيعه الأولى من ولادته.

وبعد عمرٍ يناهز 92سنة عامِرةٍ بالعلم والعمل ، والفضل،والصلاح، وفي يوم الأحد 1/9/1440هـ ـ 2019م حل الأجل مكان الأمل،فانطفأ السراج،وارتفعت الروح إلى دار القرار ومثوى الأبرار ولهج الناس بالدعاء له بالرحمة والمغفرة،وبوفاته طويت صفحة من صفحات العلم والمعرفة.

عزاؤنا فيه ما أبقاه من عبقٍ

لسيرة يتمنى مثلها البشر

رحم الله تعالى أبا عبدالله وأدخله فسيح جناته.

وأستميح القارئ عُذْرًا أن أخرج عن موضوع الكتاب قليلا لأختم حديثي عن الختان وعاداته في الماضي بلمحة سريعة مختصرة عن سيرة هذا الشاب(عبدالله) ولد قاضي فيفاء سابقًا الذي يعتبر أول شاب خُتن صغيرًا بعكس ما كان عليه الوضع في إبقائهم حتى يقاربوا سن البلوغ،ولن أطيل عليكم،فأقول وبالله التوفيق:

هو أبو جمال:عبدالله بن علي بن قاسم بن سلمان بن جابر بن جبران بن ساتر بن أحمد بن طارش بن أحمد بن شريف بن حسن بن أحمد بن شريف الخسافي الفيفي.

ولد في البيت المسمى(الرثيد) الواقع في ذراع(مَنَفَةْ)في شرقي جبال فيفاء العليا،ونشأ في ظل أبوين صالحين فأبوه:فضيلة الشيخ العالم الأديب المؤرخ:علي بن قاسم،قاضي فيفاء،وأمه هي الفاضلة،مريم(6) بنت شيخ قبيلة آل الثويعي يحيى بن أسعد الثويعي الفيفي.

أدخله والده المدرسة الإبتدائية وهو في السن السادسة من العمر،وبعدما حاز على الشهادة الإبتدائية،ذهب به والده إلى مدينة العلم (صامطة) لمواصلة الدراسة في المعهد العلمي،ولكن نظرًا لصغر سنه وتأثره من فراق أهله لم يستطع مواصلة الدراسة هناك.

فنقله والده إلى المعهد العلمي بالطائف تحت رعاية فضيلة الشيخ/فرحان بن سليمان بن حسن بن سالم بن أحمد بن أسعد بن سليمان بن متعب بن أحمد،الذي يلتقي معه في النسب في الجد أحمد بن شريف والذي يعتبر من أوائل من حصل على الشهادة العالية من أبناء فيفاء،وكان حينها معلمًا في نفس المعهد العلمي،وبعد تخرج عمه يحيى بن قاسم(7) من كلية اللغة العربية، وتعيينه معلمًا في مدينة الطائف،أنتقل الشيخ (عبدالله) إلى السكن مع عمه ، وبقي تحت رعايته حتى حصل على الشهادة المتوسطة ، لينتقل بعدها إلى مدينة الرياض ويتم دراسته الثانوية فيها ، والتحق بعدها بكلية العلوم الشرعية،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،وتخرج منها في نهاية عام 1400/1401هـ ـ 1980/1981م ، وبعد تخرجه عُيّن رئيسًا لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفيفاء ، وفي عام 1405هـ ـ 1984/1985م عُيّن مندوبًا لتعليم البنات المُحْدَثة في فيفاء، وأُسند إليه إضافة لعمله في مندوبية فيفاء،الإشراف على مدراس البنات في بني مالك والقيام ببعض الأعمال المتعلقة بعمل المندوبية،ومن ذلك:

صرف الرواتب للمعلمات ولمنسوبي مدراس البنات بفيفاء وبعض مدارس بلغازي ، ومتابعة إعداد مسيرات مكافآت الطالبات في هذه المدارس،ثم تدقيقها،وعمل الخِلاصَات ورفعها،ثم استكمال استلام المبالغ والإشراف على صرفها من قبل مديرات المدارس.

وفي أثناء عمله الوظيفي سجل منتسبًا في المعهد العالي للدراسات الإسلامية في(مصر) وواصل في هذا المعهد حتى حصل على (الدبلوم) ثم السنة الأولى التحضيرية (للماجستير) ولكنه لم يستطع بعدها الإستمرار لبعض الظروف وضغوط العمل.

وفي عام 1412هـ ـ 1991/1992م عُيّن مديرًا لإدارة كليات البنات بمنطقة جازان إلى أن تمت ترقيته إلى الرياض،وبعد شهرين من مباشرته لعمله الجديد في الرئاسة العامة لتعليم البنات في الرياض ، صدر قرار معالي الرئيس العام بتكليفه بالعمل مديرًا لإدراة تعليم البنات في محافظة النماص.

وباشر عمله الجديد في أول شهر(محرم) عام 1417هـ ـ 1996م إلى عام 1421هـ 2000م وصدر بعدها قرار من معالي الرئيس العام لتعليم البنات بإعفائه من هذا المنصب ليعود للعمل في(الوكالة المساعدة للتطوير التربوي) وذلك بناءً على طلبه لظروف عائلية تختص بمستقبل بعض أبنائه الدراسي في الجامعة،وبعد عودته إلى (الوكالة المساعدة للتطوير التربوي ) كلف فيها بالعمل (مديرًا) لوحدة العلاقات التربوية ، ثم أُضيف له فيما بعد إدارة وحدة التأليف (تأليف المقررات الدراسية) في نفس الوكالة ، لكونها الجهة المعنية بالتنسيق والمتابعة مع مؤلفي الكتب المدرسية المقررة ،وبعد سنتين تم ترقيته إلى الإدارة العامة للتعليم العام في نفس الرئاسة،وكلف بالعمل مساعدًا لمدير إدارة مدارس تحفيظ القرآن الكريم،وفي عام 1423هـ 2002/2003م كلف بالعمل(مديرًا) لهذه الإدارة إلى أن تم تفعيل دمج الرئاسة في وزارة التربية والتعليم واكتمل ذلك في عام 1430هـ ـ 2009م حيث ضمت مدارس التحفيظ إلى الإدارات النسوية،وانتقل فضيلته إلى وكالة الوزارة للشؤون المدرسية ، الإدارة العامة للتخطيط المدرسي،التي تختص بإحداث المدارس العامة،ومدارس تحفيظ القرآن الكريم،وغيرها من الإختصاصات.

ومن مهامها تفعيل برمجة المشاريع المدرسية على الأراضي المخصصة لها،وهذا كان عمله ـ حفظه الله ـ حيث كلف مساعدًا لمدير البرمجة المدرسية، وطوال عمله الوظيفي شارك في عدة لجان متعددة على مستوى مناطق المملكة ، بما يتعلق بأعمال إدارة التخطيط المدرسي، وأعمال وكالة الشؤون المدرسية،ومن خلال عمله تعرف على كثير من مناطق وقرى المملكة ، ومن ذلك أثناء قيامه بالعمل مندوبًا للتعليم في فيفاء وما تلاها،وقد قام فضيلته بالإمامة والخطابة في جامع(النفيعة) بفيفاء ، وذلك بعد انتقال والده ـ رحمه الله ـ إلى محكمة التمييز بمكة المكرمة واستمر إمامًا وخطيبًا بهذا الجامع من عام 1407 هـ ـ

1986م 1987م إلى عام 1417 هـ ـ 1996م،وشارك في إنشاء جمعية البر الخيرية بفيفاء وطالب باعتمادها،وكان أول رئيس لها في فترة التأسيس وله عدة مشاركات في اللجان العلمية والعملية والإجتماعية.

وفي أثناء عمله الوظيفي حصل على عدة دورات وبرامج تطويرية أكثر من (11) دورة آخرها دورة في الإشراف الإداري في معهد الإدارة العامة بالرياض عام 1435هـ 2013م ـ 2014م،وغير ذلك من الدورات والمحاضرات،وبعد جهد علمي،وخدمة للعلم والتعليم في مختلف مجالاته،بلغ فضيلته السن القانونية في الخدمة الوظيفية التي يحال فيها الموظف إلى التقاعد.

وفي 1/7/1436هـ 20/4/2015م صدر قرار إحالته إلى التقاعد بعد خدمة استمرت (35) سنة قضاها من عمره في خدمة العلم والتعليم.

وله العديد من المؤلفات منها:

1ـ كتاب بعنوان:أضواء على شخصية فضيلة الشيخ علي بن قاسم الفيفي،قاضي فيفاء ـ رحمه الله ـ مطبوع.

2ـ كتاب بعنوان:نظرات في اللهجة الفيفية،مطبوع.

3ـ قطبا التعليم الحديث بمنطقة جازان،مطبوع

4ـ كتاب:ذكريات ومعلومات،مطبوع.

5ـ أعلام ومشايخ من أبناء فيفاء،معد للطبع.

6ـ كتاب:مشايخ الشمل من آل سنحان،مطبوع.

7ـ كتاب:رحلات سياحية،مطبوع.

8 ـ كتاب:فقهاء من فيفاء، مطبوع.

9 ـ كتاب:سوق النفيعة ، مطبوع.

10ـ خطب منبرية،يبلغ عددها نحو (300) خطبة،لا تزال مخطوطة.

ويعتبر أول مندوب لتعليم البنات في فيفاء.

وأول رئيس لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بفيفاء.

وأول مدير لكليات البنات بمنطقة جازان .

وأول رئيس للجمعية الخيرية بفيفاء في فترة التأسيس.

وله العديد من الهوايات ـ حفظه الله ـ  ومنها:جمع الكتب والبحث العلمي والقراءة،ولا شك أنَّ التَّعود على القراءة تعطي صاحِبُها المتعه والعلم والفكر والثقافة،وكما قال ـ حفظه الله ـ (العلم الحقيقي ليس بكثرة الشهادات،إنما العلم الحقيقي يكمن في الكتب والقراءة الحرة والجادة،فالمدارس..تمنحك الثقة وتعلمك كيف تقرأ،وتعطيك المفاتيح التي تدخل بها إلى مجالات العلم بكل يسر وسهولة فمن أراد العلم فهو في القراءة الحرة لا تجده في غيرها) إلى آخر ما قال حفظه الله.

وله مَكْتَبَة،بذل في سبيل جمعها الكثير من الوقت والمال تحتوى على كتب نفيسه،ومراجع مفيدة في التاريخ، والأدب، والرحلات،وغيرها من الكتب النافعة وتحتل مكانًا كبيرًا،ومستقلا في منزله بحي(السُّوَيْدي) بالرياض يقضي فيها جل وقته يطلع ويعلق ويراجع،ويأنس بكتبه،ويفزع إليها  بعد الله عند الحاجة.

والقلم لا يفارق جيبه،يقيد به كل شاردة،ويحفظ كل واردة وإلى جانب المكانة العلمية التي بلغها،تجده يستسيغ جميل الشّعِر ويتذوَّقه،ويستشهد به ويقرضه بعض الأحيان، وبحكم معرفتي بالمذكور،أحب أن أختم بذكر بعض صفاته الشخصية مع أنني لا أستطيع أوفيه حقه ـ حفظه الله ـ وهو أيضًا لا يحب أن يمدح ولكنها ملامح لابد منها،بقصد التعريف والأخذ الأسوة والقدوة لا للإطراء والمديح.

إنني أحسبه ـ والله ـ حسيبه من طلاب العلم الأفاضل وشخصية فذة مثالية نادرة،كاتب وباحث ومؤرخ ، عارفًا بتراجم الكثير من الشخصيات الفيفية وأخبارهم من القديم والحديث ، لم يترفع شخصيته عن الغير ، سليم القلب حافظًا للسانه،يذكر المحاسن ويدفن المساوئ،هادي النفس مطمئن القلب،إذا تحدث يتحدث مفيدًا،مترفعًا عن غيبة الأخرين،متواضع،بعيد عن التكلف والتصنع،عاقلاً في منطقه،مهذب في ردِّه،فهو كما قال الشاعر:

تواضعت فاستعليت عِزًّا ورفعةً

وسابقت في عليا المنازل أَنْجُمَا

هذه لمحة سريعة عن شخصية من شخصيات هيملايا المملكة العربية السعودية من (جبال فيفاء) ورَمْزًا من رموزها ، أتمنى له مزيدًا من التوفيق والنجاح.

الشيخ/حسن بن جابر شريف الثويعي الفيفي

22/03/1447هـ ــ 14/9/2025م

الهوامش:

  • (1) المكاييل في فيفاء مصنوعة من الخشب وهي كالآتي:
  •    أ ـ ثُماني: يتسع لقرابة نصف كيلو من الحبوب.
  •    ب ـ حقٍ: يتسع لقرابة(1)كيلو من الحبوب.
  •    ج ـ شطاري: يتسع لقرابة(2) كيلو من الحبوب.
  •    د ـ رُبْعِيٍ: يتسع لقرابة(4)كيلو من الحبوب.
  •    هـ ـ سَرُوية: يتسع لقرابة(8) كيلو من الحبوب،أي ما يعادل نصف صاع محلي.
  •    وـ عشاري: يتسع لقرابة(16)كيلو من الحبوب وهو عبارة عن صاع محلي من الحبوب.
  • (2) فصلت أية(21).
  • (3) سورة النساء آية (56).
  • (4)المراجع:اللسان ج3ص124،127, معجم النفائس الكبير ج1ص278،279، الجيم تحقيق الشاطي ص64، أساس البلاغة ص62، الرائد ج1،ص521، المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية ج1،ص129، مختار الصحاح ص45، المقاييس في اللغة ص221، تكملة المعاجم العربية (رينهارت دوزي) ترجمة د. محمد سليم النعيمي ج2 ص247، تفسير بن عباس ص403، تفسير القرطبي ج15،ص350، تفسير أبو بكر الجزائري ج4،ص569، تفسير بن كثيرج4،ص95.
  • (5) سبق أن تحدثت عن سيرته في كتابي:(الاستقصاء لتاريخ جبال فيفاء).
  • (6) تزوجها فضيلة الشيخ علي بن قاسم ـ رحمه الله ـ عام 1373هـ.
  • عاشت معه في بيت (الرثيد) الأسفل الواقع في شرقي الجبل الأعلى من فيفاء ، عاشت معه في هذا البيت ست سنوات ، ثم انتقلت مع زوجها إلى بقعة (النفيعة) حيث يقع سوق فيفاء الأسبوعي،وفيها سكنت مع زوجها في بيت (النغوة) المجاور للسوق من الجهة الغربية ، واستمرت مع زوجها في بيت(النغوة) ما يقارب العامين أو يزيد قليلاً حتى اكتمل البيت الجديد الذي أُطْلِق عليه (الطائف) ثم انتقلت مع زوجها إلى هذا البيت الجديد الذي يقع بطرف السوق من الجهة الغربية وذلك عام 1382هـ تقريباً وهذا البيت الجديد يعتبر من أفضل البيوت في بقعة (النفيعة) خاصة وفي جبل فيفاء بصفة عامة في ذلك العهد.
  • ومع مرور الأيام كبر سنها وتفرق أبنائها وانتقل زوجها فضيلة الشيخ على بن قاسم ـ رحمه الله ـ عام 1406هـ إلى مكة المكرمة لانتقال عمله إليها ولكنها استأذنته في أن يسمح لها بالبقاء في فيفاء ، لتكون قريبة من والديها الكبيرين ، وفعلاً سمح لها بذلك.
  • توفي والدها الشيخ يحيى بن أسعد ـ رحمه الله ـ عام1417هـ ثم توفيت والدتها عافية بنت سلمان بن يزيد الثويعي من آل(العمرية) في شهر رجب عام 1419هـ.
  • توالت عليها في السنين الأخيرة أمراض الشيخوخة التي لا مفر منها مع تقادم العمر وأصيبت ببعض الجلطات الخفيفة إلى أن أنهارت بجلطة قوية ، أصابتها بعد مغرب اليوم العاشر من محرم عام 1431هـ فدخلت بسببها غيبوبة كاملة نقلت على أثْرِها إلى مستشفى عسير التخصصي واسلمت روحها إلى بَارِئِها في مساء ليلة الخميس 14/1/1431هـ وتمت الصلاة عليها بعد صلاة الجمعة 15/1/ في جامع الراجحي بأبها وتم دفنها في مقبرة المحالة بعسير ، رحمها الله رحمة واسعة وغفر لها ولوالديها.
  • (7) زاملت الشيخ/ يحيى بن قاسم ـ حفظه الله ـ  في المعهد العلمي بصامطة:
  • أولاً: درست على يد والدي جابر بن شريف ـ رحمه الله ـ الذي كان من ضمن المدرسين بمدارس الشيخ/(عبدالله القرعاوي) بفيفاء ـ رحمه الله ـ ثم ألتحقت بمدرسة(الخشعة) الواقعة في جبل قبيلة (الحَكَمي) بفيفاء ودرست على يد الشيخ/ احمد بن علي الخسافي الفيفي ـ رحمه الله ـ وفي عام 1378هـ ـ 1958م ألحقني فضيلة الشيخ/علي بن قاسم بالمدرسة السلفية بصامطة ـ من مدارس القرعاوي ـ وهي المدرسة التي تخرج منها فضيلته ـ رحمه الله ـ قبل فتح المعهد العلمي بصامطة ، وبعدما تخرجت منها ألتحقت بالمعهد العلمي لمدة أربع سنوات ثم أنقطعت عن الدراسة،وألتحقت بالجيش إمامًا ووَاعِضًا،وعملت مدرِّسًا من ضمن المدرسين في مدارس الجيش المُرابط في(سوريا) بعدما وضعت الحرب أوزارها،وذلك عندما كنت مُكلَّفًا بأعمال الشؤون الدينية هناك نيَابَةً عن مدير الشؤون الدينية للقوات المرابطة،وعملت مأذونًا شرعيًّا نحو خمسٍ وثلاثين سنة،ومحاميًا ومستشارًا شرعيًّا نحو سبِعٍ وعشرين سنة…..إلخ

‫3 تعليقات

  1. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    فقد أحسن الكاتب الشيخ – حسن جابر الفيفي فيما سطّره من سيرةٍ عطرةٍ للأديب والكاتب والمؤرخ لسير أعلام فيفاء الشيخ – عبدالله بن علي بن قاسم آل طارش – تلك الشخصية التي جمعت بين العلم الغزير والخلق الرفيع والتواضع الجم وحسن التعامل..

    لقد كان – حفظه الله – مثالًا للعالم المتمكن والداعية الناصح والمربي الفاضل وقد حاز محبة زملائه وأصدقائه ومعارفه فضلًا عن قرابته لما يتمتع به من صفات رفيعة وشخصية مؤثرة ذات حضور مجتمعي متميز..

    يُستفاد من علمه وفكره ويُستأنس بمجالسته ومع انشغالاته العلمية والأسرية والبحثية والتأليفية لا يغيب حضوره ومشاركاته في أفراح ومناسبات الجميع فيضرب بذلك أروع الأمثلة في الجمع بين الجدّ العلمي والواجب الاجتماعي..

    وإني أقدر أن أقول بثقة: لم يمر بي من يتمتع بمثل شخصيته الفذة أسأل الله أن يحفظه ويمتعه بالصحة والعافية ويوفقه لما فيه خير الدنيا والآخرة..

  2. لقد ابدع الكاتب في كتابة هالحروف عن العلم والرمز من رموز فيفاء الشيخ عبدالله بن علي قاسم حفظه الله ونسال الله له التوفيق والسداد فهو المعلم والمبدع والناصح والاخ والرفيق الذي يستمع القاري لحروفه الفذه والمنتقاه بعنايه والبساطه في الطرح والمعنى.
    حفظكم الله جميعاً ايها الاساتذه سواً الكاتب والمكتوب عنه. ونسال الله لكما التوفيق في الدنيا والاخره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى