مناسبات

لماذا نحب حكامنا ؟

بقلم اللواء ركن متقاعد: أحمد بن محمد الفيفي

سلسلة منشورات للذين يقولون نحن وطنيين زيادة..

سأتحدث لكم عن محافظتي فيفاء التي أعيش فيها وهي واحدة من بين 150 محافظة سعودية.. موزعة على مساحة المملكة العربية السعودية، والتي تقدر بأكثر من 2,250,000 كيلومتر مربع.

(محافظة فيفاء) عبارة عن مجموعة جبال تبدو من بعد وكأنها جبل واحد والتي يقدر ارتفاع أعلى قمة فيها بنحو 1814 مترًا (5951 قدمًا) فوق سطح البحر، والغالبية يرون بأن ارتفاعها حوالي 7000 قدم.


سأتحدث هنا كيف كانت تعيش هذه القبائل في الماضي (قبل وصول الحكم السعودي الميمون) إليها، وسيكون حديثي بلغة سهلة ومبسطة، وما سأورده من معلومات التي أوردها هي ما سمعته من والدي وجدي وغيرهم ممن عاصر جيلهم -رحمهم الله- وأسكنهم فسيح جناته، وكذلك من خلال قراءتي لبعض المراجع المعتمدة.


أولاً: لم تلق فيفاء الاهتمام من المؤرخين والجغرافيين القدامى، حيث يعود السبـب في ذلك إلى عزلتها قديماً عن العالم المحيط بها واستقلاليتها التامة. وكلنا يعلم ما لهذه المنطقة الجبلية من خصائص منها:


1- صعوبة التضاريس في جبال فيفا، والتي نتج عنها صعوبة الذهاب منها وإليها، لذلك فإن هذه الجبال لم تكن ممرًا لقوافل المسافرين قديما، ولم تكن من المدن الساحلية التي تصلها البواخر حتى ينتعش اقتصادها، مما أدى بهم إلى أنه لم يكن لهم أي مشاركة في المعارك والأحداث السياسية. وعلى ما يبدو أن موقعهم الجغرافي ذلك، جعل اتصالاتهم محدودة أيضًا، فقد عاشت قبائل هذه الجبال عزلة عمن حولها، معتمدة على منتوجاتها المحلية من الزراعة التي كانت تعم الجبل والسهل، مضيفة لها مهنة الرعي وتربية الماشية وبالذات في سهول تلك الجبال.


وتلك الاستقلالية نتج عنها أن الحكم الفعلي والمباشر في جبال فيفاء كان بيد مشايخ قبائلها قبل دخولها تحت الحكم السعودي، وكان لكل قبيلة العديد من المشايخ، ولم يصبح لكل قبيلة من قبائل فيفاء شيخ واحد كما هو حاصل الآن إلا مع بداية عهد دولتنا الزاهر.


فكان لها قوانينها العرفية القبلية التي تنظم حياتها وتعتمد في أحكامها على الاجتهادات التي قد تصيب وقد تخطئ لا سيما في الحقوق الخاصة.


وبالرغم من ذلك فقد تعرضت جبال فيفاء وقبائلها لبعض الغزوات الطامعة في خيرات ذلك الجبل وخيراتهم.
وذلك من بعض أئمة اليمن كالدولة القاسمية وكذلك الدولة المتوكلية وبعض إمارات تهامة وعسير (ذُكر ذلك في المخلاف السليماني، وغيره من المراجع والمخطوطات) ولكن بعض هذه الغزوات يتم كسرها قبل صعودها للجبل أو لا تدوم طويلاً في حالة حققت بعض الانتصارات لا سيما ان أهالي فيفاء يشتهرون بالمقاومة الشرسة، تخدمهم طبيعة الأرض، ومعرفتهم ببعضهم، وتفانيهم في طرد أي محتل، وهي غزوات عديدة في قرون مختلفة من أشهرها:


غزوة سنة 942 هـ التي جهز فيها عز الدين بن الإمام يحيى شرف الدين جيشاً قائــــــدهم السيد حســــن بن الإمــــام عز الدين إلى بلاد فيفا وبعض الجهات المجاورة.


غزوة عام 1035 هـ حيث تعرضت جبال فيفاء لغزو آخر من قبل قوات الإمام محمد بن القاسم الملقب بالمؤيد، بقيادة أخيه سيف الإسلام الحسن.


غزوة عام 1072 هـ، حيث غزت الجيوش اليمنية فيفاء مرة أخرى بهدف استعادة احتلالها، في فترة حكم المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم أخي الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الذي غزى فيفا في عام 1035 هـ..


غزوة عام 1086هـ، حيث تم إرسال حملة بقيادة حسن بن الإمام المتوكل إلى فيفا بجيش كبير بعد أن ثارت قبائل فيفا على القوات الغازية، وامتنع أهالي فيفاء عن دفع الزكاة.


وهناك بعض الحروب الطويلة بين أهالي فيفا وبعض أئمة اليمن ومنها الغزوة التي ذكرها الشرفي في مخطوطة اللآلئ المضيئة، قام بها شرف الدين الحسن بن محمد عام 1117 هـ.


وكذلك تم غزو فيفاء في عامي 1174 و1175هـ، من قبل أمير (أبو عريش) محمد أحمد من الأشراف آل خيرات وقبائل يام وعلى رأسهم رئيسهم القاضي إسماعيل المكرمي لجبال فيفاء.


وكان آخر تلك الغزوات غزوة الدولة المتوكلية والتي كان إمامها حينها الإمام يحيى حميد الدين بقيادة أخيه أحمد حميد الدين وذلك في عام 1352 هـ.

لهجة فيفاء

لقبائل فيفاء لهجة خاصة يعرفون بها تختلف عن باقي لهجات العرب لكنها لا تختلف كثيرا عن لهجات القبائل المجاورة لها…العديد من الكلمات الخاصة بلهجتنا قد تبدو غريبة. الغريب في الأمر أن الكثير من مفردات هذه اللهجة هي لغة عربية فصحى. لا زالوا أهالي فيفاء محافظين عليها والتي قد تبدو لغير أهالي فيفاء ومن جاورها كلمات غريبة لا تفهم نتيجة لتفشي العامية واللحن بينهم. وهناك الآن العديد من الأبحاث التي تتطرق لهذه اللهجة بالتفصيل المفيد. وفيها ما يغني طالب المعرفة.

2- تكونت الدولة الإدريسية نحو عام 1327 هـ، وامتد نفوذها من عاصمتها صبياء فيما كان يعرف بالمخلاف السليماني وما لبثت فيفاء أن دخلت تحت الحكم الإدريسي وكان دخولاً اسمياً أكثر من دخولها فعليًا بحيث كانت تمد الإمام محمد بن علي الإدريسي بالمقاتلين الأقوياء ودفع الزكاة، وقد يحدث أحيانًا بعض التمرد من بعض قبائل فيفاء كقبيلة الحكمي فكانت الحكومة الإدريسية تضيق الخناق بطلباتها المادية من القبائل الجبلية وحتى تضمن تنفيذ أوامرها فإنها كانت في بعض الأحيان تطلب (رهائن) اي أشخاص تحتجزهم لديها ليتم تنفيذ طلباتها، وفي الغالب يكونون من المشايخ أو ذوي الجاه والأعيان.


ومنها محاولتها إخماد أحد الثورات التي قامت بها قبيلة آل أبي الحكم في جبل فيفاء وعند الاقتراب من سفح الجبل استخدموا مدفعية لقصف جبل الحكميين ولكنه كان عديم الجدوى وتم التخطيط من قبل ابناء القبيلة للهجوم ليلا على تلك القوات وفعلا تم طردها وتم الاستيلاء على ذلك المدفع، وتم حمله إلى داخل الجبل وحسب حد علمي انها لا تزال بقاياه عند أحد الاسر في جبل الحكمي بفيفاء.


ومع ما تتصف به حكومة الإدريسي ومقاتليه من شراسة وقوة وأصدق دليل على ذلك هزيمتهم للعثمانيين في معركة الحفاير بجازان والتي توسعت بعدها تلك الحكومة حتى وصلت إلى محافظة صعدة اليمنية ووصلت الى الحديدة، وبعض أجزاء من منطقة عسير.


ظلت قبائل فيفاء تحت حكم مشايخها الفعليين اللهم إلا من الأمرين السابق ذكرهما، بل وصل الأمر بالحاكم محمد بن لي الإدريسي مؤسس دولة الأدارسة بالمخلاف السليماني أن يلجأ أحيانًا إلى جبال فيفاء وهروب عندما تلم به الضوائق.


3- وكما ذكرنا فإن فيفاء تتكون من (١٨) قبيلة تشتغل بالزراعة وتربية الماشية والرعي.. والرعي يتركز على سفوحها.. فكانت عيشتهم بسيطة، وكانوا يجلبون مؤنهم من اسواق صبيا وجازان وأبي عريش وأحيانًا من بعض أسواق بلاد صعدة كسوق الرقو وغيره، ومن بعض الاسواق الشعبية المتواضعة التي تقام يومًا في الأسبوع سواء في فيفاء أو لدى القبائل المجاورة وهي قليلة جدا.. فمعظم عيشتهم يكون من تبادل المصالح المعيشية بينهم.


4- من الملاح قديمًا وللأسف انتشار القتل والثأر بين أبناء عض قبائل فيفاء وكان هو سيد الموقف، إضافة إلى الاشتباكات مع بعض القبائل المجاورة.


وكما أسلفت كانت الاحكام العرفية وما يسمى (بالسلم والعرف والسوق والنثاق)
هو ما ينظم حياة الاسر والمجتمعات، والقبائل.


5- كانت قبائل فيفاء تعمل اتفاقيات مع القبائل المجاورة في حل الخلافات بالتفاهم وتطبيق تلك القوانين التي اتفقوا عليها قبائل (اليهنوي والفرودي) وهي من كانت تخفف الصدامات بين هذه القبائل.


6- كان الدين الاسلامي هو الديانة الوحيدة في فيفاء .. لكن كانت هناك بعض الشركيات والمعتقدات المنتشرة المخالفة لتعاليم الإسلام السمحة، حالها حال الكثير من بعض البلدان في الجزيرة العربية وخارجها، وكان من ضمن العادات التي لا تتفق مع تشريعات الدين الإسلامي والتي سمعناها من أجدادنا ولم ندركها أو نعايشها لإنها كانت فيما قبل العهد السعودي فقد كان من يقتل أكبر عدد من الرجال يعتبر في نظرهم بطلاَ سواء كان على حق أو لم يكن على حق.


وكان نظرة بعضهم لمن يموت ولم يقتل أحد، فإنهم يترحمون عليه قائلين: (رحمه الله ولو أنه لم يقتل أحدًا). وكان السارق في نظر بعضهم يعد بطلاً ويكون حديث المجالس فيقال (فلان رجال يتعشى ليلة لا عشا) اي عندما تكون الناس جياع فهو يسرق له عشاء حتى لو قتل شخص من اجل ذلك.


وكل تلك الأمور ما لبث أن تلاشت مع دخول الدولة السعودية، ولله الحمد.


7- كان أهل فيفاء يعرفون ان هناك حكومة الإمام القاسمي في صعدة وحكومة الأدارسة بجازان وحكومة ال حميد الدين بصنعاء، ولكنهم يرون ان بقائهم تحت الحكم الإسمي الإدريسي دون الانضمام لإحدى الحكومات الأخرى هو الأفضل.


فكان حاكم صنعاء وما جاورها الإمام يحيى حميد الدين يراسل مشايخ يطلب منهم الانضمام لحكومته، وكذلك مراسلة الإمام الحسن بن بن يحيى القاسمي إمام صعدة.


وهنا ندخل إلى كيفية انضمام فيفاء إلى حكم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ،،، فقد حصل لقاء بين الشيخ الشمل آن ذاك الشيخ علي يحيى الفيفي ومن معه من مشايخ ومن ذوي الرأي والمشورة مع الشيخ ابن دليم شيخ قحطان رحمهما الله ..


وذكر ابن دليم للشيخ علي بأن الملك عبدالعزيز وجيشه اهل خير وصلاح وقوة ومستقبل زاهر ودين الاسلام هو نهجهم، فأخذ الشيخ علي يحيى برأيه وجمع شيوخ القبائل وعدد كبير من ابناء القبائل وعرض عليهم مبايعة الملك عبدالعزيز فاقتنعت القبائل وطلب من كل قبيلة عدد معين للذهاب صبيا مقر المعاهدة. وتمت البيعة هناك.


وكما اسلفت فإن محافظة فيفاء منطقة جبلية وعرة وتضاريسها صعبة للغاية تقع من ضمن الجبال السفحية المعروفة تاريخيا وجغرافيًا بجبال تهامة الموازية لسلسلة جبال السروات وهي قريبة من الحدود اليمنية من الحدود اليمنية، ولا يفصلها عنها إلا بعض جبال بني مالك المجاورة وبني حريص عوجبة.


وكما أسلفت أيضًا فقد دخلت جبال فيفاء وقبائلها وبعض ممن جاورهم تحت الحكم الإدريسي فما علمنا من آبائنا وأجدادنا عن أي مميزات حصلوا عليها، حتى أن العلم والتعليم التي كان من المفترض على الدولة الإدريسية نشره لم ينتشر فيهم ناهيكم عن بعض المميزات التي كان لزامًا عليهم توفيرها لمن هم تحت حكمها.


وهنا يظهر لنا تسائل مهم ألا وهو:
ما هي المميزات التي حصل عليها أبناء محافظة فيفاء (مثلهم مثل غيرهم من بقية مدن ومحافظات في عهد الدولة السعودية الزاهر؟


الجواب على ذلك يصعب حصره في هذه العجالة، ويصعب شرحه والتعمق فيه، ولكنني سأذكر بعض النقاط الهامة وباختصار شديد:


١- افتتحت مدارس للبنين والبنات على حد سواء في كل أنحاء فيفاء لجميع المراحل التعليمية، فانتشر العلم والتعليم بشكل كبير جدًا.


ولم يتوقف عطاء دولتنا الرشيدة الحبيبة عند هذا الحد في التعليم ونشره وتسهيل كل ما يشجع عليه، فنظرًا لصعوبة المنطقة الجبلية كما سبق وأشرت، فقد قامت الدولة مشكورة:

  • بصرف تغذية مدرسية بشكل يومي لكل الطلاب عبر وجبة غذائية كاملة ومتنوعة.
  • صرف مكافأة شهرية نقدية.
  • التعاقد مع شركات مواصلات لنقل للطلاب من وإلى مدارسهم.
  • بناء مجمعات تعليمية حكومية بها كافة المواصفات بدلا عن المباني المستأجرة بعد أن أصبحت المواصلات ميسرة ولله الحمد.

    أما فيما يخص الصحة:

    فقد اهتمت الدولة اهتمامًا كبيرًا بصحة المواطن بشكل لافت للنظر عبر خدمات القطاع الصحي المتنوعة في مدن ومحافظات وقرى المملكة ومنها جبال فيفاء فلله الحمد والمنة ومن ذلك:
  • افتتاح مراكز صحية عالية الخدمة في كافة أنحاء محافظة فيفاء وبشكل لافت للنظر.
  • وجود مستشفى فيفاء العام، ويوجد به معظم التخصصات المصحوبة بكفاءت طبية. ولا زالت هناك بعض المشاريع الصحية التي سترى النور قريبًا بإذن الله.

    ومن اللافت للنظر في جبال فيفاء وما جارها من نشاط ظاهر لوزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد، حيث بنت العديد من المساجد في أنحاء متفرقة من جبال فيفاء، واهتمت بصيانتها، وعينت خطباء وأئمة ومؤذنين وخدم مساجد برواتب مجزية. جزاهم الله خيرًا.

    وأما الطرق فيصعب وصف المعاناة والصعوبة التي واجهت الوزارة ذات الشأن ممثلة في بعض إداراتها ذات الاختصاص، حيث فتحت طرق عامة وطرق فرعية تصل إلى جميع المنازل مع سفلتتها وإنارتها ووضع كافة نواحي السلامة في معظمها.


    وكلك تقوم البلدية بمشاريع جبارة للسفلتة واصلاح الطرق والانهيارات وتتعاقد مع شركات نظافة تحمل النفايات من عند كل منزل يوميا.

  • أما عن دخول الكهرباء وإيصال التيار الكهربائي لكافة أنحاء فيفاء فقد كان من الصعوبة بمكان وكان مشروعًا جبارًا صعباً في منطة جبلية وعرة كجبال فيفاء، حتى أنهم قد اضطروا إلى نقل خزانات الكهرباء والأعمدة بطائرات عمودية كي يتسنى للحكومة تنفيذ هذا المشروع العملاق، وذلك قبل أربعون عامًا في عام 1407 هـ. فعمت الكهرباء جبال فيفاء واستفادوا منها وابتهجوا لذلك وتسهلت عليهم الحياة بشكل أكبر من ذي قبل.

    ولإن فيفاء غابة من الأشجار المتنوعة منها الطبيعي ومنها ما تستخدم في الأكل والشرب ومنها ما يستخدم للدواء وغير ذلك من الاستخدامات النافعة. فقد اهتمت الدولة رعاها الله في هذا الجانب فتم دعم المزارعين بقروض تسدد على عشر سنوات وكلك تم دعم البعض منهم بمعدات زراعية تسهل عليهم عناء وصعوبة الزراعة التقليدية وما يصاحبها من مجهود كبير.


    ولإن جبال فيفاء كما سبق وذكرت يمارس الكثيرون منها مهنة الرعي وتربية الماشية فقد تم دعم أصحاب المواشي وأصحاب المناحل من مربي النحل بمبالغ شهرية كمعونة لا يتم تسديدها للدولة.


    كذلك هناك اطباء بيطريون يقومون بخدمة أصحاب المواشي، ويقدمون الاستشارات والتوجيهات والتطعيمات والأدوية مجانا.


    وفيما يخص المياه:

    فإنه يتم حاليًا العمل على ايصال مياه التحلية الصالحة للشرب لكل منزل مع وجود (صهاريج مياه) تقوم بإيصال المياه للسكان مجانا، ويندر أن تكون بعض صهاريج المياه مدفوعة الثمن.
    وأما على مستوى الاتصالات:
  • فقد تم تركيب أبراج اتصالات في كل نواحي محافظة فيفاء لتغطي المنازل بنسبة تتجاوز ال ٨٠٪، ولله الحمد.

    ومن النعم العظيمة التي أنعم الله بها على المواطنين من ذوي الدخل القليل أو بعض الاسر التي ليس لها دخل أو ليس كان رب الاسرة غير موظف فإنه يتم صرف ضمان شهري لتعيش هذه الأسر معززة مكرمة، إضافة لما يعرف بحساب المواطن لمواجهة غلاء بعض أمور المعيشة وهذا المبلغ يشمل فئة كبيرة جدًا من المجتمع.


    أما فيما يخص الوظائف والتوظيف ووظائف أبناء محافظة فيفاء في دولتنا المباركة بإذن الله فسأكتفي بضرب بعض الأمثلة من قريتي وقبيلتي التي كما اسلفت هي واحدة من (١٨) قبيلة.
    فمن فضل الله وكرمه علينا وعلى دولتنا أن حكامها لا يميزون قبيلة عن غيرها من القبائل ولا منطقة على غيرها من المناطق .. ولكل مجتهد نصيب ..


    فعلى سبيل المثال في قريتي:
  • إحدى عشر أسرة فيها (١٠ ) ضباط من مختلف الرتب والقطاعات.
  • فيها استشاري طب وفيها قاضي وفيها مدير عام في أحد فروع (سدايا) الذكاء الاصطناعي، وغيرهم من المعلمين والموظفين في شتى مناطق المملكة. وهذا فيما يخص عشيرتي التي أنتمي إليها وأما فيما يخص القبيلة عامة، ففيها أحد الأطباء الخاصين بملكنا المفدى سلمان بن عبدالعيز- حفظه الله-. وهناك نائب معالي هيئة الحكومة الرقمية. والعديد من حملة الدكتوراه من ذكور وإناث وأما نسبة حملة شهادة البكالوريوس فهي تتجاوز ال ٧٥٪، فما بالكم إذا حاولنا إحصاء كل من حصلوا على المراتب العليا في مختلف المجالات في كافة قبائل فيفاء الثمانية عشر والذين يعدون في مجملهم بالآلاف ولله الحمد ثم الشكر لدولتنا التي وفرت لنا العلم والتعليم والوظائف في كافة المجالات، لنتمكن من خدمتها ورد الجميل والمساهمة في بناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا.

    الخاتمة

من جبال العزلة وصعوبة المعيشة إلى نهضة العلم والتنمية، سطرت فيفاء كغيرها من محافظات المملكة العربية السعودية قصة تحول تعكس جوهر مشروع الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز وحتى عهدنا الزاهر. لقد أثبتت تجربة فيفاء أن رعاية الدولة السعودية لم تفرق بين منطقة وأخرى، وأن العدالة في التعليم والصحة، والتنمية، والدعم الاجتماعي شملت الجميع، ليبقى الجواب على سؤال ‘لماذا نحب حكامنا؟‘ حاضرًا بوضوح:

لأنهم جعلوا من حاضرنا أجمل ومن مستقبلنا أكثر إشراقًا.

بقلم اللواء ركن متقاعد:
أحمد بن محمد الفيفي

________________

تعليق واحد

  1. ماشاء الله
    يعطيك العافية ابو سامي
    سرد رائع ودقيق اعطيتم لمحه موجزه عن تاريخ فيفاء في الماضي والحاضر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى