مقالات

من العادات و الأدوات التراثية (20)

من العادات و الأدوات التراثية (20)

قصص من تراثنا .

قصة (( ﻫﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ أم معاوية بن أبي سفيان )) في شط الصبايا .

ﻗﺼﺔ ﻫﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺃﺣﺪﺍﺛﻬﺎ كما يقال ﻓﻲ أحد سهول فيفاء على ما ينقل من الأولين وبعض المؤرخين والباحثين :

وبالأخص في شط الصبايا القريب من أنافية مكان حكم الكاهن جهة المدري ﻭﻳﺴﻤﻰ موقع الاجتماع للحكم ( ﺷﻂ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ) اي مكان اجتماع الصبايا وعددهن ١٢ على نهر ضمد فقد يكون الاسم تم توارثه على أحداث القصة المشهورة على مايروى في كتب التاريخ من تسميته بأحداث القصة .

ويقع ” شط الصبايا ” في سفح جبال فيفاء جهة ( الحقو ) ، وسمي الموقع بهذا الاسم؛ نسبة إلى صبايا قريش ، من بني مخزوم وبني مناف ، اللائي كُنّ برفقة هند بنت عتبة عند قدومها للكاهن، أما “الشط” فهي كلمك فصحى تعني جانب النهر ، وفي فيفاء تستخدم بمعنى المدرج الممتد والمُطِل.

فلذا ارتبط اسم الشط بالصبايا فقيل شط الصبايا وتم توارثه بهذا الاسم لليوم ، وقيل حدثت في مكان آخر يحمل نفس التسمية . وعلى العموم يبقى المكان نثبته على ماذُكر وتم تناقله من الأولين كموروث ولاينفى إلا بدليل وبينة أقوى لإنه لم يثبت ولم ينقل للآن من يدعي أنه موجود في مكان غير المتعارف عليه حالياً عندنا .

_ ﻭﺷﻂ ﺍﻟﺼﺒﺎﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪﺍٌ لنافية أو أنافية وكان كما يذكر بأنه كان معقل الحكم الكهنوتي آنذاك ومأوى الناس لذلك الكاهن المشهور لطلب الحكم عنده من كل مكان وكان يوجد في تلك الجهة كهانة عريقة وقديمة يحتمل توارثهم لها من الجاهلية ، وبعض المراجع ذكرت بأن شيخ فيفاء آنذاك قاسم أحمد المعكوي من قبيلة مدر كان يشتهر بالكهانة ،

وهو الذي استطاع هزيمة أمير أبي عريش من الأشراف آل خيرات، وبعض من محاربي يام تحت قيادة المكرمي في بعض المعارك الدائرة بينهم، إذ إن هذا الشيخ كان من قبيلة المدري التي كانت أنافية أحد مواطنها قديمًا ..

ولقد لاحظت عند زيارتي لنافية وتأملي لتلك القلاع والمعالم القديمة المترامية وكأنها اطلال تحكي عن حضارة مرّت عليها ، ﻭﻳﺆﻛﺪ بعض ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ من أهل مدر كما ينقل لهم وتوارثوه عن سابقيهم ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﻫﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ ، ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ أﻧﺎﻓﻴﺔ القريب من شط الصبايا – وشط الصبايا يقع في الجزء الغربي من جبال فيفاء على ضفاف وادي ضمد .

إﻟﻴﻜﻢ ﺍﻟﻘﺼﺔ بتصرف بعد المزج بما ورد في كتب التاريخ وماينقل من بعض الشيبان والباحثين وبمجموعها يُذكر بأن هند بنت عتبة ذهبت للبحث عن براءتها إلى كاهن في اليمن .

وكما هو معلوم للعارفين بأن كل ماكان في جنوب الكعبة يسمى يمن أو يماني ولذا سمي الركن اليماني بهذا الاسم .

اولاَ – قبل البدء بالحديث عن قصتها المشهورة نمهد بالتعريف بهند بنت عتبة فهي : هند بنت عتبة العبشمية القرشية الكنانية، أبوها عتبة بن ربيعة سيد من سادات قريش وبني كنانة ، عرف بحكمته وسداد رأيه .

