مقالات

طاقة الماء : ما الذي تهمس به المياه لأجسادنا

عبدالعظيم بن يحيى الفيفي

كثيرًا ما أتوقف عند لحظة بسيطة: حين أتناول الماء لأشربه. لا أدري لماذا يتكرر عندي في تلك اللحظات استدعاء تلك الدراسة الشهيرة للعالم الياباني إيموتو ماسارو، التي ألهمتني كثيرًا وفتحت أمامي أسئلة لا تزال تبحث عن أجوبة حتى اليوم.

في كتابه “رسالة من الماء”، كشف “ماسارو” عن نتائج مذهلة: أن الماء يتأثر بالكلمات التي نوجهها إليه. بل أكثر من ذلك، أن الكلمات الإيجابية تُشكّل في داخله بلورات جميلة ومنتظمة، بينما الكلمات السلبية تُشوّه تلك التكوينات الدقيقة.

هذا الاكتشاف جعلني أتساءل: إذا كان الماء يتأثر بما نوجهه إليه من كلمات، فكيف بتأثير كلمات مثل: “بسم الله” التي نقولها عند شرب الماء أو بدء الطعام؟ كم من الطاقة الطيبة تنساب مع هذه الكلمات إلى أجسادنا؟

-الأمر لا يتوقف عند شربة ماء. فأجسادنا تتكون من حوالي 70% من الماء، مما يعني أن الكلمات التي نسمعها ونرددها يوميًا تُعيد تشكيل أجسادنا من الداخل. نحن في تفاعل مستمر مع الكلمات التي تحيط بنا – سواء أكانت مشجعة أم محبطة.

عندما نتعمق أكثر في تكوين الكون كما يشرحه الفيزيائيون، نكتشف أن كل شيء – الماء، الهواء، وحتى القلم الذي أكتب به هذه الكلمات – يتكوّن من ذرات. والذرة بدورها تحتوي على نواة تحيط بها جزيئات تدور في مسارات دقيقة. كل شيء في الكون هو طاقة في أصله. والكلمات التي ننطق بها تُطلق طاقة معينة، تزداد تأثيرًا إذا ارتبطت بنوايا صادقة ومشاعر حقيقية.

لكن هنا يبرز سؤال مهم:

هل تكفي الكلمات وحدها لتغيير تركيب الماء والأشياء؟ أم أن الكلمات التي لا تحمل نية أو شعورًا صادقًا تكون تأثيراتها محدودة أو هامشية؟

ماذا لو أن شخصًا قال كلمات إيجابية لكنه كان يعيش في حالة خوف أو حزن أو غضب؟ هل تظل هذه الكلمات قادرة على تشكيل بلورات ماء جميلة؟ أم أن المشاعر السلبية تفرغ الكلمة من طاقتها؟

أياً كانت الإجابة، يبقى المؤكد أن الإنسان بحاجة إلى أن يتأمل في نواياه ومشاعره قبل أن تدخل قطرات الماء إلى جسده. فالكلمة لا تمر دون أثر. والماء لا ينسى.

لكن الأمر الأعمق هو أننا نحن أنفسنا “حقول طاقية”، مزيج من أفكار ونوايا ومشاعر تصنع واقعنا وتترك بصمتها في بيئتنا.

في الختام ربما ندرك أن الماء ليس مجرد مشروب، بل هو صديق حساس يسمع كلماتنا ويحتفظ بها في أعماقه. لعلنا نحتاج أن نُصبح أكثر وعيًا بما نقوله، ليس فقط احترامًا للآخرين، بل حبًا لأنفسنا. فالكلمة التي تقولها للغير تعبر أولاً من خلالك، فتؤثر فيك قبل أن تصل إليه.

اختر كلماتك كما تختار الماء النقي الذي تشربه. اجعل كلماتك ماءً نقيًا يسقي روحك قبل أن يسقي جسدك

‫2 تعليقات

  1. بارك الله فيك ولا فض فوك. كلمات لها عميق الاثر بالنفس ويسترسل القاري في حروفها بكل خيال. ويحاول الاصغاء لكل جملها. اولا للفايده ثم للالتزام بها
    شكرا لك وتحياتي لك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى