مذكرات ومواقف (16)
الطائرة الشراعية
عباس ابن فرناس شخصية علقت في مخيلتي كثيراً خاصةً عندما كنت أفكر في الطيران، وكأي طفل لم أكن أستطيع تخيل أن فكرتي ستفشل، بل كنت أرى أن الأمر لا يتطلب سوى بعض التجهيزات، ثم الطيران ولو بضعة أمتار عن سطح الأرض.
هنا بدأتُ أُخطط لمشروع الطيران العظيم، وكانت مخيلتي الصغيرة قد رسمت صورة الطائرة على الشكل الذي نراه في الشاشة الصغيرة، من خلال مثلث خشبي مغطى بقماش -لا أعرف مواصفاته -.
نفذت الفكرة وأتممت التصميم ولم يبق إلا التنفيذ، رأيتني وأنا أقفز من سطح منزلنا بفيفاء، وقمت بالوقوف على حافة السطح لكني كُنتُ واقعياً مع نفسي حيث أن المسافة بعيدة على طفل في سني، وليس هكذا فقط بل أيضاً للكبير، وهذا الذي جعلني أفكر مرة أخرى بالمخاطر المتوقعة لو فشلت عملية الطيران، لأنني في واقع الأمر لا أرغب أن تكون نهايتي بهذا الشكل، فقمت بتغيير الخطة إلى موقعٍ أقلُ خطورة.
في هذا الموقف سيطر الصوت الخارجي الذي صدر من أمي – حفظها الله – التي رأتني وأنا أقوم بالتجهيز للفكرة وكانت قلقةً علي كثيراً، لدرجة أنها أمرتني بالتوقف عن إكمال هذا العمل، ومع ذلك فقد أتممت فكرتي فقمت بالتجربة في إحدى المدرجات القريبة من منزلنا بارتفاع يقارب ال 2 ونصف المتر، وكان أخي حسن -رفيق الطفولة وسندي -متابعاً لجميع الخطوات لكني لم أعد أذكر موقفه تحديدًا!!.
أتممت القفزة وما أن قفزت إلا وأنا مغطى بالأخشاب والشراع-طربال-في المدرج الأسفل مباشرة، مما أيقنت معه أن فكرة الطيران بهذا الشكل فاشلة، فانتهت الفكرة لدي تماماً، ولم أعد أفكر يوماً ما بمحاولة الطيران إطلاقاً، وأيقنت أن أمي كانت في الجانب الصحيح وحمدت الله على ذلك.
تجربة الطائرة الشراعية الفاشلة استمرت معي حتى لحظة كتابة هذه الأسطر ، فلا زلت أخاف من خوض التجارب دون معرفة العواقب والاستعداد لها ، وربما أحياناً بشكل مبالغ فيه ، فأرى أن أكون كما أنا بوضعي الحالي الجيد أفضل من الإقدام على عمل غير محسوب العواقب ، ولعل هذا التفكير فطريا منذ فكرة القفز بالطائرة الشراعية من أعلى سطح منزلنا بـ فيفاء والتراجع إلى منطقة محسوبة العواقب ، وهذا ما أراه صحيحا حتى اليوم ، وزاد تمسكي بهذا الرأي ما تعلمته من خلال حياتي الاجتماعية والعملية وما تعلمناه في الدورات والدراسة الجامعية والبيئة المحيطة كــ تجارب الناجحين ، فدراسة المخاطر المتوقعة وتحليلها والاستعداد لها يجعلنا نقلل من الخسائر المتوقعة أو الاستعداد الجيد لها، رغم أننا بطبيعتنا نندفع بشكل كبير لأفكارنا ونحيطها بسوار جميل من الأحلام التي قد تكون بعيدة المنال .
ولكي نستطيع التحرر من تلك الأفكار بداخلنا علينا أن نتحرر من الفكرة ذاتها ونضعها في الطرف الآخر ونحاول أن ندرسها من خلال ذلك الطرف، والاستفادة من آراء أصحاب الخبرة في المجال، ولا ننسى أن نستمع جيدًا لتجارب من سبقونا، فهي بلا شك ستتكرر معنا.
تحرر من الفكرة بوضعها كفكرة لشخص آخر وحاول أن تقدم له النصيحة.
مذكرات ومواقف (16)
نعم اذكر هذه التجربه منك وصراحه كنت مؤيد للفكره ومتحمس لها ، واذكر كنت اساعدك بربط الحبال حتى انتهينا وبذلنا جهدا كبيرا حتى عملنا شراع مثلث ، ويكفي اننا عملنا شراعا مثلثا مثل الذي نشاهده في التلفاز… أما تجربة الطيران عجيبه جدا اتخيل لو قفزت من على البيت كيف بيكون وضعك الحمدلله لم تخوض القفز ، وقت خوض التجربه كنت اتخيل انك بتطير ببطء ولكن فجأة وقعت في المدرج خلال ثانيه ههههه لم اتخيل هذا المنظر .. تحطيم ما مثله تحطيم ، فكرت نغير الخشب لكن ما عندنا امكانيات … شكرا ابو فيصل لتذكيري بهذي التجربه الفاشله ههههه … الخاتمه رهيييبه 👍
دائما يا ابو فيصل
قريحة العِلم تخرج من فكرة فمنهم من يطبق فكرته أو يأتي بعده شخص يطبقها
كذلك كان عباس بن فرناس
وبديع الزمان الجزري
وابو الجراحين ابو القاسم الزهراوي
واعظم فكرة طُرحت
فكرة الامام اسحاق بن راهويه
حينما عرض فكرته على تلامذته فقال لو ان احدكم يجمع مختصراً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فأثر ذلك في احد تلامذته الموجودين آنذك وهو الامام الاعظم وأمير المؤمنين في الحديث محمد بن اسماعيل البخاري
فجمع صحيح البخاري وهو اعظم كاتب بعد القرآن الكريم
فقد كانت الفكرة من شخص وطبقها شخصاً آخر.
دائما يا ابو فيصل
قريحة العِلم تخرج من فكرة
فمنهم من يطبق فكرته أو يأتي بعده شخص يطبقها.
كذلك كان عباس بن فرناس ، وبديع الزمان الجزري
،وابو الجراحين ابو القاسم الزهراوي
واعظم فكرة طُرحت
فكرة الامام اسحاق بن راهويه
حينما عرض فكرته على تلامذته فقال لو ان احدكم يجمع مختصراً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فأثر ذلك في احد تلامذته الموجودين آنذك وهو الامام الاعظم وأمير المؤمنين في الحديث محمد بن اسماعيل البخاري
فجمع صحيح البخاري وهو اعظم كاتب بعد القرآن الكريم
فقد كانت الفكرة من شخص وطبقها شخصاً آخر.
مشاء الله عندك أفكار بس ذاك الزمن ما في اهتمام زي الان
بالمبدعين والحمدلله ما عملت التجربة من فوق المنزل