مقالات

قرِّب عصاك

بقلم: إبراهيم النعمي

تزخر منطقتنا بتاريخٍ عريقٍ وجغرافيا ثريةٍ بتضاريسها المتنوعة، التي أسهمت في تنوّع العادات والتقاليد والفنون الشعبية الموروثة عن الأجداد. تلك العادات الأصيلة كانت وما زالت عنوانًا للنبل والكرم والترابط الاجتماعي بين أبناء المجتمع.

ومن أبرز ملامح هذا التراث الجميل الفنون الشعبية التي كانت تُؤدّى في الأعراس والمناسبات السعيدة، كـ رقصة السيف والعرضة والعزاوي، وهي رقصات تعبّر عن معاني الفخر والشجاعة والانتماء.

ففي العرضة يجتمع الأهالي في صفوف نصف دائرية، يتوسطها راقصان يؤديان حركاتهما على وقع الطبول بإيقاع مهيب يبعث في النفوس الحماس والبهجة.


أما العزاوي، فهي رقصة رشيقة وسريعة الإيقاع، يؤديها الشباب المهرة في تناغم جميل يعكس روح القوة والحيوية.

ومع مرور الوقت، ونتيجة لانفتاح العالم وتداخل الثقافات، تسللت إلى هذه الفنون الأصيلة بعض المظاهر الغريبة التي لا تمت لتراثنا العربي الأصيل بصلة، فبدأ بعض الشباب يقلدون حركات دخيلة متأثرة بعاداتٍ وافدةٍ بعيدةٍ عن قيمنا وتقاليدنا.

عندها، تتحرك غيرة الرجال الغيورين على موروثهم وهويتهم، فيسعون إلى نصح هؤلاء الشباب وتوجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، مؤكدين أن الرقص الشعبي ليس لهوًا أو ترفيهًا فقط، بل هو رمز للفخر والشجاعة ومظهر من مظاهر الأصالة والرجولة.

وقديمًا، كان كبار السنّ إذا رأوا تجاوزًا في أداء هذه الفنون، قرّب أحدهم عصاه تأديبًا وتنبيهًا، لا عن عنف، بل عن حرصٍ وغيرةٍ على تراثٍ يجب أن يُصان ويُورّث للأجيال القادمة كما حفظه الآباء والأجداد.

نسأل الله أن يحفظ شبابنا وبناتنا، ويهديهم إلى التمسك بقيمهم وموروثهم الوطني الأصيل، وأن يحفظ وطننا الغالي وقيادتنا الحكيمة، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والعزّ والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى