
نلاحظ في مجتمعنا وربما في سائر البلاد العربية — ظاهرةً مؤلمة تتكرر بعد كل وفاة، وهي الصراعات والمناوشات حول ما يخلّفه الميت من مالٍ أو عقارٍ أو تركة.
تنقضي أيام العزاء، وتخفت حرارة الحزن، لتبدأ بعدها الخصومات والمطالبات، وكأن الميت لم يترك وراءه إلا مادةً للنزاع!
حينها يتمنّى الأبناء لو أن فقيدهم تصدّق بجزءٍ من ماله، أو أوقف شيئًا لله، ولكن… هيهات، فقد فات الأوان.
أسباب هذه الصراعات:
1️⃣ الطمع والأنانية:
رغبة بعض الإخوة، خصوصًا الأكبر سنًّا، في الحصول على النصيب الأوفر، ولو على حساب الآخرين، فيقع الظلم وتُقطع الأرحام.
2️⃣ سوء الظن والحسد:
يُقرّر بعض الورثة في أنفسهم من يستحق ومن لا يستحق، متجاهلين حكم الله وعدله.
3️⃣ إنكار الجهود السابقة:
أحيانًا يكون أحد الأبناء قد ساهم في بناء بيت الأسرة أو تطوير أملاكها في حياة والده، ثم يُهضم حقه بعد الوفاة، فينشأ الخلاف.
4️⃣ ظلم النساء:
من أكثر المآسي شيوعًا حرمان البنات من الميراث، أو إجبارهن على التنازل “حياءً”، وكأن شرع الله يُفرَّق بين رجلٍ وامرأةٍ في الحق الثابت!
5️⃣ زوال النعم وتشتّت العائلة:
ما إن تُفتح أبواب النزاع حتى تزول البركة، وتضيع الأصول، ويغيب دفء العائلة.
6️⃣ فقدان الثقة والاحترام:
يذوب الودّ بين الإخوة، ويتحوّل التقدير إلى حقد، والمحبة إلى خصومة.
7️⃣ الندم بعد فوات الأوان:
يأتي الندم حين لا ينفع الندم، بعد أن يفقد أحد الورثة حياته أو تذهب الألفة من القلوب.
النتيجة المؤلمة:
كل هذا النزاع… على مترٍ أو مترين من الأرض!
على تركةٍ لا تساوي شيئًا أمام قطيعة رحمٍ، أو خسارة أخٍ، أو دمعة أمٍّ حزينة.
فسبحان من خلق الإنسان هلوعًا، طماعًا، يلهث خلف الزائل وينسى الباقي.
الختــام:
فلنتّقِ الله في أنفسنا وفي أهلنا،
ولنُقدّم التسامح والتنازل على الطمع والمجادلة،
ولنتذكّر أن الدنيا زائلة،
وأن ما نختلف عليه اليوم، سيتنازع عليه أبناؤنا غدًا.
فمن وصل رحمه وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
صرَاع الورثة
- صرَاع الورثة
- أمانة منطقة جازان تطلق ملتقى “خُطى التمكين” لتعزيز العمل التطوعي
- أصبوحتي.. رب كريم قد عطى
- الشاعر والمربي أحمد بن هادي دهاس
- جمعية الأيتام بغـميقة تختتم برنامج “قناديل” لتمكين الأمهات الأرامل
قلم جميل حد العذوبة
بالفعل الموضوع شائك ومتشعب نسال الله الهداية والتوفيق
الله يصلح الحال شكرا للكاتب على هذا الموضوع المتميز ..
كما نوجه الشكر لهذا الموقع الغني عن التعريف بصمة على مايقدمون من جهود وتنوع .
والشكر لكل من كان طرف لفعل الخير ونشر المحبة بين الناس.
موضوع هادف شكرا للاخ ابو احمد على هذا الطرح الجميل