آداب

شهادة الزور

بقلم: إبراهيم النعمي

“الظلم ظلمات يوم القيامة” – حديث شريف وربك لا ينسى، ولا يغفل عن مظلمة.

فلا يغُرّك المال، ولا تخدعك الدنيا، فكلها زائلة، والموت أقرب مما تتصور.

وكل درهمٍ أو شبر أرضٍ أخذته بغير وجه حق، ستُسأل عنه بين يدي الله يوم لا ينفع مالٌ ولا جاه.

ومن أنواع الظلم شهادة الزور، وهي أن يُدلي الإنسان بشهادة كاذبة أو مضلِّلة عمدًا، بقصد الخداع أو التأثير على سير العدالة.

وتُعد من أخطر الجرائم في كل الشرائع، إذ حرمتها الشريعة الإسلامية وأدانتْها الأنظمة القانونية في كل مكان.

وشهادة الزور من أعظم الكبائر وأشنع المنكرات، لأنها ظلمٌ بيّنٌ للمشهود عليه، ولهذا وجب على المسلم أن يتقيها ويحذرها، قال الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ” [الحج:30].

وقال النبي ﷺ في الحديث الصحيح المتفق عليه: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله: قال: «الإشراك بالله، وعقوق الوالدين»، وكان متكئًا فجلس فقال: «ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور»، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.

وردّ المظالم واجب شرعي وأخلاقي، سواء كانت أموالًا أو أراضي أو ميراثًا أو ديونًا، أو حتى إساءاتٍ معنوية.

فلا تنفعك صلاةٌ ولا صيامٌ ولا توبةٌ، إن لم تُرَدّ الحقوق إلى أهلها.


فالتوبة الصادقة تبدأ من تصحيح الخطأ وردّ المظالم.

إن الله لا ينسى، والحقوق لا تسقط بالتقادم.
راجع نفسك قبل فوات الأوان.
اعتذر، وصحّح، وردّ الحقوق.
واطلب السماح، وارجُ من الله القبول.
لا تدخل قبرك مثقلًا بمظالم العباد، فحسابهم ليس بالهيّن.

قال ﷺ: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال، فليتحلّله اليوم، قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم» – صحيح البخاري يا مسلم… رُدّ الحقوق قبل أن تُحملها إلى قبرك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى