دين ودنيا

لماذا نحزن ؟؟

أ : علي بن جبران المدري

لماذا نحزن ؟؟

دائما ما نسمع كل عام في ختام شهر رمضان الحزن ومظاهر البكاء والإحباط بقرب نهاية شهر الصيام أو عند نهايته .

فلماذا نحزن ؟

وقد من الله علينا بإدراك الصيام وقراءة القرآن بل علينا أن نفرح بنعمة الهداية لدين الإسلام ذلك الدين الذي إختاره الله لنا واختارنا خليفة لله في الأرض .لا ينبغي الحزن على فراق رمضان لأن الله تعالى يقول : (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) .

فالله أمرنا بالتكبير والتكبير لا يكون إلا للفرح والصحابة رضي الله عنهم لم ينقل عنهم مظاهر الحزن كما نسمع بل كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر ان يبلغهم رمضان وستة أشهر يدعونه أن يتقبل منهم صوم رمضان .

فعلينا أن نفرح بنعمة الله علينا ، وبإحسانه إلينا وإتمام نعمته وإكمال فضله ..

فأكرمنا ببلوغ رمضان ، وأتم علينا نعمته بإكماله ، وتفضل علينا بتوفيقه، فوفقنا فيه فصمنا الشهر كاملاً ونحن بصحة وعافية وقام من قام الشهر كاملاً وقام البعض أكثره فأدرك الفضل وتعرض لنفحات رب العالمين ، ودعوناه ورجوناه ولن يخيب الله أملنا بفضله وإحسانه والله ارحم بنا من أمهاتنا ولن يضيع أجر من أحسن عملاً .

ولماذا لا نفرح ؟

والله تعالى يقول: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }

ولماذا لا نفرح ؟

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ من صام رمضان إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ]، وقوله [ من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ] ـ وقوله [من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ].. وقد صمنا بحمد الله، وقمنا بفضل الله وتوفيقه وقرأنا القران بتوفيق الله ، والتمسنا ليلة القدر قدر الطاقة والمستعان .

فاللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتسابا ، وقام رمضان إيماناً واحتساباً ، وممن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً..

اللهم أتمم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك واجعلنا من المقبولين .

إن إنقضاء رمضان ليس معناه انتهاء العبادة .. فإذا كان رمضان قد انتهى فإن رب رمضان لا يزول ولا يحول ، وإن كان رمضان مضى ، فإن رب رمضان هو الحي الذي لا يموت .. وبئس العبد عبدٌ لا يعرف ربه إلا في رمضان .

ليس معنى إنتهاء رمضان نهاية الصوم ، فإذا كان صوم الفريضة قد تم فهناك صيام النوافل ( الاثنين والخميس، والست من شوال ، وعاشوراء ، وعشر ذي الحجة وغيرها )

وإذا كان قيام رمضان قد انتهى ، فإن قيام الليل لم ينته .. والأمر ما زال كما قال : عليه الصلاة والسلام [ أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل ].

وأما القرآن فليس هو بكتاب رمضان فقط ،

وإنما هو دستور الله لأمة الإسلام على مدار الأوقات والأيام والأزمان .

تقبل الله منا ومنكم صالح العالمين ..

ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين ومن عتقاء هذا الشهر الكريم .

لماذا نحزن ؟؟

دين ودنيا

أ : علي بن جبران المدري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى