قرية جازان التراثية.. حكاية الماضي وعبق الحاضر
إعداد :حمد دقدقي المشرف العام على القرية التراثية

قرية جازان التراثية تجسّد لوحة حيّة تنبض بتاريخ الآباء والأجداد، وتجمع بين المعالم التاريخية والتجارب التفاعلية في مشهدٍ يروي موروث المنطقة الثقافي والحضاري والفني.

جاء تصميم القرية بطابعٍ معماري فريد يمزج بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر، مستلهمًا طبيعة جازان الغنية بتنوّع بيئاتها الجبلية والتهامية والساحلية. استخدمت في بنائها المواد المحلية من الحجر والخشب ومواد البناء التقليدية القديمة لتعيد للأذهان طراز البيوت القديمة وأجواءها الدافئة.

وتضم القرية نماذج متعددة من البيوت التراثية، مثل البيت الجبلي الذي يعكس طراز البناء في محافظات فيفا والدائر والعارضة والريث، والبيوت التهامية التي تجسّد بيئة صامطة وأبوعريش وصبيا وبيش، والبيت الفرساني الذي يستلهم ملامح فرسان بجمالها البحري. كما تظهر بعض النماذج لمساكن من الطبقة الميسورة، ومنها بناء العريش المميز بتفاصيله الجمالية.

وتضم القرية مرافق متنوعة تشمل قاعات ومسرحًا ومطاعم شعبية وسوقًا تراثيًا يعرض جوانب الحياة اليومية، إضافة إلى مكتبة معرفية تُعنى بمواضيع التراث والتاريخ والثقافة، مما يجعل القرية مركزًا حيًّا للتعلّم والفهم العميق لتراث جازان.

ويحتضن متحف القرية العديد من القطع التراثية كالأسلحة القديمة من بنادق وسيوف وخناجر، إضافة إلى أدوات الزراعة والصيد. كما تبرز محلات الصناعات اليدوية مهارة الحرفيين في صناعة الطواقي وحياكة الأثواب النسائية المطرزة والحلي القديمة التي تجسد أناقة المرأة في الماضي.
وتحاكي القرية ببيئاتها المتنوعة حياة الجبال والساحل وتهامة، فتقدّم مشاهد عن صيد اللؤلؤ والغوص، والزراعة الجبلية، وأنماط المعيشة البسيطة التي اتسمت بالتكافل الاجتماعي والتعاون اليومي بين الأهالي.
ومن خلال الفعاليات والأنشطة التي تُقام في القرية، يتم تعريف الزوار بالحياة اليومية القديمة وصناعات الفخار والفنون الشعبية، في تجربة تجمع بين الترفيه والمعرفة.

إن قرية جازان التراثية ليست مجرد معلم سياحي، بل منصة تعليمية وثقافية تُسهم في إحياء التراث، وتعريف الأجيال بالتنوع الاجتماعي والمعيشي في المنطقة، لتبقى نافذة مشرعة على تاريخ جازان الأصيل وتنوّع حاضرها المزدهر.
تقرير من إعداد
حمد دقدقي
المشرف العام على القرية التراثية



