
لم يحالفني الحظ حضور أمسية نادي الثقافة والفنون بصبيا، الذي يرأسه الأديب حسين مريع، رغم الدعوة الكريمة التي وصلتني، لكنني ظللت قريبًا من تفاصيلها عبر ما بثّه الزملاء في قنوات التواصل، ومن بينهم الكاتب الصحفي إبراهيم النعمي والأستاذة رباب الدرسي وغيرهم ممن نقلوا لنا صورة الحدث بكل صدق وبهاء.
لقد أسعدني أن أرى صبيا، هذه المدينة الحالمة، تتلألأ في ليالي الوطن الـ95 بمشاعر الولاء والانتماء، حيث تتابع الشعراء والأدباء على المنصة، فكانت القصائد الوطنية كالعناقيد الخضراء، تحمل بين قوافيها الحب والوفاء لهذا الوطن العظيم.
ما شاهدناه – وإن كان من بعيد – يثبت أن صبيا بحق مدينة الثقافة، وأن مثقفيها قادرون على أن يصنعوا الفرق في كل مناسبة. فأماسيهم ليست مجرد كلمات تُلقى، بل هي لوحات جمالية نابضة بالصدق، تعكس روح الوطن وتغرس الاعتزاز في النفوس.
وعلى الرغم من أن النادي في ربيع نشأته الأولى، إلا أنه وُلد كبيرًا بعطائه، فبخطى واثقة استطاع أن يقدّم أمسية وطنية رفيعة المستوى، تؤكد أن الأدب والشعر ما زالا الوسيلة الأصدق للتعبير عن مشاعر الانتماء، كما قال مدير النادي الأديب حسين مريع.
إنني أجد في هذه الأمسية رسالة واضحة: أن صبيا، بمثقفيها وشعرائها وأدبائها، تسير بثبات لتكون منارة ثقافية، وأن ناديها الوليد سيكون منصة للإبداع وبيتًا جامعًا لكل ما هو جميل وصادق. وهنيئًا لنا بهذه الكوكبة من المبدعين الذين جعلوا من ليالي الوطن حديقة شعرية تنبض بالحب والفخر.
ويبقى الوطن هو القصيدة الأجمل، والبيت الأكبر الذي يحتضننا جميعًا.



