فَجَاءَ الرَّبِيعُ وَقَدْ كَفَّنَا

رَعِـيَّــتْ عُـهُــودُ الْهَـوَى بَيْنَنَا
فَهَانَتْ دُمُـوعِــي وَهَــنْـتُ أَنَا

فَـلَا حَفِظْنَا الْعَـهْـدَ أَرْضَـاهُـمْ
وَلَا الـدَّمْــعُ أَدْنَـاهُـــمْ عِنْــدَنَا

أَبَارِزُ قَـلْـبِـي وَأُخْفِـي الْجَـوَى
وَلِلـنَّارِ بَـيْــنَ ضُــلُــوعَـيْ سِنًّا

سَــــلَامٌ عَلَيْــكَ فَـأَنْـتَ الَّــذِي
إِذَا شَـــاءَ أَفْــــرَحَ أَوَأَحْــــزَنَـا

فَيَـا لَـكَ مِـنْ جَـنَّــةٍ أَوْصَـدْتَ
عَـلِــيّ وَغَــيْــرِي بِـهَـا أَسْـكَـنَا

وَيَالِــكَ ظِــــلًّا عَـــدِمْــتَ بِــهِ
مُــقَــيــلَا وِغِـيـــرِي بِـهِ وَطَـنًا

فَـإِيَّـاكِ يَـاعَـــاذِلِـــي أَنْ تَـــرَى
بِأَنَّـكَ بِالنُّــصْــــحِ أَسْـعَــــدْتَـنَا

أَلَسْتَ تَرَى نَاصِحِي فِي الْهَوَى
بِـأَنَّــكَ أَكْـــبَــــــرُ فَـتَــــكَ بِـنَـا

رُوَيْـــدَا رُوَيْـدَاعْــــذُولِي فَـقَـدْ
وَشَيَــــتْ إِلَـيْـــنَـا بِـأَرْوَاحِــــنَـا

هِـــيَ الـرُّوحُ وَالـرَّاحُ لِلْمُسْتَهَامِ
هِــيَ الطِّـبُّ وَالــدَّاءُ قَـدْ ضَمِنَا

فَـمَـا خُــلِقَــتْ نَعَـسَـــتْ عَيْـنَهَا
وَلَكِنَّـــهَا اكْــتَـحَــلَــتْ نَـوْمَـــنَـا

وَمَــاعِلَــةُ مَــرِضَــتْ مُـهْــجَتِي
وَلَــكِــنْ جِــفْــنًـا مَـــرِيـضَــارَنَـا

وَبِالـثَّــغْــرِ مِنْــهَـا أَقَــــاحَ وَوَرَدَ
فَـكَـــيْــفَ لِـجَــمْــرَ بْـثَلْــجٍ دَنَا؟

لَقَــدْصَــارَ بَـدْرٌ السَّــمَا صَاحِبِي
فَبَــدْرِي عَلَــى الْأَرْضِ قَــدْ مُلْـنَا

وَأَنْـجَــمَ لَيْلِــي غَـــدْتْ عُـــودِي
وَخُـلِــيَ تُــجْــنَـــى وَمَــاعَــادُنَـا

لَـقَــدْ صُــدَّ عَـنَّـا بِـــلَا رَجْــعَــــةٍ
فَـحَـلَّ بِنَـا الْفَـقَــرْ بَـعْـــدُ الْغِـنَـى

وَضَـاعَــتْ حَيَـاةُ الْمُحِـبِّ سُـدَى
فَـجَــاءَ الــرَّبِــيــــعُ وَقَــــدْ كُـفْـنَا

غَــــدًا كُــــلُّ شَــــيْءٍ بِـأَيَّــامِــنَـا
يَـبَـابَـاوْقْـــدْ كَــانَ مَــــا أَحْـسَنَـا!

فَـيَـا كُــلُّ مَــنْ عَشِــقُــوَا قْـبَـلْـنَـا
أَذَقْتُــمْ كَـمَـا ذُقْـتُ ثَـكْــلَ الْمِنَى؟

وَهَـــلْ كُــلُّ خَــلٍّ كَـمَـاصَـاحِـبِــي
يُــدَاوِي جِـرَاحِـي بِقَـتْـلِ الْـمِـنَـى.

فَجَاءَ الرَّبِيعُ وَقَدْ كَفَّنَا