منوعات

مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

في قلب العُلا، حيث تهمس الصخور بحكايات العصور الغابرة، يأخذنا مهرجان الممالك القديمة في رحلة ساحرة عبر الزمن. مع كل خطوة، تغمر الزوار قصص الشعوب التي سكنت هذه الأرض الخالدة، بين تجارب حية ومعارض باهرة تشع كنوز الحضارات وأصوات القوافل التي عبرت طريق البخور. تُنثر أجواء من الحفاوة والكرم السعودي في كل زاوية، ومع كل تجربة، يتجسد الماضي في تناغم مع الحاضر، ليصنع لوحات فنية لا تُنسى.

مساء الحِجر: رحلة بين أصداء الماضي وسحر الحاضر 

مع أولى نسائم الليل تبدأ الرحلة من عربة تجرها الخيول تأخذنا إلى قلب الحضارة النبطية، حيث استقبال لا يشبه سواه. يليه عرض مسرحي ممتع يروي قصة حضارة عاشت وبنت، وتركت إرثًا خالدًا يحاكي الماضي بحيوية تسحر جميع أفراد العائلة.

وفي السوق المجاور، تنبض الحياة بتجارب تستثير الحواس؛ حيث تختلط روائح التوابل والمأكولات الشهية بخيرات الأرض، وتجربة صناعة الكحل والفخار تعيدك إلى زمن كانت فيه اليد تنسج الإبداع قطعة قطعة. 

تحت سماء مرصعة بالنجوم، حيث يمتزج الليل بسحر لا يُقاوم، يبدأ “مساء الحجر” بسرد حكايته. وفي اللحظة التي ترتفع فيها طائرات الدرون، تأخذك الرحلة إلى عالم آخر؛ السرد يتشكل في السماء، والأضواء ترسم تاريخًا ينبض بالحياة هناك، بين صمت الجبال وأصداء الماضي، تتماهى أنغام الموسيقى مع لوحات الضوء والصوت، ليكشف المكان عن أسرار الحضارات التي عبرت وخلّفت بصماتها على هذه الأرض الخالدة.

مغامرات وادي النعام: أسرار الممالك القديمة  

تحت شمس العُلا الدافئة، وبين أحضان وادي النعام، تبدأ مغامرة استثنائية تأخذك في مغامرة استثنائية عبر الزمن والطبيعة “البحث عن كنوز الممالك القديمة” حيث اعتاد أهل الحضارة الدادانية الصيد. يحمل الزوار خريطة قديمة تقودهم بين تضاريس خلابة وسراديب غامضة.مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

تبدأ الرحلة عبر مغامرات الدبابات على الكثبان الرملية حيث ينبض الأدرينالين، وفي جولات المشي وتسلق الصخور تختبر الإرادة والشجاعة، لتمنح كل مغامر تجربة فريدة، وفي هذه الأثناء يكتشف المرشد أسرار الممالك القديمة في رحلة لا تُنسى بين الطبيعة والتاريخ.

تجربة طريق البخور: الترحال في الرائحة 

بين أزقة البلدة القديمة، من خلال “تجربة طريق البخور” يرتدي الزائر رداء الترحال ويستلم خريطة خاصة بالمكان، ليشرع في رحلة مشابهة لرحلات التي كانت الشعوب تخوضها لقصد العُلا واقتناء اللبان الذي كان أشبه بالذهب باليوم الحالي، حتى أن شبه الجزيرة كانت تلقب بـ “الجزيرة السعيدة” نظراً لتواجد هذه الشجرة والخيرات المصاحبه.مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

في “تجربة طريق البخور” يبدأ الزائر، مستلمًا خريطة ترشده إلى تاريخ العُلا. يتعلم صناعة البخور وشم روائحها المميزة، بينما يستكشف حكايات الإبل والرحالة الذين مروا بها. في كل محطة، يجمع قطعة فضية، وعند اكتمال الرحلة، تُصنع له إسوارة فضية كرمز لإتمام تجربته. هكذا، يعيش الزائر لحظاتٍ من الماضي، لتظل الذاكرة مشبعة بسحر العُلا وتاريخها العريق.

التحليق في أفق التاريخ: رحلة ساحرة فوق آثار الحِجر

مع بزوغ أول خيوط الفجر، يرتفع المنطاد برفق فوق سماء الحِجر، حاملاً الركاب في رحلة ساحرة عبر الزمن. تأخذك الرياح في رحلة عبر آثار الحضارة النبطية، حيث يروي المرشد حكايات عن أزمنة مضت لاكتشاف المقابر المنحوتة بعناية في الصخور، تستوقفك أثناء الرحلة مقبرة لحيان بن كوزا، تلك الحكاية التي أودعها الزمن بين الصخور. بين الجبال المنحوته والنخيل الشامخ تشرق الشمس بلحظة سينمائية تغمرك بأصداء الحضارات القديمة التي عاشت وازدهرت في قلب الحِجر.مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

حكايات الصخور: دادان إلى جبل عِكمة 

تبدأ الرحلة من دادان، المملكة التي شهدت تمازج الحضارات عبر العصور، بين أطلالها، تتناغم الأصوات القديمة وتروي حكايات عظمة الماضي. من هناك، تنطلق نحو جبل عِكمة، حيث تمتد الجبال الشاهقة وكأنها حراس لآثار الزمن الغابر. على جدران هذا الجبل، تنقش النقوش والكتابات التي تحمل أسرار حضارات سادت في القرنين التاسع والعاشر قبل الميلاد، من الآرامية والثمودية إلى اللغات الدادانية والنبطية.مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

كل نقش، سواء كان محفورًا بيد كاتب محترف أو شخص عادي، يروي قصة ماضي هذه الأرض، مُستحضِرًا تاريخًا غنيًا ومعقدًا. اللغات المتنوعة التي عُثر عليها في تلك النقوش تقدم لمحات عن أصول اللغة العربية ومسيرتها في التطور. ومن هنا جاء لقب جبل عِكمة بـ “المكتبة المفتوحة”، حيث تتناثر النقوش لتروي تاريخًا يمتد عبر العصور. وفي ختام الرحلة، تخوض تجربة نقش الحروف الدادانية على الأحجار، يمكن نقش الأسماء أو الكلمات لتكتمل بذلك  التجربة الفريدة 

كنوز متحف نابولي الوطني في قاعة المرايا

تحتضن قاعة المرايا كنوز متحف نابولي الوطني للآثار “MANN”، حيث تتأمل أعظم القطع الأثرية وتتعرف على شخصيات خالدة مثل الإسكندر الأكبر، والإمبراطور تراجان، وماركوس أوريليوس. يقدم المعرض لمحة فريدة عن حضارات العالم القديم، مشبعة بأثر العُلا الذي كان ملتقى للثقافات عبر طريق البخور. مهرجان الممالك القديمة: رحلة غامرة إلى أعماق التاريخ وأصداء الحضارات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى