مقالات

علمنا راية قيم

الرياض : د. أريج الجهني

علمنا راية قيم

الحادي عشر من مارس للعام الثاني على التوالي احتفلنا بفخر بيوم العلم السعودي، والذي نعتز بأن هذه الراية الخفاقة شهدت ثلاثة قرون من المجد والبسالة والتاريخ العظيم لراية لم ولن تنكس وشامخة بشموخ قادتنا وشعبنا الذي عززه هذا الأمر الملكي من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- واليوم نحتفل بمكانة هذا العلم وهو راية القيم وعلم تخفق معه القلوب المؤمنة وتنحني له الرؤوس العارفة وتطمئن به الأرواح الخائفة، وقد شاهدنا فرحة المنكوبين في دول العالم عبر التاريخ برؤية هذا العلم، وكيف يستبشرون بما يصلهم من مساعدات وخيرات ولله الفضل والمنة، ولا غرو إن قلنا إن علمنا الوحيد الذي لا ينكس ويبقى مهاباً وهذه البروتوكولات العريقة تؤكد أن قيمة هذا العلم تعكس العديد من القيم والأصالة والفخر والزهو.

«خفاقنا الأخضر؛ راية عز لا تجهل، ورمز خير لا ينفد وهوية أمجاد لا تنسى» هكذا قال معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري في هذه المناسبة السامية، ولا يمكن الحديث عن العلم السعودي دون الاستشهاد بما دونه الكاتب الدكتور بدران الحنيحن وهو مدير عام إدارة الاعتماد الثقافي والتاريخي في هيئة تطوير بوابة الدرعية والذي وثق بدقة مراحل تطور العلم السعودي، حيث قال في وصفه لمكونات العلم: «يرمُز السيف إلى صفتي القوّة والعدل في قادتنا (الأئمة والملوك)، واللون الأخضر إلى السلام والعطاء والنماء والتسامح الذي يعدّ من سمات هذه الدولة المملكة العربية السعودية». وأضيف ما أكد عليه معالي أمين دارة الملك عبدالعزيز المكلف الدكتور فهد السماري أن هذا الاحتفاء ما هو إلا انعكاس لقيمنا النبيلة والسامية، كما أشار إلى أن الراية السعودية تسمى أيضاً بـ(بيرق التوحيد). وأجد أن التأمل في مضمون العلم بحد ذاته فرصة وجدانية حقيقية لمراجعة عطائنا وأعمالنا فإن هذه الراية تستحق منا أن نقف تحتها صفاً واحداً وأن لا نحيد عن العدل والإنصاف وأن يكون الأخضر نمط تفكير وشغف ومحفز مرئي للطموحات القابعة في الأذهان.

إن الدلالات الوطنية والدينية العميقة في العلم متوارثة ورصينة، بل إن الحزم أيضاً يظهر في سيف يخشاه الفاسدون والفاشلون ويعشقه كل ذي ضمير، وشهادة التوحيد كمال الإيمان وانعكاس للدولة وعظمتها وامتداد تأثيرها الخالد وحضورها الوجداني في قلوب المسلمين حول العالم وقبلتهم المكانية والشاعرية ومنارة الإلهام. إن علو المكانة هو قدر هذا العلم وقوته التي تتضاعف يوماً بعد يوم، ولك أن تعلم أن الدولة سنت القوانين ووضعت العقوبات الرادعة لمن تسول له نفسه المساس بهيبة هذا العلم فكل من أسقط أو تعرض للعلم بأي طريقة كانت فهو معرض للعقوبة، فهو رمز هويتنا الوطنية والدينية ونموت ونحيا دونه، دمتم ودامت لنا راية الوطن راية قيمنا وحاضرنا وأمسنا ومستقبلنا علمنا الذي نموت ونحيا دونه، والله يرعاكم.

المقالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى