نفس مطمئنة
تزهر روحي، ويطمئن قلبي، ويرتاح فكري .. إنها المشاعر الجميلة المتراكمة؛ التي أشعر بها عند ما أتذكر أن الله هو الذي يرعاني، وأنه هو الذي يسير لي الأيام، ويختار لي أفضل الأقدار.
قبل كل شيء هي الراحة والرضا الداخلي، والتفاؤل بالحياة لا يأتي إلا ما بين ذكر وصلاة وتلاوة للقران. عند ما تجاهد نفسك في عبادة الله عز وجل تجد أن الراحة والسعاده تغمرك، وكأنها تشع من اعماق قلبك وعقلك، وتنشرها حولك في كل مكان كما قال أحد الحكماء: إن السعادة تنبع من داخل الإنسان إلى خارجه، وليس من خارجه إلى داخله.
وأنا أقول: إن أول منبع للسعاده هي العباده.
فمهما حاول الإنسان أن يسعد ويوفر لنفسه سبل السعادة والراحة؛ لن تتحقق له إلا بقربه من بارئه عز وجل.
إن في البعد عن الله ضياع واسوداد في كل شيء .. وفي القرب منه سبحانه يتوهج كل شيء في هذا العالم، وكل ما زاد القرب منه زاد التوهج ألواناً وجمالاً.
صدق الله جل وعلا في كتابه الكريم حين قال: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى).
نعوذ بالله من أن نحشر عمياناً ونسأله أن يحشرنا مع الأنبياء والصديقين والصالحين.
إن القرب من الله راحة وسكينة واطمئنان، والبعد عنه شقاء وضجر وسقم، وانعدام للبصيرة في الدنيا قبل الآخرة.
البعد عنه سبحانه يعمي العقل والقلب، ويقلق النفس، ويرهق الروح، والقرب منه هو الفوز الأكبر والأعظم في هذه الدنيا، والنجاة من النار والفوز بالجنة في الآخرة.
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (طُوبى لمَنْ هُدي إلى الإسلام، وكان عيشُه كفافًا وقنِع).
هنا يخبرنا أن هداية الله لنا إلى الإسلام، واختياره لنا ديناً؛ لهو شيء عظيم فيه كل ما تتمنى النفس البشرية، فهو الغذاء الوحيد للروح.
فكل ما أصبح إسلام الإنسان خالصاً لله عز وجل؛ كل ما زاد نقاء روحه، وطُهر قلبه، وكبرت سعادته وازدانت له الحياة.
نفس مطمئنة