
الحمد لله القائل:”فمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا…”،ومن عفا عن قاتل لوجه الله، فقد نال ثوابا عظيما يعادل ثواب إحياء البشرية بأسرها، ومن هنا وجب شكر العافين فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
والشكر والذكر ليكون هذا الممدوح (قدوة) يجب السير على منوالها في العفو والتسامح بعيدا عن المزايدات المليونية، والتناكفات القبلية، والانتخاءات التي ضاقت بها فضاءات التواصل الاجتماعي.
وشرف العفو العظيم الخالص لله تعالى حمله الزمان والمكان تاجا مرصعا بجواهر التقدير والإكبار والإجلال والاحترام لسيدة عفو العصر/ مريم بنت سلمان العليلي المالكي، زوجة المغفور له بإذن الله/ محمد بن سعيد الخالدي المالكي، والتي آثرت ما عند الله من نعيم باق على ما لدى البشر من عرض زائل، فعفت عن قاتل ابنها (عبدالله محمد سعيد الخالدي المالكي).
مما كان له الوقع والصدى اللذان يعجز البيان والوجدان عن الإحاطة بشموله ولو أفرد له أجنحة الضاد على محيطات المداد، ولكنه جهد مقل أرجو به رضا الله عز وجل في الحث على فضيلة أعمى المال المقل عنها، ودفع الجشع المغالات فيها؛ لتصبح الجبال أسهل حملا ونقلا من بعضها.
ولا شك أن ولاة أمرنا من (آل سعود) هم شموسنا المشرقة وأشجار حياتنا المورقة،والأسوة الحسنة في مضمار العفو والسمو والبذل لحفظ الأرواح والأجساد.
ومن هنا أقول لهذه السيدة العظيمة وآلها ولكل منتسب ل(محمد بن سعيد الخالدي المالكي، وما ضمه( سعيد ) من قريب أو بعيد …
مريم ( النوماس)
وشمسٍ أختُ بدرٍ في تجلّيها
نساءُ العصرِ وزناً لا تساويها
تسمّتْ مريمَ العذراءِ في سِفْرٍ
ونِعْمَ الاسمُ فخراً مَنْ يدانيها؟
أبوها مِنْ سُراةٍ ما ترى منهم
سوى التّقوى بأخلاقٍ معاليها
وإخوانٌ لها كالأنجمِ الثُّريا
ضياءً في ليالٍ ظلَّ ساريها
أسودٌ من هِزَبْرٍ جاءَ أبناءٌ
وقالَ اللهُ كونوا مَنْ يُراعِيها
وجاءَ الحقُّ في صمتٍ عدا موتٌ
على شِبْلٍ وفاضَ الدمعُ غاليها
بَكَتْ مِنْ حزنِها حَوْلاً وما جفّت
مَآقيها وفي الذِّكرى تُلاقيها
وجالَ القومُ مِنْ راعٍ وساعٍ في
زُرَافَاتٍ ووِحْدانٍ تناديها
فهذا الابْنُ يسعى مِثْلُهُ شيخٌ
أميرٌ أوْ أَخٌ يرجو. تغَاضِيها
ملايينٌ ملايينٌ وما رَفَّتْ
لَها عينٌ ولا خفَّتْ بواكيها
وصدَّتْ عنْ فناءِ البيتِ كلَّ آتٍ
وما عنْ بُخْلِها لكنْ تعازيها
أَعبدَ اللهِ لنْ أنْساكَ أوْ أَسْلَى
وهلْ تُنْسى ورودٌ أنْتَ ساقيها؟
أنا الثَّكْلى دَعُوا روحي لِأَحْزاني
فَمِنْ زَوْجٍ لِأَبْناءٍ نَواعيها
تقولُ الصِّدْقَ في حَزْمٍ ومن قلبٍ
بنبْضاتٍ عَذَاباتٍ تَواليها
وضَجَّ الفَقْدُ في كَبْدٍ ونادَتْنِي
خَيَالاتٌ وآهاتٌ أُدارِيها
فإِنْ أَعْفُو فهلْ أُجْزَى وَيُجْزَى منْ
بَكَتْ عَيْني وَيَلْقى أَجْرَ عافيها
بِإِيماني دَنَا وَعْيٌ لِوُجْداني
وفي ليلٍ بِدَعْوَاتٍ أُناجِيْها
سَمَتْ روحي إِلى رَبِّي فَأَرْضَاني
بِعَفْوٍ خَالِصٍ. للهِ واليها
فَيَا رَبِّي تَجاوَزْ عنْ هَوى عُمْرِي
وفي قبري تُلاقيني مَوَارِيَها
فَإِنْ أُذْكَرْ وَإِنْ أُشْكَرْ فَلا داعي
فمَنْ أَعْطَى كَفَاني عنْ جَوَازِيها
سرى من (خالدٍ) عِطْرٌ إِلى (يَعْلَى)
زَكا في قِصَّةٍ والمِسْكُ يَرْوِيها
وطَافَ النُّورُ راياتٍ على (طلَّا
نَ) في مَهْلٍ وقامَ الشِّعْرُ يَلْوِيها
أَذاعَ الصِّيْتَ فينا (خَاشرٌ) فخراً
وعَمَّتْ فَرْحَةٌ تَطْوِي نَوَادِيها
وقالَ. النَّاسُ في زَهْوٍ وفي فخرٍ
رَفَعْنَا التَّاجَ أَلْمَاساً نَوَاصِيها
سلاماً (مريمَ) النُّوْماسِ منْ شَعْبٍ
تَحِيَّاتٌ غَدَتْ والطِّيْبُ حَادِيها
سُعُوْدِيُّوْنَ نَمْضِيْ لا نُبَالي في
سَبِيْلِ اللهِ كَأْسَ الموتِ نَشْرِيها