وهي إحدى نساء العرب اللاتي كانت لهن شهرة عالية قبل الإسلام وبعده . زوجة أبي سفيان بن حرب فيما بعد وقبله كانت عند الفاكه بن المغيرة ، وهي أم الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان . وكانت امرأةً لها رأي وعقل راجح . شهدت أُُحداً مع المشركين ولم تكن أسلمت بعد ، ومثّلت بحمزة بن عبد المطلب عم رسول الله محمد .

وكانت من النسوة الأربع اللواتي أهدر الرسول دماءَهن يوم فتح مكة، ولكنه عفا وصفح عنها حينما جاءته مسلمة تائبة حيث أسلمت يوم فتح مكة بعد إسلام زوجها أبي سفيان بليلة .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺪ ﺑﻨﺖ ﻋﺘﺒﺔ..

ثانيا – ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻲ كما ذكرنا ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﻣﻦ ﻓﺘﻴﺎﻥ ﻗﺮﻳﺶ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺑﻴﺖ ﻟﻠﻀﻴﺎﻓﺔ ﻳﻐﺸﺎﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﺫﻥ ، ﻓﺨﻼ‌ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﺎﺿﻄﺠﻊ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﻭﻫﻨﺪ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ، ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﻟﺒﻌﺾ ﺷﺄﻧﻪ ، ﻭﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺸﺎﻩ ﻓﻮﻟﺞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻴﻪ ﻭﻟﻰ ﻫﺎﺭﺑﺎً، ﻭﺭﺁﻩ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﻭﻫﻮ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺪ ﻭﻫﻲ ﻣﻀﻄﺠﻌﺔ ﻓﻀﺮﺑﻬﺎ ﺑﺮﺟﻠﻪ ﻭﻗﺎﻝ:

ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻙ ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍً ولا ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﺒﻬﺘﻨﻲ ﺃﻧﺖ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﺍﻟﺤﻘﻲ ﺑﺄﺑﻴﻚ ، ﻭﺗﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ:

ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻓﻴﻚ ﺍﻟﻘﺎﻟﺔ ، فأﻧﺒﺌﻴﻨﻲ ﻧﺒﺄﻙ ، ﻓﺈﻥ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﺩﺳﺴﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﻋﻨﻚ ﺍﻟﻘﺎﻟﺔ ، ﻭﺇﻥ ﻳﻚُ ﻛﺎﺫﺑﺎً ﺣﺎﻛﻤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﻬﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺣﻠﻔﺖ ﻫﻨﺪ لأﺑﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺇﻧﻪ ﻟﻜﺎﺫﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻟﻠﻔﺎﻛﻪ :

ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻚ ﻗﺪ ﺭﻣﻴﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ، ﻭﻋﺎﺭ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻻ‌ ﻳﻐﺴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ، ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺫﻟﺔ ﻭﻣﻨﻘﺼﺔ ، ﻭﻟﻮلا ﺃﻧﻚ ﻣﻨﻲ ﺫﻭ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻟﻘﺘﻠﺘﻚ ، ﻭﻟﻜﻦ سا اﺣﺎﻛﻤﻚ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻫﻦ ﺍﻟﻴﻤﻦ .
ﻓﺤﺎﻛﻤﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﻛﻬﺎﻥ ﺍﻟﻴﻤﻦ ،

ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻟﻔﺎﻛﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ – ﻣﺨﺰﻭﻡ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ – ﻭﺧﺮﺝ ﻋﺘﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻋﺒﺪﻣﻨﺎﻑ ، ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻬﻨﺪ ﻭﻧﺴﻮﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻬﻢ بلغ عددهن كما يذكر 12 فتاة ، ﺛﻢ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺷﺎﺭﻓﻮﺍ ﺑﻼ‌ﺩ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻏﺪﺍً ﻧﺄﺗﻲ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ، ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻬﻨﺪ ﻭﻧﺴﻮﺓ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻜﺮﺕ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ :

ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﺭﻯ ﻣﺎ ﺑﻚِ ﻣﻦ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ، ﻭﻣﺎ ﺫﺍﻙ ﺃﺭﺍﻩ ﻋﻨﺪﻙ إلا ﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﺃﺣﺪﺛﺘﻴﻪ ، ﻭﻋﻤﻞ ﺍﻗﺘﺮﻓﺘﻴﻪ ، فهلّا ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺸﺘﻬﺮ ﻣﺴﻴﺮﻧﺎ ! ﻓﻘﺎﻟﺖ :

ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺘﺎﻩ ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻨﻲ ﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻲ ، ﻭﺇﻧﻲ ﻟﺒﺮﻳﺌﺔ ،

ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ذكرت هذا لرجاحة عقلها وخوفها من المسبة والعار بين العرب لحشمتها حيث بيّنت بقولها : ﺃﻧﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻜﻢ ﺗﺄﺗﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﻫﻮ ﺑﺸﺮ ﻳﺨﻄﺊ ﻭﻳﺼﻴﺐ ، ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﺊ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻱ ﺑﺸﺊ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺭﻩ ﻋﻠﻰّ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺪﻫﺮ ، ﻭلا ﺁﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳَﺴِﻤﻨﻲ ﻣﻴﺴﻤﺎً ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲّ ﺳِﺒّﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ .

ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ : ﻻ‌ ﺗﺨﺎفِ ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﺧﺘﺒﺮﻩ ﻭﺃﻣﺘﺤﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻚ ﻭﺃﻣﺮﻙ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺧﻄﺄ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺘﺤﻨﻪ ﺑﻪ ﻟﻢ ﺃﺩﻋﻪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻙ أبداً .

ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﺍﻧﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻡ – ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺍﻛﺒﺎً ﻣﻬﺮﺍً – ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻋﻨﻬﻢ ﺧﻠﻒ ﺭﺍﺑﻴﺔ ﻓﻨﺰﻝ ﻋﻦ ﻓﺮﺳﻪ ﺛﻢ ﺻﻔّﺮ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺩﻟﻰ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﺣﺒﺔ ﺑﺮ ﻓﺄﺩﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻬﺮ ، ﻭﺃﻭﻛﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﺃﺣﻜﻢ ﺭﺑﻄﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺻﻔﺮ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺇﺣﻠﻴﻠﻪ، ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻓﻈﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺫﻫﺐ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ، ﺛﻢ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﺮﻣﻬﻢ ﻭﻧﺤﺮ ﻟﻬﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﺘﺒﺔ :

ﺇﻧﺎ ﻗﺪ ﺟﺌﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ‌ ﺃﺩﻋﻚ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﺧﺒﺄﺕ ﻟﻚ ، ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﺧﺒّﺄﺕ ﻟﻚ ﺧﺒﻴﺌﺎً ﻓﺎﻧﻈﺮ ﻣﺎ ﻫﻮ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﺎ اﻟﻜﺎﻫﻦ :

بأن الخبيئة ﺛﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻤﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ :

ﺃﺭﻳﺪ ﺃَﺑْﻴْﻦ وافْصَح ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻗﺎﻝ هي : ﺣﺒﺎﺕ ﺑُﺮ ﻓﻲ ﺇﺣﻠﻴﻞ ﻣﻬﺮ ، ﻗﺎﻝ : ﺻﺪﻗﺖ ﻓﺨﺬ ﻟﻤﺎ ﺟﺌﻨﺎﻙ ﻟﻪ ، ﺃﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ هؤلاء ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ، ﻓﺄﺟﻠﺲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻫﻨﺪ ﻣﻌﻬﻢ ﻻ‌ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺟﻌﻞ ﻳﺪﻧﻮ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﻓﻴﻀﺮﺏ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻭﻳﺒﺮﻳﻬﺎ ﻭﻳﻘﻮﻝ :

ﺍﻧﻬﻀﻲ أنتِ حَصَان رزان بريئة وسوف يلد لكي ملك يحكم العرب ، ﻓﻮﺛﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ الفاكه ﻓﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻫﺎ ، ﻓﻨﺘﺮﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ :

ﺇﻟﻴﻚ ﻋﻨﻲ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ ﻳﺠﻤﻊ ﺭﺃﺳﻲ ﻭﺭﺃﺳﻚ ﻭﺳﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ‌ﺣﺮﺻﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻙ ، ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﺃﺑﻮ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻓﺠﺎﺀﺕ ﻣﻨﻪ ﺑﻤﻌﺎﻭﻳﺔ بن أبي سفيان .

من العادات و الأدوات التراثية (20)

ولكم ﺗﺤياتي ..

المقالات

أ : علي بن جبران المدري
أ : علي بن جبران المدري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى